225 قُلْتُ يَوْمًا كَيْفَ عَاشَ النَّاسُ فِي تِلْكَ النَّوَادِي عَنْ صَعَــالِيكِ الْمَدِينَةْ عَنْ صَعَالِيكِ الْبَوَادِي؟ إِذْ سَمِعْنَا أَنَّ رَهْطَا فِي زَمَــــانِي قَدْ تَنَــــادُوا فِي حَوَانِيتِ الْمَدِينَةْ وَاسْتَجَــــــــابُوا لِلتَّنَادِي قَدْ تَنَادُوا يَجْمَعُــــونَ الْحَرْفَ لَحْنًا فِي دُجَاهُمْ يَرْشُفُــونَ الْأُنْسَ فِي “بَارَاتِهِمْ” رُغْمَ الْعَوَادِي يَبْتَنُـــــــونَ الَمَجْدَ مِن أَوْجَاعَهُمَ فِي كُلِّ كَأْسٍ يجْدُبُــــــونَ اللَّيْلَ وَجْدًا كَالْمَجَامِيرِ الصَّوَادِي يَحْرِقُــــــونَ الْحَرْفَ فِي نِيرَانِهِمْ نَثْرًا وَشِعْرًا يَنْفُثُــــــــونَ الْمَعْنَى مِنْ أَفْوَاهِهِمْ مِثْلَ الرَّمَادِ وَابْتَنَــــــــوْهَا مِنَ نِفَايَاتِ السَّجَائِرِ سَـابِحَاتٍفِي فَضَـاءٍ ضَيِّقِ الْأَطْرَافِ فِي عُمْقِ النَّوَادِي سَبَّحُـــــــوا حَمْدًا كَثِيرًا لِلْكُــــــــرُومِ الدَّالِيَاتِلِارْتِفَــــــــاعِ النَّهْـدِ لِلْأَرْدَافِ لِلَّحْنِ الْمُعَــــــادِ لِلْعُيُونِ السُّــــــودِ لِلْأَكْتَــــــــافِ لِلْقَدِّ الرَّشِيقِلِلْجُفُــونِ الْكُحْلِ كَمْ قَــــامَتْ مَعَانِيهِمْ شَوَادِي سُجَّدًا وَالْجِيـــــــدُ مَرْمَـى هَامِهِمْ وِرْدًا مُرِيحًابَعْدَ طُــولِ الرَّكْعِ وَالتَّسْبِيـــحِ وَالْجَهْدِ الْمُشَاِد بَعْدَ أَنْ أَقْوَتْ قُوَاهُمْ فِـي جِهَــــــادِ اللَّيْلِ حَلَّتْعِنْدَهُمْ رُؤْيَا الشُّهُودِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ هَادِي وَاسْتَرَاحَ السـَّــــالِكُ الْمَضْنِيُّ مَنْهُوكًا بِكَشْفٍبَعْدَ طُــــــــولِ الشَّدْوِ لِلْمَحْبُـــوبِ يَرْنُو لِلرُّقَادِ أَسْلَمُـــــــوا جَفْنًا لِأَحْلاَمٍ يَطُــــــولُ اللَّيْلُ فِيهَاقَدْ يُطِيــــــــلُ الْحُلْمُ لَيْلاً كَـــــانَ بَدْءً بِالسُّهَادِ عِنْدَمَا أَضْحَتْ عَلَيْهِمْ فِــــي غَدٍ شَمْسُ النَّهَارِفُتِّحَتْ أَجْفَــــانُهُمْ مِنْ بَعْــــدِ وَجْدٍ لِلْمَعَــــــــادِ أَعْلَنُوا رَمْزًا جَدِيــدا لِانْكِشَـــــــافِ الضُّرِّ عَنَّالِانْزِيَــــــاحِ الذُّلِّ عَنْ هَـــــــامَاتِنَا مِثْلَ الرُّوَادِ أَعْلَنُـــــوا فِي رَجْعِ صَوْتٍ وَاحِدٍ ”أَنْ قَدْ أَتَيْنَامِنْ حَوَانِيتِ الصَّعَـــــــالِيكِ النَّدَامَــى بِالرَّشَادِ أتركوا عنَّا عروضًا من زمـــانٍ قدْ تغاضتْســـــــَاحُهُ الْألْحــانُ، قدْ آلتْ عُيــــــونٌ للنَّفادِ دعْوةٌ شـــــــاعَتْ وكَمْ من بُرْدَةٍ لاَقَتْ وِشَاحًافِي زمـــــــان الرَّكْعِ تَعْلُــــو رَايَةً نَحْوَ الْحِيَادِ في زمـــــانِ الضَّحْلِ يَجْتاحُ الْمعانِي كلُّ جِرْذٍكَالْتِمَــــاسِ الجُعْلِ في صحرائنا رَوْثَ الجَرَادِ مُهملاً قَمْحًــا وَتَمْرًا كَالثُّريـَّــــا آنَ صَحْـــــــوٍبَـــــــاحِثًا فِــي كُلِّ نَجْدٍ عَنْ أَزَاهِيــــــرِ الْقَتَادِ زهرةُ الصَّبَّارِ قدْ بَــــــاتتْ لَديْهمْ رمْزَ خِصْبٍلَفْظَةُ الْإِفْصَـــــاحِ أَضْحَتْ عِنْدَهُمْ مِثْلَ الْوِهَادِ قـال منهم من أسَخْتُ السَّمْعَ يومًا وَهْوَ يُلْقِييَجْعَلُ “الأَفْخَاذَ” و”الأَثْدَاءَ” قَوْسًا لِلْجِهَادِ قال يومًا في سِجَــــــــالِ الْحُبِّ قَوْلاً لاَ يُرَوِّيرَمْزُهُ “قِطٌّ” وَ”كُــــــــورَاتٌ” وَلَحْنٌ كَالْحِدَادِ ســــــــاحُهم في الغَزْوِ أرْدافٌ وَنَهْدٌ لِلصَّبَايَايَمْتَطُــــــــونَ الْعِشْقَ سَيْفًا والْغَوَانِي كَالْجِيَادِ إنَّ “بَشَّــــارًا” إِمَامٌ و”النَّوَاسِي” قَـامَ يدْعُويا ‘جَرِيــــرُ’، أطْنَبَ العُشَّاقُ بَعْدِي فِي الْفَسَادِ أطنبُـــوا حتَّى تَلَهَّوْا عن جُذُورِ الْعِشْقِ سَهْوًاأو تَلَهَّوْا عن أريجِ النّـــــــُورِ في نفْخِ الرَّمَادِ ظنَّ للصّعلوكْ شَــــــــاراتٍ أَبَانَتْ عَنْ خُمُولٍ“عرْوَةٌ ” كَـــــــــانت دماه كالبراكين الشِّدَادِ “عروةُ” الصعلـــــوكُ كانت عينُهُ فِي كلِّ حَيٍّتَرْتَعِي من أجْل طفلٍ أَوْ عَجُــــوزٍ لاَ تُنَــــادِي كان صعْلــــــــوكًا ولكنْ يَأْمُرِ الْأَصْحَابَ دَوْمًابِالْتِزَامِ الطُّهْرِ قَوْلًا وَالْتِمَــــــاسُ الْحقِّ حَادِي عِفَّةُ الصعلــــــــوكِ كانت قَوْسُهُ فِي كلِّ غَزْوٍفَالْفَتَــى دَوْمًا يُلَاقِــــــــي شَكْلَهُ في كلِّ وَادِي “عروةُ ابنُ الْوردِ”لو عادتْ إليه رُوحُهُ مِنْبعد موْتٍ لاسْتَخَفَّ الْقَوْمَ مِنَ فَرْطِ الْجَمَـــــادِ لو رآهُمْ “عروةٌ” في لَهْوِهِمْ كَمْ كَـــانَ يَبْكِيمن ضيــاعِ العَهْدِ من تَفْرِيطِهِمْ فِي حَقِ ضَادِ أوْ لَيَدْعُــــو “عنتره” من لَحْدِ قبْرٍ مِنْ جَدِيدٍيَشْهَدُ الْأحْفَـــادَ أَرْخُــــــــوا بَعْدَ فَخْرٍ لِلْكَسَـادِ “امرئ ألقيس”الذي أَعْيَــــاهُ سُكْرٌ وَالْغَوَانِيلَوْ أَتَـــى لَاسْتَهْجَنَ الْإِسْرَافَ مِنْهُمْ والتَّمَادِي لو تنـادى،عروة،والشّنفرى،وابن الصحاريهم صعــــــاليك البوادي لاستخفوا كلَّ شَادِي أعلنـــوا إضراب حبٍّ أو تَــــــــدَانٍ مِنْ حبيبٍمَارَنَتْ “عَبْلٌ”لِعَنْتَرْ”أَوْ“زُهَيْرٌ”مِنْ “سَعَادِ” هذا خَلْفٌ بَعْدَ عَيْنٍ قَدْ تَلاَشَــــــــــى مِثْلَ حُلْمٍبــــــــَاتَ صُعلـــوكًا ذَمِيمًا عَلَّ أَطْرَافَ الْفُؤَادِ قُبْحُ خُلْقٍ سُــــــوءُ خَلْقٍ عَرْبَدَاتُ اللَّيْلِ أَذْوَتْكُلَّ لَمْحٍ مِنْ بَرِيـــــــقِ الْعَيْنِ أَوْ حَزْمِ الأيادي طمئن الأحبــــاب عن فجر قريب جاء صحْوًامن دخـــــانِ الْأَمْسِ من أَضْغَاثِهِمْ عِنْدَ الرُّقَادِ لا تقل ماتت معـــاني الشعر في رمز كسِيــحٍلاَ يُضِيرُ الصَّقْرَ تَحْلِيــــــقُ الْجَرَاِد فِـي الْبِلاَدِ لا يضير الأَصْلَ أَمْصَــــالٌ وَلَوْ دَامَتْ طَــوِيلاًلا يضيــــــــرُ النَّفْخُ بُنْيَــــــــانًا تَرَقَّـى بِالْعِمَادِ هذه الأوحـــالُ ما عـــادتِ تُغَطِّي أرْضَ زَرْعٍفَالْبَـــوَادِي تُنْبِتُ الْأَزْهَــارَ من بعْدِ الْحَصَـــادِ فَالْقَوَافِـي جَفَّ نَبْعُ الِحْبرِ عَنْهَا فِـي السَّوَاقِيجـــاَءَتِ الْأَنْهَـــارُ صُبْحًا مِنْ بُحَيْرَاتِ الْمـِدَادِ فَاسْتَرَدَّ الشِّعْـــرُ أَوْزَانــًا وَلَحْنًا مِنْ جَدِيـــــــدٍواستقـــام الْقَوْلُ فــِي أَسْمَـاعِنَـــا حُلْوَ الْمُرَادِ الشاعر عمر الشهباني