الصفحة الرئيسية قصيدة النثر سعيد إبراهيم زعلوك يكتب “حين تتكلّم النوافذ!!”

سعيد إبراهيم زعلوك يكتب “حين تتكلّم النوافذ!!”

3 مشاهدات 0 دقائق اقرأ

النوافذُ تتكلّم،
تُصغي للخطواتِ في الليل،
تُخفي دموعًا على زجاجها،
وتشهدُ كيف يمرُّ العاشقُ
ولا يعود.

نافذةٌ في بيتٍ قديمٍ
تُطلُّ على شجرةٍ
كبرت وحدَها،
وحين هبّت الريحُ
لم تجد يدًا تسندها.

نافذةُ مستشفى
ترى وجوهًا متعبة،
ترى دمعةَ أمٍّ
تبحثُ عن أملٍ بين الأجهزة.

نافذةُ قطارٍ
تمرُّ على حقولٍ سريعة،
كأنها أحلامٌ تهربُ من نومٍ مضطرب،
كأنها أعمارٌ لا تلوي على شيء.

نافذةُ غريبٍ
تُطلُّ على شارعٍ بارد،
في كلِّ عابرٍ يراهُ ملامحَ وطن،
وفي كلِّ ضوءٍ
ذكرى بعيدة.

والنافذةُ الأخيرة،
تلك التي تُطلُّ على التراب،
لا يفتحها أحد،
لكنها تبقى هناك،
كأنها تُخبّئ
سرًّا أكبر من الحياة.

  • شاعر مصري
    سعيد إبراهيم زعلوك، شاعر مصري معاصر وُلد في الثامن عشر من يوليو سنة 1984، وينحدر من مركز الرحمانية بمحافظة البحيرة في مصر. تخرّج في جامعة الأزهر حاملاً ليسانس اللغة العربية، فاختار أن يجعل من الكلمة مسكنه، ومن الشعر رسالته. يكتب في مجالات متنوّعة تجمع بين الوجدان والهمّ الوطني والسياسي، كما ينفتح على النثر الفني بروح متوثبة، منحازة دائمًا إلى الإنسان وقضاياه. ومن أبرز مشاريعه الإبداعية "رسائل لم تُكتب – سيرة قلب في العتمة"، وهو عمل شعري يلامس عمق التجربة الإنسانية، ويمزج بين معاناة الروح، وجراح فلسطين، وأصداء الحنين، وحبّ يظلّ نبيلاً في حضوره. انتشرت له نصوص عديدة عبر المنصات الإلكترونية مثل: حبيبتي... مصر، قالوا، لا أحد... حين ينهار الضوء، حديث مع العرّافة، أنتِ أنثى حارقة، ولا تبدأ القصيدة بالبكاء على الرماد. جميعها تشهد على لغة متينة وصياغة عميقة الإحساس. يشارك زعلوك بفعالية في المنتديات الأدبية، خاصة "المنتدى العربي للنقد المعاصر"، فيما يواصل عمله على إصدار مجموعته الشعرية الأولى. وهو شاعر يؤمن بالصدق في الكلمة، وبقوة الشعر في مقاومة الخذلان، صانعًا من الحرية والكرامة والإنسانية أجنحة لقصائده.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا