الصفحة الرئيسية نصوص روائية فاطمة الزهراء بناني: قصّة قصيرة بعنوان “فرح قلبي”

فاطمة الزهراء بناني: قصّة قصيرة بعنوان “فرح قلبي”

296 مشاهدات 7 دقائق اقرأ

حركة غريبة انتبهت لها وأنا أغادر البيت نحو معهدي القريب…تبين لي وأنا أتقدم خطوات أن جارا جديدا سيسكن البيت المقابل لنا والعمال بصدد إنزال الأثاث من العربة الضخمة… لم اول الأمر اهتماما كبيرا وواصلت طريقي.

وذات يوم إجازة أسبوعية، فتحت نافذة غرفتي فشاهدتها…بنت جميلة كقمر مشرق، غزتني. ولم تتفطن لوجودي، ولا ما حدث لي…وهي تضع أصيص الزهر على شرفة البيت. وتضع أول شعاع نور في قلبي.. ثم سقت ورودها لتطفئ عطشها، وتوقد في قلبي نارا وهاجة غزتني من الأصابع حتى الرأس، زاد تأججها دخولها البيت، ولم تحس بوجودي، ولا بالخلل الذي حدث بداخلي. ولم تسمع دقات قلبي التي عزفت لنور حبها سيمفونية جميلة.. لو أرهفت السمع لسمعتها. وتوصلها فرح قلبي بإطلالتها البهية.

كدت يومها أرابط في النافذة، ارصد كل حركة من حركاتها… لولا نداءات أمي المتكررة…التي قطعت علي مراقبة هذا البيت الذي غيرت ساكنته بوصلة حياتي في رمشه عين…واستولت على عقلي وقلبي في ثانية من الزمن. واجتاحني طوفان التعلق بها من الوهلة الأولى.. يومها انتابني ارتباك لاحظه الجميع، لكنني حاولت كبح جماح مشاعري.. وكتمت سري في فؤاد قد مسته رعشة لا يدرك فحواها إلا من أصابه ما أصابني… واختلج كل ما بداخلي واشتدت على وطأة الموقف، فاختلط في داخلي وهج الانتظار القاتل ببرد الأمل الذي كان يبعث لي بهمسات طمأنة من حين لآخر…ولم أدر كيف مر يومي رغم بطئه، وعذابي سبب الانتظار…. وهلل قلبي لقدوم المساء. فعندما يأتي المساء ادخل غرفتي للمذاكرة. فأعود إلى المرابطة أمام النافذة، أسأل دارها طلة أو نظرة تعيد إلى توازني الذي أفقدتني إياه.

لكن خيبة الأمل كانت ترافقني كلما فتحت النافذة…وركزت لبعض الدقائق على شرفتها…فإذا البيت منير.. والنوافذ موصده. وحبيبتي لا تعلم بحالي وما ألم بي من هيام لا أقدر على وصفه لكنني أحسه جميلا حراقا..

جلست إلى مكتبي.. أنجز فروضي. تارة. وانهض أخرى للمراقبة. فإذا صورتها بين الصفحات تبتسم لي.. وهمسها في الأحرف والكلمات يناديني وضحكاتها في صرير قلمي. وانفاسها في خشخشة الأوراق…وبين صداع ومقاومة غلبني النعاس، ولم أستفق إلا على صوت أمي توقظني لأنتقل إلى فراشي…وأرتمي في أحضان أحلام جميلة تهدهد فؤادي وجفوني، فبت ليلتها سابحا.. أو محلقا أو متأرجحا بين أجنحة الرؤى الممتعة…

نهضت على غير عادتي مبكرا، وقد سبقت شروق الشمس… وسارعت للنافذة أملأ رئتي من رؤية الشرفة …شرفة الحبيبة التي لم تفارق إطلالتها ذهني لا في يقظتي، ولا في حلمي.. ولا في هذياني …

ولم تمض نصف ساعة، حتى جهزت نفسي، بين حيرة أمي التي كنت أرهقها كل صباح …فتوقظني أكثر من مرة. وأعود للنوم ثانية…وتعجبها..

