3 النوافذُ تتكلّم، تُصغي للخطواتِ في الليل، تُخفي دموعًا على زجاجها، وتشهدُ كيف يمرُّ العاشقُ ولا يعود. نافذةٌ في بيتٍ قديمٍ تُطلُّ على شجرةٍ كبرت وحدَها، وحين هبّت الريحُ لم تجد يدًا تسندها. نافذةُ مستشفى ترى وجوهًا متعبة، ترى دمعةَ أمٍّ تبحثُ عن أملٍ بين الأجهزة. نافذةُ قطارٍتمرُّ على حقولٍ سريعة،كأنها أحلامٌ تهربُ من نومٍ مضطرب،كأنها أعمارٌ لا تلوي على شيء. نافذةُ غريبٍتُطلُّ على شارعٍ بارد،في كلِّ عابرٍ يراهُ ملامحَ وطن،وفي كلِّ ضوءٍذكرى بعيدة. والنافذةُ الأخيرة،تلك التي تُطلُّ على التراب،لا يفتحها أحد،لكنها تبقى هناك،كأنها تُخبّئسرًّا أكبر من الحياة.