الصفحة الرئيسية القصيدة العمودية عمر الشهباني يقول “الْعَرْشُ عِنْدِي وَالْخُيُولُ خَيَالِي!!”

عمر الشهباني يقول “الْعَرْشُ عِنْدِي وَالْخُيُولُ خَيَالِي!!”

قصيدة بعنوان "الجلال الشعري" : ثمانية وعشرون بيتا من البحر الكامل التام

182 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

إِنِّي بَعِيدًا قَدْ رَمَيْتُ حِبَالِي
فَهِيَ الْمرَاسِي مَثْبِتَاتِ جَلاَلِي

فَوْقَ الرِّمَالِ الْبِيضِ عِنْدَ مَرَابِعِي
إِنِّي هُنَاكَ قَدْ تَرَكتُ رِحَالِي

في كلّ شطآن البلاد موانئي
من كلّ وديان البلاد قِلالي

ما تحمل الصّابات يدخل بيدري
من كلّ أشجَار البلاد سلالي

وَشَرِبْتُ مِنْ مَاءِ “الرِّبَاطِ” مَرَارَهُ
وَطَرَحْتُ فِي سُورِ “الرِّبَاطِ” سُؤَالِي

وَنَزَعْتُ مِنْ بَحْرِالْمُحِيطِ أُجَاجَهُ
أَجَّجْتُ مِنْ عَالِي الْجِبَالِ سُعَالِي

فَالشَّرْقُ صَدْرِي وَالْجَنُوبُ مَفَاصِلِي
وَالْغَرْبُ ظَهْرِي وَالشَّمَالُ شِمَالِي

لِيَ أَحْرُفٌ فِي الضَّادِ قُدَّ نَسِيجُهَا
مِنْ عُمْقِ ذَاتِي وَالْمَعانِي ظِلاَلِي

أَدْعُو إٍليَّ بِالْبَنَانِ بَعِيدَهَا
فَالْعَرْشُ عِنْدِي وَالْخُيُولُ خَيَالِي

وَالْهُدْهُدُ الْمَرْجُوفُ صَاحَ لِسَانُهُ
هَا قُدْ أَتَاكُمْ بِالْكِتَابْ حِيَالِي

لاَ أَسْتَسِيغُ الْجِنَّ حِينَ تَؤُزُّنِي
أَوْ يَنْفُثِ الْعِفْرِيتُ مِنْهُ خِلاَلِي

إِنِّي أَقُولُ لَوْ أَرَدْتُ مَقَالَتِي
بِالْمُعْصِرَاتِ كَيْ يَزِيدَ جَمَالِي

أَطْفُو إِلَى الْمَعنَى أُنِيخُ عِنَانَهُ
عِنْدِي عَلَيْهِ سَطْوَةٌ بِدَلاَلِي

أَنْضُو حُرُوفِي مِنْ كِنَانَةِ مُعْجَمِي
فَالنَّصُّ سَبْكِي وَالْقَرِيضُ مَقَالِي

أَحْنُو إِذَا غابَ الرَّؤُومُ لِضَبْيَةٍ
فَالْقَوْلُ قَوْلِي وَالْحَلاَلُ حَلاَلِي

أَشْدُو إِذَا طَارَ الْفُؤَادُ لِصَحْبَةٍ
فَالْقَوْلُ قَوْلِي وَالْحَلاَ لِحَلاَلِي

أَعْلُو لِسِحْرِ السَّاحِرِينَ كَأَنَّهُمْ
أَلْقُوا لِقَوْلِي بِالْحُليْ لِحَلاَلِي

أَبْدُو طَرُوبًا عِنْدَ كُلِّ خَمِيلَةٍ
فَالْقَوْلُ قَوْلي وَالْحَلاَلُ حَلاَ لي

أَحْنُو عَلَى تِرْبِي وَأَطْلُبُ وُدَّهُ
فَالْلَّفْظُ أَهْلِي وَالْحُرُوفُ عِيَالِي

مَاعُدْتُ أَقْفُو الْعَامِرِيَّةَ طَالِبًا
مِنْهَا وِصَالاً فَالْجَمِيعُ وِصَالِي

كم لَوْمَدَحْتُ الْمَالِكِينَ تَجَرْجَرَتْ
خَلْفِي الرُّؤُوسُ تَسْتَدِرُّ غِلاَلِي

تَأْتِي إِلَيْهِمْ لَوْ أَرَدْتُ نَوَاضِحٌ
تُعْمِي عُيُونًا أَوْ تُنِيرُ لَيَالِي

تُدْمِي قُلُوبًا لَوْ عَزَفْتُ صَهِيلَهَا
كَمْ شُقَّ خِدْرٌ لَوْ تَرَكْتُ عُقَالِي

أُرْخِي جِمَاحِي كَيْ أَهِيمَ بِثَوْرَةٍ
وَأَزِيدُ طُولاً كَيْ نَكُونَ عَوَالِي

إِنِّي أُنَاجِي وَالْبِلاَدُ حَبِيبَتِي
كَمْ أَهْمَلُوهَا بِالدَّيَاجِي رِجَالِي

أَخْشى عَلَيْها لَوْ تَفَرَّقَ شَمْلُهُمْ
أَنْ يَلْتَقِيهَا فِي الدُّرُوبِ ضَلاَلِي

كُنَّا بَرِئْنَا مِنْ مُصابِ حَضَارَةٍ
مَازَالَ مِنَّا مَنْ يُدِيرُ دَوَالِي

لاَ تَغْسِلُوا جُرْبًا بِوِرْدِ مِيَاهِكُمْ
مَا الضَّحْلُ مِنْ مَاءِ الرَّدَى بِزُلاَلِ

  • شاعر وناقد تونسي
    أبو البيرق عمر الشهباني، شاعر وكاتب تونسي، وُلد يوم 2 ماي 1966 بقبلي الجنوبية في الجنوب التونسي. نشأ بين رمال الواحة ومناخ الصحراء، فتشرّب من بيئته روح الانتماء، وتدرّج في مساره التعليمي بين المدرسة الابتدائية بشارع الحبيب بورقيبة بقبلي والمعهد الفني، ليحصل على شهادة الباكالوريا شعبة الآداب سنة 1987. تنقّل بين تونس والمغرب في مساره الجامعي؛ درس الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس وصفاقس، ونال منها إجازة سنة 1996، كما درس بجامعة محمد الخامس بالرباط وحصل على إجازة في التصرف اختصاص الإدارة العامة من المدرسة الوطنية للإدارة العمومية، إلى جانب تدرّجه في دراسة القانون العام بالمرحلة الثالثة. زاول العمل الصحفي ككاتب ومحرر لوكالات أنباء وصحف تونسية، ورافق نشاطه الأدبي بانخراط واسع في الحياة الجمعياتية؛ من الكشافة التونسية حيث نال الشارة الخشبية سنة 1985، إلى الاتحاد العام التونسي للطلبة، وجمعية صوت نفزاوة التنموية، وغيرها من الإطارات التي أسهم في تأسيسها. أصدر سنة 1996 ديوانه الفريد المساجلات الشعرية (أجب الثورة يا علي...)، وهو عمل عربي متميّز جمع 23 سجالًا شعريًا في 2600 بيت عمودي بمشاركة أكثر من 40 شاعرًا من مختلف أرجاء الوطن العربي. إلى جانب ذلك نشر مقالات وقصائد في الصحف والمجلات التونسية، منها مجلة الاتحاف. وما يزال يعمل على إصدار دواوين جديدة في مجالات اجتماعية وسياسية وثقافية وحضارية.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا