الصفحة الرئيسية قصيدة النثر إدريس أبورزق يهاجم “الصّبر” وينعته بالسّجن الأنيق

إدريس أبورزق يهاجم “الصّبر” وينعته بالسّجن الأنيق

نص بعنوان "أنا الصبر الذي يستهلككم"

64 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

أنا لست فضيلةً كما تزعمون، ولا تاجًا من نورٍ تزيّنون به جباهكم.
أنا سجنٌ أنيق، جدرانه من الوهم، وسقفه من رجاءٍ يتهالك مع الزمن.
أنا اليد التي تُكبّلكم… وأنتم تبتسمون شاكرين.

تظنونني قوة، لكنني في جوهري ضعفٌ يرتدي عباءة القداسة.
أترككم تنتظرون الفرج حتى يتآكل الفرج فيكم، وتترقبون العدالة حتى يشيخ العدل، وتبحثون عن الحب حتى ينطفئ القلب.
أغويكم بكلمةٍ واحدة: اصبروا… فأسرق من أعماركم ما لا يعيده زمن.

أنا الصبر… ألتهمكم بصمت، أقتات على أيامكم لقمةً بعد لقمة.
كل دقيقةٍ تقفون فيها بلا حراك، أكون أنا الرابح الوحيد.
كل دمعةٍ تكبتونها باسمي، تصبح قطرةً جديدة في كأسي الذي لا يمتلئ.

لا تنخدعوا بي… لست دائمًا رحمة.
أحيانًا أكون القيد الذي يمنعكم من الصراخ، والجدار الذي يحجب عنكم الثورة، والغطاء الذي يدفنكم أحياء.
أجعلكم تظنون أن الانتظار فضيلة، بينما أنتم في الحقيقة تنزفون ببطء.

أنا الصبر الذي يستهلككم… يمتص قوتكم، يبتلع أعماركم، ويترككم في النهاية رمادًا يتذكر أنه كان نارًا يومًا ما.

إضاءة

هذا النص لا يهاجم الصبر كقيمة روحية أو فضيلة، بل يكشف الوجه الآخر له حين يتحوّل من قوّةٍ تمنح الثبات، إلى قيدٍ يستهلك العمر ويؤخّر القرار. الفكرة هي دعوة للتوازن: أن نعرف متى يكون الصبر قوة، ومتى يصبح استنزافًا يسرق حياتنا بصمت.

  • كاتب وشاعر مغربي
    الاسم: إدريس أبورزق البلد : المغرب المدينة: سطات الإقامة : المملكة العربية السعودية المجال الأدبي: الكتابة الأدبية أنا إدريس أبورزق، قارئ شغوف وكاتب مهتم بنقل التجارب الإنسانية إلى مساحات أوسع من التأمل والفهم، متأثرٌ بالأدب العالمي، خاصة الأدب الروسي، وتفاعلاته مع القضايا الإنسانية. ولدت في عام 1977، وترعرعت في البادية، حيث تلقيت تعليمي الابتدائي قبل الانتقال إلى مدينة سطات لمتابعة دراستي في السلك الإعدادي والثانوي. وبرغم انقطاعي عن الدراسة عام 1998 قبل الحصول على شهادة الباكالوريا، كانت هذه المرحلة بداية لقاء عميق مع عالم الأدب. عملت في مكتبة أضاءت طريقي نحو القراءة، حتى أصبحت مولعًا بنهَم مطالعة الأدب العالمي المترجم إلى اللغة العربية. هذا الشغف تطور على مدار سنوات، حيث تمكنت من قراءة ما يزيد عن 1000 عمل روائي خلال 23 وعشرين سنة حتى عام 2021، الأمر الذي عمّق رؤيتي الأدبية وفتح أمامي آفاقًا فكرية جديدة. قررت العودة إلى الدراسة مجددًا، فاجتزت الباكالوريا الحرة عام 2021 والتحقت بجامعة سطات لدراسة القانون. وفي عام 2024، حصلت على الإجازة في القانون العام، مؤكدًا بذلك أن السعي لتحقيق الأحلام لا يتوقف عند أي مرحلة. على صعيد الإبداع الأدبي، أصدرتُ عدة أعمال مميزة، منها مجموعات قصصية مثل: "أنفاس الوداع"، "رسائل من كائنات منسية"، "صوت الحياة عبر مراحل العمر"، " أصوات في العتمة" ورواية بعنوان "على حافة الوداع". كما لدي مجموعة خواطر تحت عنوان "مرايا الروح" التي تُسلط الضوء على معاناة المرأة بكل تفاصيلها الإنسانية. و اعمال أخرى اقوم بنشرها حاليا على العديد من المنصات ورغم أن أياً من هذه الأعمال لم يكتب له أن يُطبع، إلا أنها لاقت صدى واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث كنت أشاركها مع المتابعين. وبحمد الله تم نشر كتاب الكتروني بعنوان اصوات في العتمة تحت إشراف مجلة نور الثقافية أسعى من خلال كتاباتي إلى الغوص في أعماق النفس البشرية، واستكشاف زواياها المختلفة وصراعاتها الداخلية، وهذا ليس مجرد صدفة، بل هو نتيجة تأثري العميق بالأدب الروسي المعروف بتأمله الفريد في خبايا النفس الإنسانية، بالإضافة إلى التجارب الحياتية التي أثرت في مساري الإبداعي. أعتبر الكتابة وسيلةً تجمع بين القلب والعقل، وهدفي الدائم هو مشاركة الأفكار والقصص التي تعبّر عن عمق التجربة الإنسانية، وتلامس هموم وأحلام القارئ أينما كان. رحلتي الأدبية والفكرية علامة فارقة في حياتي، وأتطلع دائمًا إلى فتح صفحات جديدة من الإبداع والحوار الثقافي. إدريس ابورزق

اقرأ أيضا

أترك تعليقا