الصفحة الرئيسية قصيدة النثر سعيد إبراهيم زعلوك يكتب “ما معنى الله؟!!”

سعيد إبراهيم زعلوك يكتب “ما معنى الله؟!!”

نص شعري بعنوان "حين يطفئ الظالم الفجر"

91 مشاهدات 0 دقائق اقرأ

في أقصى الأرض،
يختبئ النور خلف خوفٍ قديم،
وتؤذّن الريح بدل المآذن.

تُطفأ الفُجرات قبل أن تُولَد،
ويمشي الضياء على الجدران مطرودًا من التاريخ.

رجلٌ يُصلّي بعينيه،
يُخفي ركوعه في صدره،
ويخشى أن يسمع الجدار دمعه.

امرأةٌ تُخفي المصحف تحت وسادة طفلها،
وتقرأ في ضوء القمر المسروق،
كأنها تُمسك بالحروف قبل أن تُنفى.

طفلٌ يسأل:
“أمي، ما معنى الله؟”
فتبكي،
وتقول:
“هو الذي يرانا، حين لا يرانا أحد.”

يُدرَّبون على نسيان سجودهم،
ويُجبرون على الركوع لغير السماء.

تُمحى الأسماء من الجدران،
والأبواب تهمس:
“كان هنا إنسان.”

العالم يمرّ،
يمسح الأخبار ببرود،
كأن الصراخ مجرّد ريحٍ عابرة.

وأنا…
لا أملك إلا قلمي،
أنزف به وجعهم،
وأكتب في سفر الغياب:

يا ربّ الفجر المخنوق،
أذّن من جديدٍ في أرواحهم،
لعلّ المآذن الممنوعة
تُصلّي يومًا… بصوت الحرّية.

  • شاعر مصري
    سعيد إبراهيم زعلوك، شاعر مصري معاصر وُلد في الثامن عشر من يوليو سنة 1984، وينحدر من مركز الرحمانية بمحافظة البحيرة في مصر. تخرّج في جامعة الأزهر حاملاً ليسانس اللغة العربية، فاختار أن يجعل من الكلمة مسكنه، ومن الشعر رسالته. يكتب في مجالات متنوّعة تجمع بين الوجدان والهمّ الوطني والسياسي، كما ينفتح على النثر الفني بروح متوثبة، منحازة دائمًا إلى الإنسان وقضاياه. ومن أبرز مشاريعه الإبداعية "رسائل لم تُكتب – سيرة قلب في العتمة"، وهو عمل شعري يلامس عمق التجربة الإنسانية، ويمزج بين معاناة الروح، وجراح فلسطين، وأصداء الحنين، وحبّ يظلّ نبيلاً في حضوره. انتشرت له نصوص عديدة عبر المنصات الإلكترونية مثل: حبيبتي... مصر، قالوا، لا أحد... حين ينهار الضوء، حديث مع العرّافة، أنتِ أنثى حارقة، ولا تبدأ القصيدة بالبكاء على الرماد. جميعها تشهد على لغة متينة وصياغة عميقة الإحساس. يشارك زعلوك بفعالية في المنتديات الأدبية، خاصة "المنتدى العربي للنقد المعاصر"، فيما يواصل عمله على إصدار مجموعته الشعرية الأولى. وهو شاعر يؤمن بالصدق في الكلمة، وبقوة الشعر في مقاومة الخذلان، صانعًا من الحرية والكرامة والإنسانية أجنحة لقصائده.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا