هناك نوعان من البشر كما يقول المسرح الانقليزي – هناك شخصيات ستاتك يعني قارة و شخصيات راوند و هي المتغيرة.الشخصيات المتغيرة هي الشخصيات التي تتغير مع الوقت و تتعلم مع مرور الزمن و تكتسب المعارف وحكم متنوعة.
اما الشخصيات القارة أو الستاتك هي الشخصيات التي لا تتغير و هناك الكثير منهم للأسف – أقول للأسف حين لا يتغير الانسان الى الأفضل.
يعني هناك من الناس من لا يتعلم من تجاربه الخاصة و العامة- لا يستفيد منها و لا يحاول حتى أن يقيم نفسه و يصلح أخطائه فيظل يعيش في متاهة أو في الدائرة السوداء.
ويسقط في كل مرة في نفس الأخطاء و يرمي باللوم على الناس أو على الزمن أو على الحظ فيقول ان حظي عاثر أو الناس أصبحوا بلا دين أو أخلاق أو الزمن أصبح صعبا و لا يحتمل و يظل ذلك الشخص في كهفه أسيرا لا يرى النور أبدا حتى مماته.
أما الناس المحظوظون هم المتغيرون و المتغيرون الى الأفضل طبعا.
هم الناس الذين يخطؤون فيكتشفون سبب خطئهم و يحاولون علاج الأمر من الجذور و لا علاج الأعراض فقط.
هؤلاء الناس يتعلمون كيف يعاملون الآخرين دون الحاق الضرر بأنفسهم.
و يتعلمون مما يقولون أو لا يقولون حتى يعيشوا في امان و حتى تكون علاقاتهم الاجتماعية ناجحة نوعا ما و لما لا العاطفية و الأسرية أيضا.
هؤلاء من نجحوا في مغادرة الكهف والتمتع بأشعة الشمس و كرّسوا حياتهم لاكتشاف الحقائق و التأمل و التمتع بكل ما هو جميل في هذه الحياة بعيدا عن النكد و الهم والغم.
هؤلاء فقط من يرون الوجه المضيء للحياة أما الآخرون الذين لا يتأملون ولا يفكرون – هم فقط يعيشون.
وهم من الناس الذين لا- و لم- و لن- يرون شيئا جميلا في هذه الحياة و لا ينعمون بالسعادة و الطمأنينة الداخلية أبدا فتكون جميع علاقاتهم اما سطحية أو مسمومة –أيضا يكونون حزينين أو مهمومين أو أعداء لأنفسهم في بعض الأحيان.
ولذا التغير الى الأفضل شيء ضروري في الحياة فهو مصدر السعادة المطلقة.
بقلم الأستاذة حنان الشلّي