إِنِّي بَعِيدًا قَدْ رَمَيْتُ حِبَالِي
فَهِيَ الْمرَاسِي مَثْبِتَاتِ جَلاَلِي
فَوْقَ الرِّمَالِ الْبِيضِ عِنْدَ مَرَابِعِي
إِنِّي هُنَاكَ قَدْ تَرَكتُ رِحَالِي
في كلّ شطآن البلاد موانئي
من كلّ وديان البلاد قِلالي
ما تحمل الصّابات يدخل بيدري
من كلّ أشجَار البلاد سلالي
وَشَرِبْتُ مِنْ مَاءِ “الرِّبَاطِ” مَرَارَهُ
وَطَرَحْتُ فِي سُورِ “الرِّبَاطِ” سُؤَالِي
وَنَزَعْتُ مِنْ بَحْرِالْمُحِيطِ أُجَاجَهُ
أَجَّجْتُ مِنْ عَالِي الْجِبَالِ سُعَالِي
فَالشَّرْقُ صَدْرِي وَالْجَنُوبُ مَفَاصِلِي
وَالْغَرْبُ ظَهْرِي وَالشَّمَالُ شِمَالِي
لِيَ أَحْرُفٌ فِي الضَّادِ قُدَّ نَسِيجُهَا
مِنْ عُمْقِ ذَاتِي وَالْمَعانِي ظِلاَلِي
أَدْعُو إٍليَّ بِالْبَنَانِ بَعِيدَهَا
فَالْعَرْشُ عِنْدِي وَالْخُيُولُ خَيَالِي
وَالْهُدْهُدُ الْمَرْجُوفُ صَاحَ لِسَانُهُ
هَا قُدْ أَتَاكُمْ بِالْكِتَابْ حِيَالِي
لاَ أَسْتَسِيغُ الْجِنَّ حِينَ تَؤُزُّنِي
أَوْ يَنْفُثِ الْعِفْرِيتُ مِنْهُ خِلاَلِي
إِنِّي أَقُولُ لَوْ أَرَدْتُ مَقَالَتِي
بِالْمُعْصِرَاتِ كَيْ يَزِيدَ جَمَالِي
أَطْفُو إِلَى الْمَعنَى أُنِيخُ عِنَانَهُ
عِنْدِي عَلَيْهِ سَطْوَةٌ بِدَلاَلِي
أَنْضُو حُرُوفِي مِنْ كِنَانَةِ مُعْجَمِي
فَالنَّصُّ سَبْكِي وَالْقَرِيضُ مَقَالِي
أَحْنُو إِذَا غابَ الرَّؤُومُ لِضَبْيَةٍ
فَالْقَوْلُ قَوْلِي وَالْحَلاَلُ حَلاَلِي
أَشْدُو إِذَا طَارَ الْفُؤَادُ لِصَحْبَةٍ
فَالْقَوْلُ قَوْلِي وَالْحَلاَ لِحَلاَلِي
أَعْلُو لِسِحْرِ السَّاحِرِينَ كَأَنَّهُمْ
أَلْقُوا لِقَوْلِي بِالْحُليْ لِحَلاَلِي
أَبْدُو طَرُوبًا عِنْدَ كُلِّ خَمِيلَةٍ
فَالْقَوْلُ قَوْلي وَالْحَلاَلُ حَلاَ لي
أَحْنُو عَلَى تِرْبِي وَأَطْلُبُ وُدَّهُ
فَالْلَّفْظُ أَهْلِي وَالْحُرُوفُ عِيَالِي
مَاعُدْتُ أَقْفُو الْعَامِرِيَّةَ طَالِبًا
مِنْهَا وِصَالاً فَالْجَمِيعُ وِصَالِي
كم لَوْمَدَحْتُ الْمَالِكِينَ تَجَرْجَرَتْ
خَلْفِي الرُّؤُوسُ تَسْتَدِرُّ غِلاَلِي
تَأْتِي إِلَيْهِمْ لَوْ أَرَدْتُ نَوَاضِحٌ
تُعْمِي عُيُونًا أَوْ تُنِيرُ لَيَالِي
تُدْمِي قُلُوبًا لَوْ عَزَفْتُ صَهِيلَهَا
كَمْ شُقَّ خِدْرٌ لَوْ تَرَكْتُ عُقَالِي
أُرْخِي جِمَاحِي كَيْ أَهِيمَ بِثَوْرَةٍ
وَأَزِيدُ طُولاً كَيْ نَكُونَ عَوَالِي
إِنِّي أُنَاجِي وَالْبِلاَدُ حَبِيبَتِي
كَمْ أَهْمَلُوهَا بِالدَّيَاجِي رِجَالِي
أَخْشى عَلَيْها لَوْ تَفَرَّقَ شَمْلُهُمْ
أَنْ يَلْتَقِيهَا فِي الدُّرُوبِ ضَلاَلِي
كُنَّا بَرِئْنَا مِنْ مُصابِ حَضَارَةٍ
مَازَالَ مِنَّا مَنْ يُدِيرُ دَوَالِي
لاَ تَغْسِلُوا جُرْبًا بِوِرْدِ مِيَاهِكُمْ
مَا الضَّحْلُ مِنْ مَاءِ الرَّدَى بِزُلاَلِ