الصفحة الرئيسية قصيدة النثر سعيد ابراهيم زعلوك يقول”أخافُ أن يسبقني الموتُ!!”

سعيد ابراهيم زعلوك يقول”أخافُ أن يسبقني الموتُ!!”

نثرية بعنوان "نشيد الغريب"

104 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

غريبٌ أنا،
أخافُ أن يسبقني الموتُ،
فأُدفنَ في أرضٍ لا تعرفُ اسمي،
ولا تُعيدُ إلى أذني
أذانَ طفولتي.

غريبٌ أنا،
أحملُ على ظهري حقائبَ الحنين،
أُخبّئُ قلبي من البرد،
وأُحدّثُ وجهي في المرايا،
فلا يعرفني أحد.

غربةٌ تسكنني،
تمضي بي في شوارعَ صمّاء،
يُنادى عليَّ فيها بالأرقام،
وينسى الناسُ أن لي اسمًا،
وأن لي أمًّا تنتظر.

أكتبُ رسائلي للغيم،
علَّه يسقطُ مطرًا على قريتي،
فتشمُّ البيوتُ رائحةَ خطوّي،
ويورقُ في الساحة ياسمينُ طفولتي.

أنا الغريبُ،
أضحكُ بوجهٍ لا يعرف الضحك،
وأبكي بلا دموع،
وأمشي كظلٍّ يبحثُ عن جسد.

ومع ذلك،
أحملُ في داخلي نجمةً لا تنطفئ،
تقول:
كلُّ طريقٍ مهما ضلَّ عائد،
وكلُّ غريبٍ مهما ابتعد راجع.

وسأعودُ،
كما يعودُ النهرُ إلى منبعه،
كما تعودُ الطيورُ إلى أعشاشها،
لا كغريبٍ…
بل كعاشقٍ يفتحُ الأبواب،
ويغفو في حضنِ السماء

  • شاعر مصري
    سعيد إبراهيم زعلوك، شاعر مصري معاصر وُلد في الثامن عشر من يوليو سنة 1984، وينحدر من مركز الرحمانية بمحافظة البحيرة في مصر. تخرّج في جامعة الأزهر حاملاً ليسانس اللغة العربية، فاختار أن يجعل من الكلمة مسكنه، ومن الشعر رسالته. يكتب في مجالات متنوّعة تجمع بين الوجدان والهمّ الوطني والسياسي، كما ينفتح على النثر الفني بروح متوثبة، منحازة دائمًا إلى الإنسان وقضاياه. ومن أبرز مشاريعه الإبداعية "رسائل لم تُكتب – سيرة قلب في العتمة"، وهو عمل شعري يلامس عمق التجربة الإنسانية، ويمزج بين معاناة الروح، وجراح فلسطين، وأصداء الحنين، وحبّ يظلّ نبيلاً في حضوره. انتشرت له نصوص عديدة عبر المنصات الإلكترونية مثل: حبيبتي... مصر، قالوا، لا أحد... حين ينهار الضوء، حديث مع العرّافة، أنتِ أنثى حارقة، ولا تبدأ القصيدة بالبكاء على الرماد. جميعها تشهد على لغة متينة وصياغة عميقة الإحساس. يشارك زعلوك بفعالية في المنتديات الأدبية، خاصة "المنتدى العربي للنقد المعاصر"، فيما يواصل عمله على إصدار مجموعته الشعرية الأولى. وهو شاعر يؤمن بالصدق في الكلمة، وبقوة الشعر في مقاومة الخذلان، صانعًا من الحرية والكرامة والإنسانية أجنحة لقصائده.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا