الصفحة الرئيسية القصيدة العمودية محمد المنصف النيفر يقول “النور انت ونحن الظل مسحوبا!!”

محمد المنصف النيفر يقول “النور انت ونحن الظل مسحوبا!!”

قصيدة بعنوان "محمد"

175 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

النص الذي بين يدينا قصيدة مدحية ذات نفس روحي وعاطفي متدفق، تُبحر في فضائل النبي محمد منذ الأزل، قبل الخلق والوجود، حتى لحظة الرسالة ومعجزاتها. تتدرج الأبيات من إشراق الاسم النبوي وما حمله من نور يفيض على الكون، إلى مشاهد الوحي في غار حراء، والمعراج، وانفعال الجماد والجبال بمحبته، ثم أثره في توحيد القبائل وهداية الشعوب. القصيدة تتوشح بالصور البلاغية القوية: النور، العطر، الجذع المكلوم، الجبال الراجفة، وكلها تجعل النص لوحة مشحونة بالوجد والهيام.

يستحضر الشاعر معاني التفوّق النبوي في الاسم والصفة والرسالة، ويربطه بالأنبياء السابقين وبالبشرية كلها، ثم يختم بالحديث عن أثر الصلاة عليه في تهذيب النفوس ونيل الفضل. إنها قصيدة تمزج بين الإيمان العميق والحب الصوفي والمديح التقليدي، في لغة جزلة وقافية رصينة، تجلّي مقام الرسول الكريم كمنبع نور ورحمة وهداية… [نيابوليس الثقافية]

نض القصيدة:

قبل البداية كان الاسم مكتوبا
وكنتَ في اللوح مخطوطا ومحبوبا

من نور اسمك فاض الكون اشراقا
يا سعد من كان من مولاه مطلوبا

في غار حراء جاء الوحي في حلل
وجاء النصر بالانوار مخضوبا.

كنت وما كان لا طين ولا ادم
بُعِثت إذ صار الى الطين منسوبا

حتى إذا هلَّت سُقيا بشائرك
نورٌ أضاء وكان النور محجوبا

عبدٌ سرى فوق البراق مكرَّما
بعد عروج وبان الخير مسكوبا

والجذع مكلوم جفاه المصطفى
أضحت قشوره والجِمار قلوبا

حتى الجبال هي الأوتاد قد رجفت
تصغي لأحْد شهقة وهبوبا

من صُلب عبد الله والأم اَمنة
كم قد هديتَ قبائل وشعوبا

يا خيرَ من بُعث بِخير رسالة
يامن أزال ضغائن وخطوبا

فُضِّلت حتى في صياغة اسمك
في الحمد تحيا مسرورا ومكروبا

نور الصحابة من أنوار كوكبك
ياحظ من كان بالمختار مصحوبا

كانت قريش فصارت قبلة الناس
وصار الركب صوب البيت مرغوبا

محمد خير أحرف نُطق بها
تجلي هموما عدة وكروبا

طوبى لمن سماه أهله احمد
يقتات من فضل العطاء ضروبا

محمد شافع للمسلمين غدا
وَعدُ الرسائل في التوراة مرقوبا

كانت قلوب العالمين حجارة
مشحونة عبرالعصور ذنوبا

فانهمرت منها سيول التوبة
سَقَت نفوسا أسلمت وقلوبا

مَددتَ كفا بعطر التقوى كالمسك
أَزلت رجسا وصار الظلم مغلوبا

ان قيل اسم محمد في مجلس
صار الفؤاد مجنحا وطروبا

وِرد الصلاة على النبي احمد
وِرد يهز الراحلين ركوبا

ان شئت ان تُعطى السؤال بسرعة
أو ان تحقِّق حلمك المطلوبا

صَلِّ على الهادي النبي الصادق
لا يترك مدح الحبيب عيوبا

لولا محمد ماعرفنا ربنا
أرى المديح على سواه لغوبا

ان كنت في رَهَق وضِيق خانق
اجعل مديحك سائغا مرتوبا

يأتيك زهو الحال دون رتابة
يهديك فضلا بالهوى معصوبا

الله صلى على الحبيب محمد
وقضى علينا واجبا مندوبا

صلوا عليه وسلموا تسليما
يبقى التعلق بالرسول وجوبا

لله من محبوب خلق احتوى
كل البرايا مشرقا وغروبا

العشق فيض وقول العاشق غيض
النور انت ونحن الظل مسحوبا

  • شاعر تونسي
    محمد المنصف النيفر، أستاذ أوّل مميّز في التعليم الثانوي باختصاص اللغة والآداب العربية، ومن مواليد مدينة صفاقس. شاعر يكتب باللسانين، الفصيح والمحكي، وقد راكم تجربة مميّزة مكّنته من الحصول على جوائز وطنية في عدد من التظاهرات الثقافية بتونس. شارك في مناسبات أدبية متنوّعة، من أبرزها أيام الشعانبي للشعر في دورتيها الأولى والثانية، وهو بصدد الإعداد لإصدار ديوانين جديدين: أحدهما بالفصحى والآخر بالشعبي، ليواصل بذلك إثراء تجربته وإضفاء نكهة خاصة على المشهد الشعري التونسي.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا