الصفحة الرئيسية القصيدة العمودية حافظ مخلف: قصيدة بعنوان “جـدلـيَّة الحيـاة”

حافظ مخلف: قصيدة بعنوان “جـدلـيَّة الحيـاة”

هذه القصيدة نافذة صغيرة على الحياة، بين الـفـناء والـخـلـود

128 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

يمـوت المرء آهـلـةٌ ديـــارهْ

ويفـنى في فتافيـتِ الحجـارهْ

وشاهدةٍ بها للضـيـفِ إســـمـاً

تُـؤرخ يــومَ حـلّ الضـيفُ دارهْ

وتخبرُ أن يقيمَ القـبــرُ دهــــراً

بهِ جسـدٌ ثـوى قـبــلَ انـدثـارهْ

لهُ ذكـرى تعود كـما.. أثـارتْ

زمـانا.. تـعـتلي سـوحَ الاثارهْ

وذاكَ الصيتُ لا يفنى وبــــاقٍ

كأنّ المـوتَ لـم يـسْـدل ستارهْ

وكم مـن راحـلٍ حـيّـا تـــراءى

ويلهجُ مفـعمـاً يـسـدي حـوارهْ

تسـامى العـلـمُ مـُبـتكراً ليعطي

يـقينـاً.. يطـردُ الشـكّ ابـتكـارهْ

وكـلٌّ مـوقنٍ.. لابـــدّ يـومــــاً

تضـيقُ الصدرَ حشرجة لمراره

يظـلّ الـمـلـحـدُ الـمـغتـــرُّ لاهٍ

لهـذا يـُؤثــرُ الـكـفـرُ انـتـحــارهْ

يُضيّـعُ عـمـرهُ تــيـهـا وطـيـشــاً

ويـرجـعُ نـادمـاً حـيـن احتـضـارهْ

إذاً.. كُشـفَ الغـطـاءُ عـن الـمحيا

وعـينُ الشـــكِّ ذابــتْ في قـرارهْ

كأنّ الـعـمـرَ خــيـطٌ قـد تـــوارى

من الـدخّانِ تنـفـثــهُ سِـــجــارهْ

مـرايا الـعـمـرِ آخـرُهـا انـكســارٌ

فـلا تـبْـئـس إذا حــانَ انكـســارهْ

ولـولا حـكمــةُ الـبـاري تـعـالـى

لظلّ الـعـبـدُ مــجـهـولاً مـسـارهْ

الى أنْ يُـوقــضَ النـــوّامَ صُـــورٌ

يفـضّ هـدوءَ اضــرحـةَ السـكارهْ *1

تـواضـــعْ يأبن آدمَ عـــن غــرورٍ

فـمـا رَبِحَــت لـمغـرورٍ تـجــــارهْ

هـنـاك خــلـــودُ أرواحٍ وقــسْــطٍ

ومـيـزانٍ حـــوى كـُــنـــهَ الاشـاره

وما الدنيـا ســـوى طــيـفٍ لـحـلْـمٍ

يـدورُ بـخـلـدِ مـنْ فَـهِـمَ الـعـبـــارهْ


1* تعني السُكارى.

  • شاعر عراقي
    حافظ مخلف شاعر عراقي معاصر يُعد من الأصوات الشعرية البارزة في الساحة الأدبية العراقية. عُرف بحضوره الفاعل في الفعاليات والمهرجانات الثقافية، وخصوصاً مهرجان الجواهري الذي شارك فيه ولفت الانتباه بأسلوبه المميز وصوته الشعري العذب. ينتمي حافظ إلى جيل يزاوج بين أصالة الشعر العربي وجرأة التعبير المعاصر، وقد استطاع أن يرسّخ لنفسه مكانة أدبية من خلال مشاركاته المنتظمة في الندوات الشعرية والملتقيات الأدبية، سواء داخل العراق أو خارجه. يشغل عضوية الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، كما ينشط ضمن ملتقى المرآيا الأدبي، ما يدل على التزامه الحقيقي بالعمل الثقافي الجماعي وتفاعله مع محيطه الأدبي. تمكن حافظ مخلف من أن يكون صوتاً شعرياً يمثّل مدينته وبلده في المحافل، حيث أبدع في نقل صورة العراق بكل ما تحمله من وجع وأمل، معبّراً عن نبض الناس وانفعالاتهم بلغة شعرية صادقة ومؤثرة. وقد حظي بتقدير واسع من جمهور الأدب، ووُصف في أكثر من مناسبة بالشاعر الكبير، لما يحمله من حسّ لغوي عالٍ ورؤية فنية تتجاوز المألوف. حضورُه لا يقتصر فقط على الأمسيات، بل يمتد إلى الإعلام والمنصات الثقافية الرقمية، حيث يتفاعل مع قرّائه ومحبّي الشعر من مختلف الأجيال. حافظ مخلف هو صوت من أصوات العراق التي تعبّر عن وجدان الوطن، وتنقل روحه عبر الكلمة والصورة.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا