الصفحة الرئيسية قصيدة النثر ياسمين عبد السلام هرموش تقول ” كم شاعر ألجمتُ فاهُ بمنطقي!!”

ياسمين عبد السلام هرموش تقول ” كم شاعر ألجمتُ فاهُ بمنطقي!!”

874 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

هذا النص الشعري يفيض بروح العشق الموحش والمستحيل، إذ يتجلّى فيه صوت عاشقٍ مكلوم يعلن أن منطقه الوحيد هو الحب، وأن لسانه – بلغتين – لا يعرف إلا البوح بالهوى. يخاطب المحبوب الذي يصدّ، فيبدو كأنه الداء والدواء معًا، فيما القلب لا يملك إلا أن يهذي باسمه ويتمتم بذكراه. النص مشحون بمفارقة الوجد والجفاء، حيث يقف العاشق بين نار التوق وبرود الإعراض، مترنحًا في صورة شعرية غنية بالانفعال والتكرار، لتجعل القارئ شريكًا في حرقة العاطفة ووهجها… [نيابوليس الثقافية]

نص القصيدة:

كم شاعرٍ
أَلجَمتُ فاهُ بمَنْطِقِي
وما للِّساني مَنْطِقٌ
غيرُ حُبِّهِ المُحكَمِ

أفصَحتُ بالعربيّةِ
والإنجليزيّةِ معا
عَساهُ يَعلَمُ أنّي
بهَواهُ مُتَيَّمِ

فلو كلَّمتُ ميْتا
مِن الخَلْقِ لاستَوى
وقامَ مِن قَبرِهِ
يُجيبُ ويَتكلَّمِ

إلّا هُوَ،
عن حُبِّي له مُعرِضٌ
كأنِّي داءٌ بهِ،
أو سقَمٌ يُسقِمِ

فما لسِواهُ
في فؤادي حَظوةٌ
كأنَّ فؤادي
عن سِواهُ مُحرَّمِ

أهذي بهِ حِينًا،
وحِينًا أتمتِمُ
وهوَ عند المشارِقِ والمغارِبِ
بُلبُلٌ يُرنِّمِ

أَيُحبُّني
ويُداري هواهُ ويَكتُمُ؟!
وخافِقي مِن عِشقِهِ
يَتَوَقَّدُ ويضرِمِ

فلا القَلبُ يَنساهُ،
ولا هوَ يَرحَمُ
وسيأتي عليهِ يومٌ فيُؤلِمِ

  • شاعرة لبنانية
    ياسمين عبد السلام هرموش، شاعرة وأديبة لبنانية من طرابلس، تمتاز كتابتها بحسّ إنساني عميق ولغة شاعرية شفافة. صدر لها ديوانان هما "الياسمين" و"قطوف الياسمين"، إضافة إلى نصوص تُرجمت إلى لغات عدّة منها الإنجليزية والإيطالية والكورية والألبانية. شاركت في مهرجانات شعرية عربية ودولية، ونالت شهادات تقدير تثمينًا لإسهامها في تطوير المشهد الأدبي المعاصر. تتناول أعمالها موضوعات المرأة والهوية والوطن والجمال الإنساني، وتكتب الشعر العمودي والحر والنثر الشعري، كما أبدعت في السرد بروايتيها "امرأة تكتب الريح" و"حين همست الرياح باسمي". ترى هرموش أن الكتابة فعل ضوء في وجه العتمة، وأن الكلمة الصادقة وطنٌ تؤوي إليه الروح.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا

سجّل اسمك وإبداعك، وكن ضيفًا في محافلنا القادمة

ندعو الأدباء والشعراء وسائر المبدعين إلى أن يُضيئوا حضورهم بيننا بتسجيل أسمائهم وتعمير الاستمارة التالية، ثم النقر على زر «أرسل» ليكون اسمكم ضمن قائمة الدعوات إلى تظاهراتنا الثقافية القادمة — حيث يلتقي الإبداعُ بنبض الحياة، وتُصاغ الكلمةُ في فضاءٍ يليق بكم وبأحلامكم.