487 لله درّ السّادة الأمراء..أبناء يعرب أهل كلّ ثناء شهد العدوّ لهم بحسن طباعهموبلينهم والسّيرة الحسناء وشهادة الأعداء مفخرة لهمفمن ارتضوه سما إلى العلياء من خير من ولّوا على إقطاعهممن خيرة العمّال والأمناء إذ لا اعتراض على أوامرهم لهمحتّى ولو في الأهل والأبناء ها هو ذا هبل يحطّ رحالهفي ساحهم ببهارج الأضواء هبل اللّعين يحلّ ضيفا عندهمبضجيجه المعهود والضّوضاء فمن ارتضى منهم فذاك المرتضىوجزاؤه في العرش طول بقاء بلغ المدى في الحطّ من أقدارهمإذ كان يأمرهم بكلّ جفاء ولقد تضاءل كلّهم في نفسهإنّ التّصاغر حلية الجبناء هبل يريد المال فليأتوا بهمن كلّ جيب دونما إبطاء هبل يقايض مالهم ببقائهميتبادل الإرضاء بالإرضاء أعطوه ما ملكوا وما لم يملكوامالا عظيما فاق كلّ عطاء أعطوه أرزاق الشّعوب وكدحهاورواتب العمّال والأجراء أعطوا ما لو أنفقوا معشارهفي العلم والتّعمير والإنشاء لجنوا ثمار العزّ في بلدانهمولخلّدتهم ألسن الشّعراء وتألّقت أسماؤهم وتلألأتمثل النّجوم بعالم العلياء ولطالت الأعمار في نعمائهافي مأمن من طارق البأساء ولو أنّهم منحوا الشّعوب حقوقهافي العيش في بحبوحة ورخاء ورضوا بشرع الله في تصريفهافي كلّ متّجه وكلّ بناء لحمت حماهم وابتغت مرضاتهموفدتهم بالنّفس والأبناء لكنّهم لم يفعلوا بل بالغوافي الودّ والإخلاص للأعداء فجنوا كراهيّة الشّعوب وحقدهاعوض الولاء والبرّ والإعلاء لبّيك قالوا يا وليّ بقائنالبّيك يا ذا اللّمّة الصّفراء وجثوا لإبداء الولاء تقرّبافي رهبة مشفوعة برجاء محي اسم غزّة من معاجم نطقهملم ينطقوه ولو على استحياء أمِروا بألا يذكروها عندهفأبوا سوى الإصغاء والإغضاء ولو أنهم أمروا لخرّوا سجّدابتخشّع وتضعضع وفناء وتشي ظواهرهم بما قد أبطنوامن خسّة وتواطؤ وغباء ضربت عليهم كاليهود مذلّةتبدو بها السّحنات كالسّوداء ولقد تولّوا من نهاهم ربّهمعنهم بودّ أو رضى وولاء فعروشهم ما لم تكن في ظلّهمستكون في مرمى مز الغوغاء أطفال غزّة ما لهم من مطعمأو من مغيث مسعف بالماء وأمام أعين أمّة أعدادهابعداد كلّ توافه الأشياء يا أمّة قبلت بما سيمت بهمن ذلّة من مهانة وسِباء تبّا لها من أمّة مهزومةمكروبة الإصباح والإمساء تركت جهاد عدوّها فتضعضعتفإلى هوان مطبق وفناء أمّا عماد العزّ غزّة إنّهافسماؤها من فوق كلّ سماء ستظل قهرا للعدوّ وحسرةللخاذلين الخنّع السّفهاء