1.2K النص الذي بين يدينا قصيدة مدحية ذات نفس روحي وعاطفي متدفق، تُبحر في فضائل النبي محمد منذ الأزل، قبل الخلق والوجود، حتى لحظة الرسالة ومعجزاتها. تتدرج الأبيات من إشراق الاسم النبوي وما حمله من نور يفيض على الكون، إلى مشاهد الوحي في غار حراء، والمعراج، وانفعال الجماد والجبال بمحبته، ثم أثره في توحيد القبائل وهداية الشعوب. القصيدة تتوشح بالصور البلاغية القوية: النور، العطر، الجذع المكلوم، الجبال الراجفة، وكلها تجعل النص لوحة مشحونة بالوجد والهيام. يستحضر الشاعر معاني التفوّق النبوي في الاسم والصفة والرسالة، ويربطه بالأنبياء السابقين وبالبشرية كلها، ثم يختم بالحديث عن أثر الصلاة عليه في تهذيب النفوس ونيل الفضل. إنها قصيدة تمزج بين الإيمان العميق والحب الصوفي والمديح التقليدي، في لغة جزلة وقافية رصينة، تجلّي مقام الرسول الكريم كمنبع نور ورحمة وهداية… [نيابوليس الثقافية] نض القصيدة: قبل البداية كان الاسم مكتوباوكنتَ في اللوح مخطوطا ومحبوبا من نور اسمك فاض الكون اشراقايا سعد من كان من مولاه مطلوبا في غار حراء جاء الوحي في حللوجاء النصر بالانوار مخضوبا. كنت وما كان لا طين ولا ادمبُعِثت إذ صار الى الطين منسوبا حتى إذا هلَّت سُقيا بشائركنورٌ أضاء وكان النور محجوبا عبدٌ سرى فوق البراق مكرَّمابعد عروج وبان الخير مسكوبا والجذع مكلوم جفاه المصطفىأضحت قشوره والجِمار قلوبا حتى الجبال هي الأوتاد قد رجفتتصغي لأحْد شهقة وهبوبا من صُلب عبد الله والأم اَمنةكم قد هديتَ قبائل وشعوبا يا خيرَ من بُعث بِخير رسالةيامن أزال ضغائن وخطوبا فُضِّلت حتى في صياغة اسمكفي الحمد تحيا مسرورا ومكروبا نور الصحابة من أنوار كوكبكياحظ من كان بالمختار مصحوبا كانت قريش فصارت قبلة الناسوصار الركب صوب البيت مرغوبا محمد خير أحرف نُطق بهاتجلي هموما عدة وكروبا طوبى لمن سماه أهله احمديقتات من فضل العطاء ضروبا محمد شافع للمسلمين غداوَعدُ الرسائل في التوراة مرقوبا كانت قلوب العالمين حجارةمشحونة عبرالعصور ذنوبا فانهمرت منها سيول التوبةسَقَت نفوسا أسلمت وقلوبا مَددتَ كفا بعطر التقوى كالمسكأَزلت رجسا وصار الظلم مغلوبا ان قيل اسم محمد في مجلسصار الفؤاد مجنحا وطروبا وِرد الصلاة على النبي احمدوِرد يهز الراحلين ركوبا ان شئت ان تُعطى السؤال بسرعةأو ان تحقِّق حلمك المطلوبا صَلِّ على الهادي النبي الصادقلا يترك مدح الحبيب عيوبا لولا محمد ماعرفنا ربناأرى المديح على سواه لغوبا ان كنت في رَهَق وضِيق خانقاجعل مديحك سائغا مرتوبا يأتيك زهو الحال دون رتابةيهديك فضلا بالهوى معصوبا الله صلى على الحبيب محمدوقضى علينا واجبا مندوبا صلوا عليه وسلموا تسليمايبقى التعلق بالرسول وجوبا لله من محبوب خلق احتوىكل البرايا مشرقا وغروبا العشق فيض وقول العاشق غيضالنور انت ونحن الظل مسحوبا