الصفحة الرئيسية قصيدة النثر سعيد إبراهيم زعلوك: يقول “في حضرة النيل… تنفض مصر غبارها”

سعيد إبراهيم زعلوك: يقول “في حضرة النيل… تنفض مصر غبارها”

152 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

في حضرةِ النيلِ،
تنهضُ الرُّوحُ… تنهضُ كالأغنية،
تغسل المدى… تغسل غبارَ الزمان،
وتخطُّ على الماءِ… سرَّ البداية.

يا مصرُ… يا مصرُ،
يا وجهَ الضِّياءِ الذي لا يشيخ،
يا خطوةَ الفجرِ حين يُباغتُ العمر،
يا نفَسَ الحجرِ الذي يروي الحكاية…
بصوتٍ من نور.

في المتحف الكبير،
تُفتَحُ الأزمنةُ… كالأبواب،
تدخل الأجيالُ… كأنها تستعيد نفسها،
ويهمسُ الأسلافُ… في زماننا،
كأنهم يُعلّمون الحجرَ… كيف يتكلم.

تتكاثف الصورُ… تتكاثف،
فيصير النيلُ مرآةً… مرآةَ الضوء،
تطلُّ منها الأمُّ،
تحمل الغيمَ في كفِّها،
وتُرضع الحلمَ للوطن.

يا مصرُ… يا مصرُ،
يا سرَّ البقاءِ…
يا أغنيةَ الأرضِ في حنجرة الفجرِ،
ها أنتِ تولدين من جديد،
كلما قام حجرٌ… وكلما تكلمَ ضوء.

سيبقى الحلمُ مصريًّا… مصريًّا،
تحمله الأيادي… كما تحمل الأمُّ طفلها،
ويَسير الزمنُ… بنبضكِ،
يا أمَّ الدنيا… يا قلبَها الأبدي.

تنفض مصرُ غبارها…
تصحو الحجارة… تصحو،
تتنفس الضوء… كأنها تسترد أصواتَ الزمن البعيد.
يسير الحاضرُ في خُطى القدم…
تتنفس الأرواح في المشى…
تلامس وجوهَ الأطفال…
وتهمس:
هنا بقينا… وهنا سنكون،
فالقلبُ مصريٌّ… لا يغيبُ ولا يميد.

تفتح المدينةُ نورها… نورها،
تعيد ترتيب أنفاسها… أنفاسها.
تسير العيونُ في طريقٍ بين الفجرِ والنيلِ،
تسمع في الدم نبضَ الهرم…
وعطرَ القديم في الريح.

ويقف الطفل عند باب المتحف…
يمسح ترابَ النيل عن قلبه… قلبه،
ويقول:
هذه بلادي… هذه بلادي،
تكتبني كل صباح على وجه التاريخ…
وتتركني شاهدًا…
كما تترك الحجارة سرَّها في أمان الله.

الشاعر سعيد إبراهيم زعلوك

  • شاعر مصري
    سعيد إبراهيم زعلوك، شاعر مصري معاصر وُلد في الثامن عشر من يوليو سنة 1984، وينحدر من مركز الرحمانية بمحافظة البحيرة في مصر. تخرّج في جامعة الأزهر حاملاً ليسانس اللغة العربية، فاختار أن يجعل من الكلمة مسكنه، ومن الشعر رسالته. يكتب في مجالات متنوّعة تجمع بين الوجدان والهمّ الوطني والسياسي، كما ينفتح على النثر الفني بروح متوثبة، منحازة دائمًا إلى الإنسان وقضاياه. ومن أبرز مشاريعه الإبداعية "رسائل لم تُكتب – سيرة قلب في العتمة"، وهو عمل شعري يلامس عمق التجربة الإنسانية، ويمزج بين معاناة الروح، وجراح فلسطين، وأصداء الحنين، وحبّ يظلّ نبيلاً في حضوره. انتشرت له نصوص عديدة عبر المنصات الإلكترونية مثل: حبيبتي... مصر، قالوا، لا أحد... حين ينهار الضوء، حديث مع العرّافة، أنتِ أنثى حارقة، ولا تبدأ القصيدة بالبكاء على الرماد. جميعها تشهد على لغة متينة وصياغة عميقة الإحساس. يشارك زعلوك بفعالية في المنتديات الأدبية، خاصة "المنتدى العربي للنقد المعاصر"، فيما يواصل عمله على إصدار مجموعته الشعرية الأولى. وهو شاعر يؤمن بالصدق في الكلمة، وبقوة الشعر في مقاومة الخذلان، صانعًا من الحرية والكرامة والإنسانية أجنحة لقصائده.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا

سجّل اسمك وإبداعك، وكن ضيفًا في محافلنا القادمة

ندعو الأدباء والشعراء وسائر المبدعين إلى أن يُضيئوا حضورهم بيننا بتسجيل أسمائهم وتعمير الاستمارة التالية، ثم النقر على زر «أرسل» ليكون اسمكم ضمن قائمة الدعوات إلى تظاهراتنا الثقافية القادمة — حيث يلتقي الإبداعُ بنبض الحياة، وتُصاغ الكلمةُ في فضاءٍ يليق بكم وبأحلامكم.