قالت ضاحكة: -“هذه علامة من علامات قيام الساعة أحمد ينهض قبل أفراد العائلة؟ لا أصدق”.

أجبت متظاهرا بالحزم والجدية: الاختبارات على الأبواب يا أمي، ولا بد من شد الحزام.

نظرت إلى نظرة المتظاهر بتصديق ما قلت… فهي تعرفني أكثر مما أعرف نفسي. وتقرأ ما يدور في خلدي من عيوني… ولمحت في عينيها بعض قلق …لكنني خفت من استنطاقها لي إذا استفسرت منها سبب حيرتها…خوفا من استجواب بوليسي مطول، يضيع علي ما أنا منتظره على أحر من الجمر…

تظاهرت بالالتزام والرصانة.. رغم أن قلبي يكاد ينط من بين جنبي. ونزلت السلم درجة درجة. وعيناي تمرران مسحا شاملا على البيت المقصود وما جاوره…والطريق لعلها تكون سبقتني بالخروج…”الخروج إلى اين؟ هل هي تلميذة مثلي؟ أم تشتغل؟ لا أظن أنها كذلك فهي تبدو في سني. “.

أسئلة شوشت ذهني ولكنني طردتها بسرعة. ووقفت في الزقاق المتعامد لنهج بيتنا حتى لا يراني أحد من أهلي…وظللت أنتظر خروجها والصبر قد مل من صبري…. كان المغادر الأول هو والدها.. إذ فتح المستودع، وأخرج سيارته فكاد يغمى علي خشية أن يقوم بإيصالها إلى مقصدها ولا أقدر على رؤيتها والتودد إليها… لكن السيارة انطلقت ولم يركب معه أحد. فعاد إلى صوابي. وحمد الله، وهان الترقب رغم احتراقي في انتظار الموعد.

لم يعد يهمني أن يفوتني موعد المعهد…فانتظار هذه الجميلة أهم من كل المواعيد… فبيدها قتلي أو عتقي من عبودية الظنون تفتت ما بداخلي..

ومضت برهة من الزمن، فإذا الكون يشرق لينير قلبي الصغير.. حين أطلت فتاتي من الباب تلبس فستانا أسود اللون، وتلف على شعرها شريطا حريريا أحمر كقلبي الذي ضخ ما فيه من دم دفعة واحدة… ففقدت صوابي. وتلعثمت… وخانتني الكلمات.. وفرت من حلقي. فابتسمت لها. وقلت بصعوبة وتردد: «صباح الخير مرحبا بك في حينا، أنا أحمد جاركم “.

وأشرت إلى منزلنا المقابل للمنزل الجديد …منتظرا منها تجاوبا لكنها ردت بكل برود وهي تواصل سيرها:”مرحبا تشرفت.”

أسرعت خلفها، كأنما أطاردها، باحثا عن كلمات تشدها. لكن الكلمات كادت تخونني، إذ فرت كلها من حلقي. وقلت: «لم تقدمي لي نفسك جارتي الجميلة.”

تورد خداها ونافسا الشريطين الحريرين في حمرتهما. وقالت في خجل: «اسمي فرح.

دقت طبول الفرح قلبي، وكدت أصرخ: «يا فرح عمري وسرور أيامي.”

وبصري منشد لمبسمها الجميل كفنجان عسل مغر أكاد أذوب فيه.

ومشينا خطوات معا.. ولم أسألها عن مقصدها طالما لدينا نفس الطريق…وكان الحديث قليلا تقطعه لحظات تفكير ولملمة أفكار. راحت مني… رغم أنني بت ليلتي أرتبها.

حتى وجدتني وإياها

أمام بوابة المعهد الكبير. وفؤادي مزهو بتجاوبها معي. وولجنا الفضاء الداخلي وكلي فخر بأنني أرافق هذه الحسناء الجميلة. شعور جميل خاصة أن كل العيون تلاحقنا.. في حين لمحت في وجهها مسحة من الشعور بالإحراج فودعتها على عجل وأنا أستفسر منها وقت العودة… حتى لا تهرب مني فيحوز على ودها معجب آخر.

انكببت على الدروس أنجزها وأطرد من خيالي كل ما يشغل ذهني حتى لا تفوتني أي معلومة…فتفوقي سيزيد من شأني في نظرها…كما أنني عودت أهلي على نتائج باهرة… ولي طموحات عدة.. وأحلام لا حدود لها.. انضاف إليها أجمل حلم اليوم هو الظفر بقلب فرح. وروح فرح.

ومرت الحصة الصباحية كطيف حلم جميل في جفن طفل صغير.. وهرعت عند رنين الجرس لا ألوي على شيء، إلا أن أملي عيني المشتاقتين بوجهها الصبوح الجميل…. وفتحت لي الدنيا أحضانها حين وجدتها بالباب تنتظرني، وقلق باد عليها فهل ظنت أنني غادرت دون التملي بوجهها؟ فاليوم لا يكون يوما إلا بتنشق نسائم عبيرها والاستبشار برؤية محياها الساحر….

ونالني من حظ الدنيا نصيب كبير، إذ تناسبت روحانا ووجدنا نفسينا قلبين في جسد واحد. لا نقدر على الفراق، ولا على البعاد.. وما ساعات النوم إلا هجوع ملؤه اشتياق وحنين.. ثم عودة إلى وصال متين.. فتبادلنا الأماني، والأحلام والهمسات واللمسات والرسائل المحملة عشقا وطمأنينة وحبا لا يفتر أبدا..

وتعاهدنا على الوصال الدائم، مهما جارت علينا الأيام. وقوي حبنا ومتن، وكان العهد بيننا التزاما وثيقا.

رن الجرس ككل يوم وسبقت الفرحة خطاي …وسرحت بنظري لأراها كالعادة واقفة عند الباب الكبير تنتظرني…فلم ألمحها.. تسارعت دقات قلبي، ومعها خطاي. لعلها تنتظرني خارج المعهد. لم أجدها. انتظرت قليلا وكأنني على اتون من نار. وبعض ضئيل من أمل يهتف لي من بعيد: «لعلها لم تخرج بعد، انتظر وارفق بهذا الفؤاد الذي أحرق قبل أوانه.”

دقائق تطوي الدقائق، ولا أمل يرجى. ويشب في قلبي حريق…وأنسى من أين جئت وإلى أين أروح. أحسني في دوامة مرعبة..

وإذا بالحارس يقبل ويقول:” مالك يا أحمد؟”

قلت: “كنت انتظر زميلتي فرح لكنها تأخرت.”

أجاب: تلك الفتاة الجديدة؟

قلت: نعم.

قال: «لقد قدم والدها.. واستأذن في العودة بها. ووجهاهما يوحيان بحزن كبير وقلق شديد.”

أصابت كلماته قلبي المكلوم.. ولم أجبه بل جريت بسرعة لعلي أقدر على مواساتها في مصابها فلعل أحد أفراد عائلتها أصيب بمكروه لا قدر الله…وهي في حاجة ماسة لي حتى من بعيد…

وصلت الحي وقد تقطعت أنفاسي ولكنني لم ألمح أمام المنزل أي حركة. فأسرعت لأمي أسألها عما أصاب أهل فرح…فنظرت لي نظرة الحاس بحالي وقالت: لقد توفيت أمها.. ونقل والدها جثمانها لدفنها في بلده لأن أهلها في انتظارها. ومعه فرح وأخوها…”

كدت أسألها عن بلدتهم.. وكيف نتصل بهم؟ لكن أملي بأن يعودوا للحي بعد أيام الحداد، جعلني أتجلد وأتألم بشدة. وأندب حظي العاثر الذي حرمني من أجمل كائن في الوجود.. وما بيدي أي حيلة للوقوف مع فرح اليتيمة.

شعرت بطعم الوجع يعشش في داخلي وكرهت المكان والزمان.. وعفت الحياة …لولا بادرة أمل تراودني من حين لآخر أن فرح ستعود إلي.. وسأسعى جاهدا لإعادة البسمة لثغرها الملائكي والتخفيف عنها بكل الوسائل. وكنت أمني نفسي يوما بعد يوم بعودتها…وأسأل عنها نوافذ منزلهم والسور والأقحوانة الحزينة في الشرفة ظمآنة للماء ولهمسات فرح وهي تحاكيها وتغني لها كما حدثتني سالفا… وإذا غادرت أوصيت أمي أن تسليها إذا عادت وتؤنس وحدتها…

.كان ذلك يوم عطلة فرافقت أمي إلى طبيب العيون…ولما عدت معها إلى البيت… أخبرنا والدي بأن جارنا أرسل عمالا لنقل أثاث المنزل إلى مدينة أخرى…فصحت: «ألم تسألهم على وجهتهم يا والدي؟. لماذا لم تعرف منهم مدينتكم؟ أليسو جيرانا لنا؟ وفي محنة؟”

تدخلت أمي قائلة: «هل حملوا كل الأمتعة؟ أم إنهم سيقومون بسفرة أخرى؟”

رد أبي ببرود الغافل الذي لا يعلم السعير المتقد في داخلي: ”لا لا. لقد سلموا المفتاح لصاحب المنزل..”

انقطعت آخر شعرة من الأمل…وشعرت أن دوامة تبتلعني.. وتحملني إلى هاوية سحيقة…لا أقدر على الخروج منها…وغبت عن الواقع، فلا عدت أعي لا المكان ولا الزمان…ولا أعرف هل أنا حزين، أم شامت في نفسي…هكذا بدا لي الأمر…وتصلبت كل ذرة في جسمي.. وحملتني قدماي إلى غرفتي…ورميت بقايا هذا الجسد المرهق على الفراش، وتوسدت دمعي وغطتني همومي التي لا حد لها… وسلمت نفسي لصداع مرعب يطوح بي… وصورة فرح على الطاولة …أشاهدها بحب وحزن وخوف ووجل …حتى نمت.

ومرت الأيام وئيدة مملة، متشابهة. مثقلة بألم موجع.. وظلت فرح جرحا غائرا في قلبي… لم يندمل…

كان ذلك في ثمانينات القرن الماضي.. إذ كنت غرا.. ولم تكن هناك هواتف محمولة ولا انترنت.. لذلك استسلمت لعجزي عن البحث عنها. واصلت حياة رتيبة لا لون لها ولا طعم…بين واقع مر وأمل في لقائها يوما ما.

وفي الجامعة سألت عنها كل الأصدقاء لا أحد يعرفها لأنني لا أعلم إسم مدينتها الأم…. فزاد ذلك من يأسي…ورغم تعرفي على فتيات هناك.. إلا أنها مجرد مسكنات سريعا ما تزول …وأنسحب لشعوري بالضجر والملل. وأعود لصورة فرح أسألها الصفح لأنني خنت صدق حبنا..

وتتالت الايام ودرست علوم الأخبار، وأصبحت صحافيا…. وبدأت أخطو خطواتي الاولى في سلم العمل الصحافي حتى اشتد عودي…وكان قلمي صادقا، وكلماتي في الحق لا تخشى لومة لائم. وها أنا اليوم أراوح بين المصدح وبين الكتابة…. لتمر الأيام مسرعة …ويهرب مني شبابي، ويشيخ عمري.. وقلبي قد أغلق أبواب الحب بعد فرح التي لقيتها اليوم. وعمري خمسة وأر بعون سنة. وهي كذلك. نعم وجدتها.

كان ذلك خلال الثورة حين ذهبت لسجن النساء لتغطية حوار مع العائدات من سوريا بتهمة جهاد النكاح… كان المكان مكتب مدير السجن. والزمان صباحا… وكنت متحمسا لهذا السبق الصحفي… وبجعبتي أسئلة عديدة لطرحها على الشابات المتنقبات…فكنت استدعيهن الواحدة بعد الأخرى…وأسجل أقوالهن. ولم تبق إلا سجينة …لما ولجت الباب ولمحتني من وراء النقاب خرجت تعدو في الرواق…. دعوت الحاجب لإحضارها. وانشغلت بقراءة ملفها فإذا هي فرح عبد السميع…فرح قلبي وحزنه وعزلته…جريت خلف الحاجب استشيره اللحاق بها…فلم أجده. وإذا بسقوط جسم على الأرض يحدث صوتا…وقطرات دم تغطي ملابسي. وعدسة التصوير في يدي. وأكشف عن وجه فرح التي رمت بنفسها من الطابق الثالث حين جرت. فإذا الشيب قد غزا شعرها.. والتجاعيد قد غيرت ملامحها. فتمنيت أنني لم أرها في هذا الموقف. وفر ذلك الحب من قلبي وكأنه مات مع موتها. وهالني هذا الحدث ففررت إلى مكتبي بعد التقاط صور للفتاة المنتحرة. كانت الستار الذي أسدل على أجمل قصة حب.

انتهت.

  • كاتبة تونسية
    مديرة مدرسة ابتدائية (محالة على المعاش). كاتبة وشاعرة، من بين كتاباتي المختلفة مجموعات للأطفال. - كتابات بناني وهي مجموعة قصصية إلكترونية مع أمازون 2022.. - سلسلة نوارس مجموعة قصصية أولى مع دار يس للنشر والتوزيع 2019 - سلسلة نوارس أيضا مجموعة قصصية ثانية عرضت مؤخرا في المعرض الدولي التونسي للكتاب 2025. ضمن سلسلة قصة وعبرة رأت قصتي (حين يصبح الذئب عاشبا) النور حديثا، وهي قصة موجهة لليافعين ظاهرها هزل وطرافة على لسان الحيوانات وباطنها عبر ومواعظ وتمسك بالوطن. سلسلة كتابات بناني سيعود نشرها مع دار نشر أردنية لترى النور قريبا بإذن الله.. عملت على تنشيط نوادي ثقافية في المدارس وحصلت مع طلابي على جوائز جهوية ووطنية في المسرح والتعبير الجسماني وكتابة القصة القصيرة. كما اثثت لمحتوى برنامج بيئي في إحدى القنوات الخاصة. كتبت الرواية والمجموعة القصصية. وقد عرض لي عملان في معرض الكتاب في القاهرة 2025 هذا ما جنته علي حواء. وموال من كل درب. تبت في أكثر من 12 مجلة وجريدة للأطفال في العالم العربي. مثل مجلة فرقد السعودية، والرائد المغربية. والمجد الباكستانية. ومجلة العصافير الجزائرية والركن الثقافي الجزائرية أيضا وتوت المصرية وغيمة الإلكترونية ومجلة النفري الصغير العراقية. ومجلة نبتة البيئية حديثة التأسيس. ودراسات في جريدة البينة العراقية حول أدب الطفل.. ولبيت عديد الدعوات الاذاعية والتلفزية في تونس وفي مصر. ولي دعوات خلال مواكبتي معرض القاهرة الدولي 2025 صوت العرب وبعض القنوات الخاصة خلال زيارتي الأخيرة القاهرة ولقد تصالحت مع كتاباتي بعد الإحالة على شرف المهنة. لأرد لها الاعتبار بعد انشغالي عنها بوظيفة التعليم الشاقة.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا