ملخص ما سبق في المشهد السادس
في الفلاش باك
تتعرف لينا على صديقة جديدة لتشاركها السكن في المبيت.
في الحاضر
تعود لينا في عطلة الأسبوع إلى مسقط رأسها. تلتقي أثناء رحلتها في الحافلة بالشاب صاحب السيارة الرياضية البيضاء الذي يحاول مواعدتها مرة أخرى بعد أن رفضته سابقا ويظهر اهتمامه الشديد بها في حين تتجاهله لينا ثانية وتتركه في حيرة من أمره..
المشهد السابع
تذهب لينا إلى الجامعة برفقة صديقتها فاتن. يأخذها تفكيرها إلى الماضي كعادتها وتتذكر يوما أضاعت فيها الطريق و مساعدة رجل غريب لها.كما انتهى ذلك اليوم بحفل ساهر في المبيت وتشنج أعصاب لينا بسبب سلوى و أصدقائها منها وصعودها إلى غرفتها التي كانت تقطن فيها بمفردها. تسمع لينا طرقات على الباب. تشعر بالخوف خاصة وأن جميع الطالبات تقريبا كنّ في الحفل. ***
تعد والدة لينا السّفرة.
تأتي لينا..تتظمّ إلى بقيّة أفراد العائلة.
– اه ..شحضرتلنا ليوم؟ تقول لينا مبتسمة.
– مرقة جلبانة وكفتة ماك تحبهم..
– ههه …عيشك…حتانا جعت علّخر..
– ههه.. تقول أختها الصغرى دينا- كول كول حتى تشبع قبل ماتطير شاهيتك…
تتغامز دينا وسوسن الأخت الكبرى وتضحكن ..
– شفما ياخي؟؟ شبيكم؟ تقول لينا
في استغراب.
– مفمّا شي ..تجيب والدتها..ريقهم بارد..كول على روحك..وانتم يزيو بلا ركاكة ..هو جا بوكم ..ايا وينك..
– سلام ..اش نوا هالضحك صوتكم جاي آخر الحومة..
– اقعد اقعد يا بابا كول..ههه..تو تعرف مبعد…تقول دينا
-شفمّا ..يتوجه بالحديث إلى زوجته التي تضع طبقا من الحساء أمامه..
– فمّا كان الخير ..شفمّا؟ تقول مبتسمة..
تختنق لينا بقطعة خبز…
تضربها إحدى أخواتها على ظهرها ضربات خفيفة..وأخرى تمد لها كوبا من الماء..
– تموتشي يا سخطة..سوسن
– احممم…احممم…هههه تضحك لينا بدورها-مادام قالت أمي هكك بديت نفهم…ههه
– شنوا فهمت ؟ تجيب والدتها في انزعاج..
-فهمت الّي في مصيبة جيالي (بالمصري) مصيبة ماكنتش على بالي ههههه..
تقهقه بقية أخواتها
يضحك والدهن بدوره…
في الغد
تضع والدة لينا اللّمسات الأخيرة في ترتيب غرفة الاستقبال. تأتي ابنتها الكبرى..
– حضرتشي الكيسان ؟
وينهم لاخي خواتك ؟ ميعاونوش طرف ..نسمع كان في الضحك متاعهم..
– ماك تعرفهم ديما في ريقهم البارد ..درا فاش يخططو…
– يخططو ؟ لا المرة هاذي كان مش يحشموني قدام الناس والله لما نوريك فيهم..
– خن نمشي نشوفهم لبسوشي الهم هاذم..
في غرفة البنات
سوسن
– شنوا الي لابستّو هاذا ؟ تقول للينا
تشير لينا بيدها إلى ثيابها
– شبيهم؟
– شي ما بيهم تقول ماشية تقرا ..لاخي على قلة الروّب الي عندك؟..ماهو تأنث طرف..
دينا – علاه صاعك مزيانين …سبور شيك…
سوسن- اسكت انت!! وايجا عاون بحاجة وانت تمكيج تقول عروسة!ّ!…
– شنوا للاّ؟ ..علاه شبيني مش عروسة ؟..شوفو محلاني ..تنظر إلى نفسها في المرآة في فخر وإعجاب
تضحك لينا تهم بالحديث ..
