الصفحة الرئيسية القصيدة العمودية عمر الشهباني: قصيدة بعنوان “الشعر يُركبني جوادا”

عمر الشهباني: قصيدة بعنوان “الشعر يُركبني جوادا”

696 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

حوِّم فِــــــي المدائِـــــن عن جديــدٍ
ينــــــيــخ المجد كي أبنِــــي نشيدي

أصعّد مهجتــــــي بنفَـــــاث صدري
إلَــى العليَــــــاء أو أهْــــــــوي ببيدِ

وأبحث عن ثنَـــــــايا مُـــــــوصلاتٍ
وشيْـــــخِ يقتفِــــــــي أثَـــــرَ المُريدِ

يبلّغنــــــي إلـــــــى سُجُفٍ بعَـــــــادٍ
أعُبّ النُّــــــــــورَ منْ كَنَفٍ بَعِيــــــدِ

أتَـــى بِــي الشعر يُركبنـــي جـــوادا
من الكلمَــــات يجمعهَــا قصيـــــدي

ينَــاولنِـــــي عصَــــاه من المعــاني
أربــــــــي الحرف أطعمُــه وَرٍيـــدِي

وألقفهــا أهشّ علَــــــــى حُـــروفي
أحصّنهَـــا من الغــــــــرض البليـــد

وأدفع مَـــــــا تكَـــــــاثف عند نبعي
من العَلَقَـــــاتِ كيْ يصفـــو وريدي

وأَزْلَفَ لِــــي منَ النَّغَمَـــــــات لَحْنًا
أطِيـــــل بها إلَــى النَّجمَـــات جيدي

وَرَتَّبَ عنْـــــدَ ممْشَـــــايَ خُطَــــايَا
فلا أغْلُـــــو ولا ألقِــــــي بريـــــدي

ففي الأشعَــــــــار معنَـــاي ثمار
وعند النّــــــار ألقِــــــي بالحَصِيـــدِ

إذا قَلت القَرِيـــضِ فقل نخيــــــــــل
كصفّ العقْـــــــــد منتَـــــــظمٍ نضيدِ

علاه الثّمْــــــر مِــــنْ نُطَفِ المعاني
وأوسطه يقَـــــــام علَـــــــى الشّديد

بقَــــــــول الحق أجعله رصَــــــاصا
أصيب الظّـــــالميـــــن بلا وعيـــــدِ

إذا أطلقت من قوسِــــي سهَـــــــاما
أعمِّــــــــي أعينا وأقيـــــــــم عيدي

وأعلــــي القَــــاصرِيـن إلى مصاف
من التقديــــــــر والرّأي السّديــــــدِ

وأدنِـــــي للضّعيــف جنَـــاح شعري
ولفظِــــــــي واقف مثل الجنُـــــــود

وأشْــــــــــدو للغَــــــــزالة لو تبدّت
وأهدي للغَــــــــــــزالَـة من ورودي

أنا من حــــــاك من نبضي بحوري
أنا من قَـــال في شعري قصيـــــدي

  • شاعر وناقد تونسي
    أبو البيرق عمر الشهباني، شاعر وكاتب تونسي، وُلد يوم 2 ماي 1966 بقبلي الجنوبية في الجنوب التونسي. نشأ بين رمال الواحة ومناخ الصحراء، فتشرّب من بيئته روح الانتماء، وتدرّج في مساره التعليمي بين المدرسة الابتدائية بشارع الحبيب بورقيبة بقبلي والمعهد الفني، ليحصل على شهادة الباكالوريا شعبة الآداب سنة 1987. تنقّل بين تونس والمغرب في مساره الجامعي؛ درس الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس وصفاقس، ونال منها إجازة سنة 1996، كما درس بجامعة محمد الخامس بالرباط وحصل على إجازة في التصرف اختصاص الإدارة العامة من المدرسة الوطنية للإدارة العمومية، إلى جانب تدرّجه في دراسة القانون العام بالمرحلة الثالثة. زاول العمل الصحفي ككاتب ومحرر لوكالات أنباء وصحف تونسية، ورافق نشاطه الأدبي بانخراط واسع في الحياة الجمعياتية؛ من الكشافة التونسية حيث نال الشارة الخشبية سنة 1985، إلى الاتحاد العام التونسي للطلبة، وجمعية صوت نفزاوة التنموية، وغيرها من الإطارات التي أسهم في تأسيسها. أصدر سنة 1996 ديوانه الفريد المساجلات الشعرية (أجب الثورة يا علي...)، وهو عمل عربي متميّز جمع 23 سجالًا شعريًا في 2600 بيت عمودي بمشاركة أكثر من 40 شاعرًا من مختلف أرجاء الوطن العربي. إلى جانب ذلك نشر مقالات وقصائد في الصحف والمجلات التونسية، منها مجلة الاتحاف. وما يزال يعمل على إصدار دواوين جديدة في مجالات اجتماعية وسياسية وثقافية وحضارية.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا