رئيسية » الكاتبة الروائية حنان الشلي: الجزء السادس من روايتي “ذكريات لينا”
الثقافة

الكاتبة الروائية حنان الشلي: الجزء السادس من روايتي “ذكريات لينا”

الكاتبة الروائية حنان الشلي: الجزء السادس من روايتي “ذكريات لينا”
الكاتبة الروائية حنان الشلي: الجزء السادس من روايتي “ذكريات لينا”

الجزء السادس من روايتي “ذكريات لينا”
لقراءة أجزاء الرواية  اضغط هنا –> رواية ذكريات لينا

ملخص ما سبق في المشهد الخامس
تذهب لينا إلى الجامعة برفقة صديقتها فاتن. يأخذها تفكيرها إلى الماضي كعادتها وتتذكر يوما أضاعت فيه الطريق و مساعدة رجل غريب لها.كما انتهى ذلك اليوم بحفل ساهر في المبيت وتشنج أعصاب لينا بسبب سلوى و أصدقائها منها وصعودها إلى غرفتها التي كانت تقطن فيها بمفردها. تسمع لينا طرقات على الباب. تشعر بالخوف خاصة وأن جميع الطالبات تقريبا كنّ في الحفل. ***

المشهد السادس :
تفتح لينا الباب. تجد فتاة جميلة
ذات عينين عسليتين كبيرتين
و شعر بني فاتح طويل . تمسك مفاتيحا وتلوح بيدها في الهواء:
– نسيت مفاتحك لبرا في الكوبة…
– اه..ههه…..مارسي..ديما ننساهم لبرا ..عيشك.
-انت جديدة لهنا؟
– لا أما الي معايا مشات تسكن حذا صاحبتها.. البيت عملتلها حساسية..
– اه..فهمتك..تحبشي تجي تسكن بحذايا؟
– انت تسكن وحدك زادا؟
– أي في” بلوك” المديرة في “التراوزيام”..مشرهة البيت مش كيف هاذي..نلوج على “بينوما” باهية وانت ظاهرة هكا…
تبتسم لينا في امتنان.
– عيشك…اممم….علاش لا…
– ههههه….عيشك انت الي وافقت..تقول الفتاة في سعادة…مانا أعطيني اسمك باش نقيدك ..
– أنا لينا…
– وأنا أحلام..
– نتشرفو أحلام ..
– وبيك لينا..
****
الآن..
ينصرف الطلبة شيئا فشيئا من قاعة الدرس ..تجمع فاتن أغراضها ثم تلتفت نحو لينا التي لا تزال شاردة في ذكرياتها كالعادة.
– افففف….تي فيق عاد! كملنا ” الكور ” هيا فيسع لم دبشك خن نحوزو بلاصة في السبيسيال عدّها جات..
– اه.. باهي..تدير لينا رأسها يمينا ويسارا …
تجول بناظريها في القاعة الشبه الفارغة
-..باهي..
تنظر إلى الأوراق التي بين يديها
– ووه..ماكتبت شي…
– بالطبيعة ماكتبت شي…مادام طول الوقت سارحة…خوذ من عندي واكاهو..هيا قوم!
– قبل منروحو نمشيو للتاكسيفون مش نكلم دارنا..
– باهي..هيا فيسع..إن شاء الله منلقاووهش معبي.
في التاكسيفون
تنتظر لينا وفاتن أمام باب إحدى الحجرات.
فاتن- السخط! …قداش تحكي هاذي ؟! تقول مش تحكي قصة حياتها!!
لينا- ميسالش..خن نزيدو نصبرو..
– وعلاش نستناو لهنا ؟ ماهو اطلب من وين الفوايي..
– تو حصلنا جينا..
بعد برهة.
فاتن- اففف…الكل معبين زحح..وهاذي لصقة لتو تحكي..
لينا- هو كملت !! في لهفة…الحمد لله..
تخرج الفتاة في تؤدة غير مبالية بأحد.
فاتن: يمّي عالملايكة الرزينة..تحدق فيها شزرا..
تجذبها لينا داخل الحجرة من ذراعها : تي ايجا!! ..فك علينا من المشاكل..
– ووه…عبّاتها بالنفس !!!.. فيييت !!! تخرج قارورة عطر ..ترش منها القليل في الهواء.. تضع لينا بعض القطع النقدية قي الجهاز ثم تتصل …
– آلو..آلو..أمي…أيا وينك أي..أي لاباس..لاباس.. أي كليناه أنا وفاتن …ههه…عجبها أي..
– سلم عليها ..تقول فاتن..
– أهيا تسلم عليك….لاباس هههه..عيشك…وانتم ؟ اممم…أي…الويكاند هاذا ؟ علاش شفما؟..تي قلي شفما ؟ ..كيف هو مفما شي علاش لازم نروح بكري؟ اه ،..اممم…باهي …باهي … بالسلامة.. باي…
– شبيها؟ شقاتلك ؟..
– قتلي تنجمشي تروح بالجمعة؟
– عندكم ضيفان ؟ هههه تغمزها
– هههه… تمشي …امشي…تو نشوفو…
في المبيت
يُطرق باب غرفة لينا وفاتن.
– شكون ؟ تقول فاتن التي كانت مستلقية على الفراش تقلب صفحات إحدى الكراسات.
تنهض لينا من مكانها ثم تفتح الباب:
إنها الفتاة ذات الشعر الأسود الطويل التي تسكن الغرفة المجاورة.
– عسلامة تقول مبتسمة..
– عسلامة ..ترد لينا في صوت خافت.
– فما تلفون ..حاشتهم بفاتن..لهنا هي؟؟
– اه..فاتن …أي أي….فاااتن تنادي ..ايجا عندك تلفون..
-تخرج فاتن مسرعة …
– عسلامة…تلقاه بابا …مارسي …تشكر الفتاة في برود ثم تغادر مسرعة نحو الرواق السفلي أين يوجد الهاتف المخصص للطالبات.
تستغرب لينا ردة فعل فاتن وتجاهلها للفتاة. تستدرك الأمر:
– يعطيك الصحة ..عيش أختي …انت من بكري لهنا بحذانا؟ تشير إلى باب الغرفة المجاورة..مشفتك كان المرة الي فاتت وقت الي شدو الراجل الي دخل لبيت الطفلة كان تتذكر ..
– اه ..هههه… نتذكر …اي مش مبكري لحقيقة …كنت في فاك أخرى …
– أنا لينا …وانت ؟
تمد لينا يدها للفتاة لتصافحها.
– وجدان …تصافحها هي الأخرى في سعادة …
– نتشرفو…وجدان…اممم…محلاه اسمك…تقول لينا في تلقائية.
– عيش أختي يحلي أيامك..ان شاء الله معرفة طيبة…ايجاو بحذايا كي يبدا عندكم وقت انتي وبينومتك …لبنات الي معايا في البلاد روحو…وانا وحدي.. نتونس بيكم شوية…هههه
– اه…اوك..علاش لا ..باهي ..
– ايا تصبح على خير عزيزتي..
– على خير …عيشك..
بعد برهة
تعود فاتن.
لينا: اه…سافا؟
فاتن: اييي…عيشك…تبتسم قليلا ..يسلم عليك بابا…تشيح بنظرها عن لينا في قليل من الارتباك..
– يسلمك ويسلمو…اشبيك؟ لاباس؟
– اه..شبيني حتى شي…
– تعرفت عالبنية الي جات مقبيلك..محلاها…ظاهرة عاقلة ..اسمها وجدان…مستدعيتنا انا وياك بحذاها..تحب نطلو عليها ..
– شنية؟؟…الطفلة هاكي ؟؟..فك عليك منها..تظهر بيزار …محملتهاش..
– بالعكس ..انا ارتحتلها…
– هه…ميجينيش عجب …
– شتقصد للا؟؟
– ماهو انت تحب كان الي بيزار كيفك…
ترميها لينا بوسادة..
– تي اسكت عليا…السخطة هاذي…انا بيزار ؟ ع جال انت الي مخك فارغ…
– امممم…تو نشوفوك يالي مخك معبي شمشتعمل…ترمق فاتن لينا بنظرات ساخرة غريبة..
– شنوا؟؟؟
– شي …شي… مد راجع خير ..
تجذب فاتن إحدى الكراسات محاولة إخفاء نظراتها عن لينا..
لينا: استغفر الله يا ربي.. اففف.. تحدق فيها قليلا …ثم تعود هي الأخرى لمراجعة إحدى المواد.
يوم الجمعة
الساعة الثالثة عصرا
في محطة النقل البري
داخل حافلة
تجلس لينا في كرسي حذو النافذة.
يمر الركاب عبر الممر الضيق وسط الحافلة.
يأتي صوت بات مألوفا عندها…يخرجها من شرودها.
– فارغة لبلاصة ؟نجم نقعد؟…
– تلتفت لينا نحو الصوت. .إنه الشاب نفسه صاحب السيارة البيضاء الرياضية.
تحدق فيه قليلا ..متفاجئة لوجوده في نفس الحافلة التي ستقلها إلى مسقط رأسها.
– اه..اي فارغة تقول في صوت خافت..
– مارسي…ينزع سترته الزرقاء ثم يجلس إلى جوارها..تشتم رائحة عطره القوية و الجميلة…
تضم حقيبتها إلى صدرها وتشيح بوجهها عنه.
– وقتاه تطلع بالضبط هاذي؟…ينظر إلى ساعته اليدوية الضخمة الفخمة..
– درجين أخرين …تجيبه لينا في صوت خافت..تلتفت نحوه …تلتقي نظراتها بنظراته..
– اه اوكي…يبتسم الشاب…
تشيح لينا بوجهها عنه…تشعر بوخز في قلبها..
في حين يواصل الشاب التحديق فيها…تتسع ابتسامته..
تقول لينا في نفسها: شمجيبو هذا؟ زعما يسكن في البلاد؟ هاكا عندو كرهبة..زعما صدفة؟ يطلعشي يتبع فيا.. ؟
– انت تروح كل جمعة؟
– امممم….تقول دون النظر إليه…
– أنا عندي عمتي تسكن في جهتكم ساعات نمشي نعدي الويكند بحذاهم…
– شكون سألك على عمرك؟ تقول لينا في نفسها ..اش يهمني فيك…
– ههه…حبيت نوضحلك الفازة باش ماتقولش نتبع فيك ولا حاجة…يبتسم …
تحدق لينا في وجهه الوسيم مطولا لأول مرة …
-بالحق؟ امم ..
– اي بالحق…ههه يضحك ضحكة خفيفة..
تتجاهله لينا وتتطلع إلى الشباك تراقب الطريق بعد أن بدأت الحافلة في التحرك..تمسك بمقبض الكرسي الأمامي…
– شبيك تدوخ؟
– لا …تلتفت نحوه في نرفزة..
يتمطط الشاب في كرسيه متثائبا… -ولم روحك شنوا هذا؟!! تقول في حدة.
– شنوا؟!
– قتلك ِلمْ روحك …تعيد بصوت خافت حاد..
يعدّل الشاب جلسته..
– احمم..سامحني..
يصمت قليلا…ثم يتابع
تعرف؟ أول مرة حد يكلمني هكا..وسيرتو بنية …هههه
– شنوا الي يضحك فيك؟
يحدق في عينيها هذه المرة..
– شبيك صعيبة برشا ؟..
يحمر وجه لينا فجأة…تخفض عينيها..تعصر أصابع يديها في توتر…
يواصل الشاب التحديق فيها صامتا ثم يقول:
– وجهك حمار …أحمر كالطمطومة..
– تي بالله أسكت…تعرفش تسكت؟!
– باهي هاني سكت ..سامحني..
تواصل الحافلة سيرها نحو مدينة لينا التي تحدق في النافذة متحاشية النظر إليه..أما الشاب فقد ظل يراقبها بين الفترة والأخرى…
ثم يخرج بعد برهة عن صمته :
– لينا …
يخفق قلبها فجأة ..تلتفت نحوه..
– منسيتش اسمك…شفت؟ هه يحدّق في عينيها ..نكمّل نحكي ميسالش مو؟
تظل لينا صامتة..
– يبتسم الشاب ثم يقول..
تحب نتقابلو الجمعة الجاية ؟
– نتقابلو؟ ! تقول لينا في شبه استهزاء …ههه
– شنوا يضحّك؟ متحبّش نتعرّفو على بعضنا؟
– وبعد ؟ تقول في برود.
– وبعد ؟ شنوا من بعد؟..من بعد تولي صاحبتي…تتسع ابتسامته…هههه يضحك…ملاّ مبعد هاذي ..ههههه
– اسمعني …معنديش وقت نضيعو في الصحبة والريق البارد…سمعت؟ تقول في حدة.
– لواه ريق بارد ..لاخي زوز يتعرفو على بعضهم ويحبو بعضهم ريق بارد وتضييع وقت؟؟!
– والله الي يحب وحدة يمشي يخطبها ديراكت مش ترنديف في التراكن و بعد باي باي يا حبيبي لاتعرفني لا نعرفك…
– ههههههههه….ملاّ كعبة…تاخي قداش عمرك إنت؟ تحكي كيف أمي..
شنوا خطوبة طول ؟ مازالو عباد هكا؟!! هههههه يقهقه..
يحمرّ وجه لينا غيضا..تهمّ بالحديث ثم تصمت.
تصل الحافلة المحطة.
تفتح الأبواب ويبدأ الركاب بالنزول ببطء.
ينهض الشاب بدوره..يلبس سترته..تختلس لينا النظر إليه..ينحني نحوها ويقول:
– أنا في جميع الأحوال مش نستنّاك قدّام الفاك نهار الاثنين مع مثلاثة.. نتمنى تجي..يطيل النظر إليها..منتظرا ردة فعلها..
تخفض عينيها …تمط شفتيها وتقول:
– تسامحني نهبط؟ بابا يستنى فيّ ..
يرفع الشاب حاجبيه إلى فوق ثم يتنهد :
– تفضل لِلا.ّ..تمرّ من أمامه..يهمس في أذنها مرة أخرى ..متنساش ميتلاثة …
ترمقه لينا في انزعاج… يحدق في عينيها الشاب راجيا منها ردة فعل إيجابية..
تذهب لينا مسرعة تاركة إيّاه في حيرة من أمره..
تنزل من الحافلة… وإحساس غريب يغمر قلبها.. بالرغم من كل شيء..

انتظرونا لمتابعة أحداث الجزء السابع… قريبا إن شاء الله


الكاتبة الروائية حنان الشلي
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة حنان الشلي

الكاتبة الروائية حنان الشلي: الجزء السادس من روايتي “ذكريات لينا”
الكاتبة الروائية حنان الشلي: الجزء السادس من روايتي “ذكريات لينا”

أضف تعليق