لكن جرس الباب يرن ..
تأتي فهيمة في عجلة وصوت خافت :
نقصو مالضحك ..
ثم تذهب مسرعة نحو الباب..
تغمز دينا لينا..
– ههه..بدا الجو ..
لينا في انزعاج :
– تي بربي.. اونو نمشي فيها بهواها سي نون منسلمش منها ..هوكا كي كل مرة …شي يفدد..افف
سوسن
– علاه بالك المرة هاذي يعجبك هه
لينا- تي منحبش لحكايات هاذم جملة انا..
– مش مشكلة اختي ..تقول الصغرى هونا نبدلو جو وسيرتو ناكلو القاطو هههه
– اسكت انت !! تطل لينا من الباب ..
– تأتي أصوات الضيوف ..كُثر على مايبدو …كلمات ترحاب معتادة ..ضحكات قصيرة ومجاملات..
……. بعد برهة
– لينا لينا …تنادي والدتها..
تنظر لينا نحو غرفة الضيوف في ضيق…تنفخ في الهواء..تفرك أصابعها في توتر …تأتي أختها الصغرى من خلفها تدفعها قليلا تبتسم وتغمز في سخرية …
دينا : تي برّا برك…ههه
تدخل لينا الغرفة ..
شاب عاليسار أسمر ووسيم يلبس بدلة زرقاء ..يسلم عليها في حرارة
…رجل مسن ذو لحية بيضاء ذو هيبة ..رجل ذو نظرات ثاقبة وابتسامة لئيمة يلبس بدلة رمادية أنيقة …امرأة شابة تلبس حجابا ورديا و عقدا ذهبيا طويلا من الذهب في رقبتها و تملأ يديها أساور وخواتم ..وأخيرا امرأة مسنّة ترتدي معطفا أسودا وحجابا أخضرا.. يبدو عليها التعب والمرض ..تحرك عيناها الزرقاء الصغيرة في سرعة متفحصة لينا ..سلة أنيقة مملوءة بغلال مختلفة و علبة كبيرة فاخرة فيها خبزة مرطبات وضعت على الطاولة..
تقف لينا برهة متوترة قليلا.. بعد أن ألقت عليهم التحية جميعا..ثم تذهب لتجلس حذو والدتها وأختها الكبرى ..
– يااختي على زينها ..تقول المرأة الشابة مبتسمة في سعادة ..
تبتسم لينا في حياء.. تلتقي نظراتها بنظرات الشاب الأسمر ..يبتسم ..تبتسم ..
لكن يأتي صوت حاد من على اليمين …
– حتى ولدي زين وعين …
تلتفت لينا نحو المرأة المسنة التي دبت الحياة في أوصالها واتسعت عيناها الضيقة ..واحمرّ وجهها ..
تقول المرأة الشابة
– ههه كل قرد في عين أمو غزال ..تضحك ضحكة قوية تقشع رأسها إلى الخلف …يبان حلقها و أسنانها ..
– قرد ؟! اسم الله على ولدي ..تلتفت إلى لينا ..شخصّك كان تاخو ولدي …ولدي سيد الرجال..
– وه شبيك يا امي السيدة …اسكت علينا…تقول المرأة الشابة..
يضحك الجميع..ما عدا والدة لينا ولينا التي احمر وجهها غضبا وهمّت بالخروج..تمسكها والدتها من يدها..وتجبرها على البقاء..
– حتى بنتي تبارك الله عليها ..شخص ولدك كان ياخو بنتي..تقول فهيمة والدة لينا بصوت حاد..
يتدخل الرجل المسن لإنقاذ الموقف.
– كل شي بالمكتوب وربي يجيب من يصلح ..
– هذاكا هو ربي يطيح بينا الي خير منا.. يرد والد لينا..
– امشي هز القطو وقصو منو توشوش والدة لينا الى سوسن ..
– شنية أحوال الخدمة ؟
– يتوجه سالم والد لينا إلى الشاب ذي النظرات اللئيمة ..
تستغرب لينا وتحتار( لاخي شكون العروس ؟ وه ..هذا ؟!! ميزيش لعزوزة متطاقش يطلع لعروس الي من بكري يقلب في عينيه..ممسطو ..ووه)
– والله لاباس.. يجيب الشاب – في الصيف كالعادة تتحرك الأمور ..وتو هونو نخدمو شوية مناسبات و شوية ويكاندات صلاعات …
– ربي يعينك
– عيشك…
– تو شكون لكبير انت ولا هو ؟ مشيرا إلى الولد الأسمر ..
– هذاكا خويا لكبير ..ههه
يبتسم الشاب الأسمر..
– وكان كتب تولي تسكن فوقي ..تقول المرأة الشابة متحدثة إلى لينا..
– دارو تشرّه ولدي …تطل على أربع رياح..لاهي مصلي عن النبي..محبّش يعرس لين يكمّل دارو بلقدا..
يبتسم الشاب ويعانق أمه في اعتزاز..
يتدخل الرجل المسن ويقول:
– تو هاكا شافو بعضهم ..ونخرجو منها أحنا…هههه ..كان تفاهمو أوينو نعملو الي علينا وكان متفاهموش كل شي بالمكتوب..
– أي ..أي…بالطبيعة تقول المرإة الشابة ماهو تو يتقابلو ويحكيو ..
تقول المرأة العجوز:
– نهار السبت الجاي مع لربعة باهيشي يا طفلة؟ …تقول للينا
تقاطعها فهيمة:
– هههه ..تعطيهم في الوقت زادا ؟
– أي مالا تقول .. ماهو ولدي نعرف وقتو المتفاضي فيه..
أيا شقلت يا ولد؟ يا طفلة ؟
– باهي ..يجيبها ابنها في صوت خافت..يرمق لينا نظرات مليئة بالخبث..
– يخفق قلب لينا خفقة قوية في انزعاج ..تشيح بوجهها عنه.
تٌسمع ضحكات وقهقهات عن بعد.
– شكون هذا ؟ تقول العجوز
– ههه لبنات يفدلكو مع بعضهم ..تقول والدة لينا في حرج ..
يبادلها والد لينا نظرات استياء..
يناديهن..
تأتي أخت لينا الصغرى دينا وفي يديها طبق مشروبات في حين تحمل سوسن طبق المرطبات..
مرحبا..مرحبا
تقول ضاحكة … تسلم على الجميع في حيوية.. هيا
تفضلو تفضلو..
ترمق العجوز دينا بنظرات ثاقبة ثم تقول:
– هاذي بنتك ماهو ؟
– أي بنتي الصغيرة ..مازالت تقرى في اليسي..
– ماشاء الله عليها لهلوبة ..تقول المرأة الشابة في سعادة..
– عيشك.. ههه تضحك دينا.
– معندك كان هاذم ؟ …اممم.. تقول العجوز…
– تلتفت نحوها لينا وقد تملّك منها الغضب.
– لا هاكم بناتي..عندي ثلاثة بنات.. علاش ؟
– قلت كان عندك أخرين نزيد نشوف..
– وه.. شنوا هالكلام؟؟ في بالي جايين على بنتي الوسطانية؟!
تنفخ لينا في حنق …يحمرّ وجهها..
تقف ثم تقول
– مناش مارشي لهنا يا مدام..بالك حاسبتنا خضرة لهنا مش تقلبها؟!
يقف الجميع.
– وه اشبيك تغششت ؟ تقول العجوز شعندي قلت ؟!
– عندها الحق.. يقول الرجل المسن
سامحنا يا بنيتي ..احسبها ما قالت شي ..
حذو باب المنزل
– بربي قوللها سامحنا ..يقول الشاب الأسمر لفهيمة ..الوالدة االله يهديها ..يقول وهو مغلوب على أمره.
يُسمع صوت المرأة العجوز وهي ممسكة بيد ابنها ..
– اش عندي قلت اي …مفهمتش شبيها تغششت الطفلة .
يتحدث المسن إلى والد لينا .
– لمرا الي عندي ولات تهز وتنفض متعدلوش عليها ..اما قلبها ابيض وعلى نيتها ..
يظل ابو لينا صامتا.. يواصل المسن
– ياخويا على كل حال تشرفنا بمعرفتكم وربي يجيب من يصلح لينا وليكم يربت على كتفه ..محاولا لملمة الموضوع.
في المطبخ
تمسك لينا رأسها بكلتي يديها
-شنوا هاذا؟!! ملا ريق !!
في حين تواصل سوسن ودينا ضحكهن.
-ههههه تي ايجا كول القاطو ..علقليلة ….تقول دينا وفمها مملوء بقطعة كبيرة من الحلويات.
سوسن
-انا مشا في بالي لولد الأسمر ..قلت ايا برا مزيان اجرالو لاخي طلع لاخر ..ههه
– حتّانا !! تقول لينا ..وانا من بكري مركزة معاه لين سمعت بابا يسأل في لاخر على خدمتو ..مخيبو ..دوب مدخلت يهز فيّ ويحط ودرا كيفاه يتضيحك ..
– لا وأعز فازة كيفاه أمو قتلو عالرونديفو وهو كالنعجة مع جنبها اي.. اي ..باهي.. هههه تقهقه دينا.
– ملاّ حطبة …مسمّها..مطقتهاش مالي بدات.. “شخصّك كان تاخو ولدي “ودرا شنوا ..وزيد عندكشي وحدة اخرى ..الحيا للحيا..عباد متحشمش..تقول فهيمة في غضب شديد.
– يأتي سالم.. نقصو مالعياط ..احكيو بالشوية ..اش بيكم؟!!
– اش بينا ؟ عجبك كلام عزوزة الستوت؟!!
– مش كنت تشكر فيهم لبارح وقلت اكابري هههه وجارتك متجيبلك كان الناس “الهاي سوسايتي” ؟
– اتو نورّيك فيها جارتي..اسم الله على بنتي اش بيها تعمل حما كيف هاكي؟ ملوحّة عليها؟
– هونها مقصرتش بنتك تبارك الله عليها.. يتوجه بالحديث إلى لينا في عتاب..
– اشنوا تحبني نسكتلها ؟ منسكتش مناش سلعة لهنا !!
-وزيد ولدها ماسط ومعندوش …تقهقه دينا ههه تأكل …شخصية ظاهر ..ههه
– اسكت علي ّانت ..مقل تربيتك…يصرخ في وجهها..نسمع في الضحك متاعك مالكوجينة والناس تقلقو ..متحشمش!!!
تجيبه دينا في لا مبالاة- اسم الله عليهم في سخرية..
– طير من قدامي …
تهرب دينا راكضة ..هههه. …تضحك.
لينا إلى والدتها
– هاذي آخر مرة تجيبلي حد ..هاني المرة هاذي خذيت بخاطرك باش منحشمكش مع صاحبتك… يزي ..اكاهو باهي ؟؟
– اممم… وانا وين نعرف عليه الي امو هكك لفعة؟
– قتلك هاذي اخر مرة!!
– باهي …وفا تو يقول سالم ..
سوسن حطو لعشاء خن نتعشاو ..نادي دينا
سوسن – ههه دينا؟ مازالت مش تاكل؟؟شطر الخبزة كلاتها ..
– ههه تضحك لينا صحة ليها متخمم في شي .. بايعتها بلفتة..
في المساء
تضع لينا رأسها على المخدة ..تحاول الخلود إلى النوم ..يأتي صوت المرأة العجوز في ذهنها فجأة..”شخصك كان تاخو ولدي” اففف …تدير وجهها إلى الشباك … تتذكر نظرات الشاب اللئيمة
-افففف..ياربي ملا هموم …
تتقلب لينا في الفراش، عاجزة عن النوم. تنهض في هدوء الليل، تتناول كوبا من الماء قربها، ترشف منه رشفة صغيرة، ثم تشد عليه بأصابعها الرقيقة ..تمشي ببطئ نحو خزانة الثياب، تخنار ثوبا أحمر، تضعه على جسدها بعناية، ثم تقف أمام المرأة، تتأمل صورتها، شاردة الذهن، تبتسم ابتسامة خفيفة
يتبع …
انتظرونا لمتابعة أحداث الجزء الثامن… قريبا إن شاء الله
مع تحيات الروائية حنان الشلي
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة حنان الشلي