الصفحة الرئيسية قصيدة النثر سعيد إبراهيم زعلوك يكتب “بَيْنَ الرُّكَامِ وَالنُّورِ!!”

سعيد إبراهيم زعلوك يكتب “بَيْنَ الرُّكَامِ وَالنُّورِ!!”

61 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

غَزَّةُ تَنْتَصِرُ،
رغمَ الرُّكَامِ وَالدُّمُوعِ،
ورغمَ اللَّيْلِ الطَّوِيلِ الذي يَصْرُخُ بالحُزْنِ،
ورغمَ صَمْتٍ حاولوا زرعه في صُدُورِنَا.

غَزَّةُ تَنْتَصِرُ،
فِي قَلْبِ كُلِّ طِفْلٍ يَبْتَسِمُ،
فِي صَرْخَةِ أُمٍّ تَمْسَحُ دُمُوعَهَا فِي صَمْتٍ،
فِي حَجَرِ الأَرْضِ الذي رَفَضَ أَنْ يَنْكَسِرَ،
وَفِي أَصَابِعِ المَبْدِعِينَ التي تُخَطُّ عَلَى الجُدْرَانِ.

غَزَّةُ تَنْتَصِرُ،
فِي الأَرْوَاحِ الَّتِي تُصِرُّ عَلَى الحُبِّ،
فِي النُّورِ الذي يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الأَنْقَاضِ،
وَفِي الأَمَلِ الذي يُولَدُ مَعَ كُلِّ فَجْرٍ جَدِيدٍ،
فِي شُعَلِ الأَحْلَامِ التي تَنْبُتُ مِن الرُّمَامِ.

غَزَّةُ تَنْتَصِرُ،
فِي صَوْتِ الشَّبَابِ المُمْتَسِكِ بِالحُرِّيَّةِ،
فِي أَيَّامٍ تَتَحَدّى الظَّلَامَ بِلا خَوْفٍ،
فِي أَغَانِي النَّهَارِ التي تَنْبُتُ مِن رَمَادِ الحُزْنِ،
وَفِي بَسْمَةِ الأَرْوَاحِ التي لا تُقَهَرُ.

غَزَّةُ تَنْتَصِرُ،
فِي قَلْبِ التَّارِيخِ الذي شَهِدَ الصُّمودَ،
فِي دِمَاءِ الشُّهَدَاءِ التي تُسْقِي أَرْضَهَا،
فِي العُيُونِ التي لا تَعْرِفُ الاستِسْلَامَ،
وَفِي حُدُودِ المَدِينَةِ التي تَحْتَضِنُ أَحْلَامَ الأجيالِ.

غَزَّةُ تَنْتَصِرُ،
تَحْتَ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ،
تَحْتَ أَجْنِحَةِ الحُرِّيَّةِ التي لا تَمُوتُ،
وَفِي صَوْتِ الأَرْضِ التي تَصْرُخُ: لَنْ نَسْقُطَ!

غَزَّةُ تَنْتَصِرُ،
فِي رِيَاحِهَا أَسْمَاءُ الأَبْطَالِ،
فِي صَمْتِهَا مَعَانَاةُ الشُّهَدَاءِ،
فِي كُلِّ حَجَرٍ قِصَّةُ انْتِصَارٍ تَنْتَظِرُ مَنْ يُرْوِيها.

غَزَّةُ تَنْتَصِرُ،
فِي بَحْرِهَا أَمْوَاجٌ تُغَنِّي صُرُوخَ الأَمَلِ،
فِي طُيُورِهَا أَرْوَاحٌ تُحَلِّقُ فَوْقَ الرُّمَامِ،
فِي شَمْسِهَا شَعْلٌ لا يَخْبُو،
فِي قُلُوبِنَا صَدَى أُمَّةٍ لا تَخْشَى، لا تَخْفُ، لا تَسْقُطُ.

وَكُلُّ الدُّنْيَا تَسْمَعُ:
غَزَّةُ حَيَّةٌ، حُرَّةٌ، لا تُقْهَرُ!

  • شاعر مصري
    سعيد إبراهيم زعلوك، شاعر مصري معاصر وُلد في الثامن عشر من يوليو سنة 1984، وينحدر من مركز الرحمانية بمحافظة البحيرة في مصر. تخرّج في جامعة الأزهر حاملاً ليسانس اللغة العربية، فاختار أن يجعل من الكلمة مسكنه، ومن الشعر رسالته. يكتب في مجالات متنوّعة تجمع بين الوجدان والهمّ الوطني والسياسي، كما ينفتح على النثر الفني بروح متوثبة، منحازة دائمًا إلى الإنسان وقضاياه. ومن أبرز مشاريعه الإبداعية "رسائل لم تُكتب – سيرة قلب في العتمة"، وهو عمل شعري يلامس عمق التجربة الإنسانية، ويمزج بين معاناة الروح، وجراح فلسطين، وأصداء الحنين، وحبّ يظلّ نبيلاً في حضوره. انتشرت له نصوص عديدة عبر المنصات الإلكترونية مثل: حبيبتي... مصر، قالوا، لا أحد... حين ينهار الضوء، حديث مع العرّافة، أنتِ أنثى حارقة، ولا تبدأ القصيدة بالبكاء على الرماد. جميعها تشهد على لغة متينة وصياغة عميقة الإحساس. يشارك زعلوك بفعالية في المنتديات الأدبية، خاصة "المنتدى العربي للنقد المعاصر"، فيما يواصل عمله على إصدار مجموعته الشعرية الأولى. وهو شاعر يؤمن بالصدق في الكلمة، وبقوة الشعر في مقاومة الخذلان، صانعًا من الحرية والكرامة والإنسانية أجنحة لقصائده.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا