الصفحة الرئيسية خواطر الشخصيات المتغيرة : هناك نوعان من البشر كما يقول المسرح الانقليزي…

الشخصيات المتغيرة : هناك نوعان من البشر كما يقول المسرح الانقليزي…

62 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

هناك نوعان من البشر كما يقول المسرح الانقليزي – هناك شخصيات ستاتك يعني قارة و شخصيات راوند و هي المتغيرة.الشخصيات المتغيرة هي الشخصيات التي تتغير مع الوقت و تتعلم مع مرور الزمن و تكتسب المعارف  وحكم متنوعة.

اما الشخصيات القارة أو الستاتك هي الشخصيات التي لا تتغير و هناك الكثير منهم للأسف – أقول للأسف حين لا يتغير الانسان الى الأفضل.

يعني هناك من الناس من لا يتعلم من تجاربه الخاصة و العامة-  لا يستفيد منها و لا يحاول حتى أن يقيم نفسه و يصلح أخطائه فيظل يعيش في  متاهة أو في الدائرة السوداء.

ويسقط في كل مرة في نفس الأخطاء و يرمي باللوم على الناس أو على الزمن أو على الحظ فيقول ان حظي عاثر أو الناس أصبحوا بلا دين أو أخلاق أو الزمن أصبح صعبا و لا يحتمل و يظل ذلك الشخص في كهفه أسيرا لا يرى النور أبدا حتى مماته.

أما الناس المحظوظون هم المتغيرون و المتغيرون الى الأفضل طبعا.

هم الناس الذين يخطؤون فيكتشفون سبب خطئهم و يحاولون علاج الأمر من الجذور و لا علاج الأعراض فقط.

هؤلاء الناس يتعلمون كيف يعاملون الآخرين دون الحاق الضرر بأنفسهم.

و يتعلمون مما يقولون أو لا يقولون حتى يعيشوا في امان و حتى تكون علاقاتهم الاجتماعية ناجحة نوعا ما و لما لا العاطفية و الأسرية أيضا.

هؤلاء من نجحوا في مغادرة الكهف والتمتع بأشعة الشمس و كرّسوا حياتهم لاكتشاف الحقائق و التأمل و التمتع بكل ما هو جميل في هذه الحياة بعيدا عن النكد و الهم والغم.

هؤلاء فقط من يرون الوجه المضيء للحياة أما الآخرون الذين لا يتأملون ولا يفكرون – هم فقط يعيشون.

وهم من الناس الذين لا- و لم- و لن-  يرون شيئا جميلا في هذه الحياة و لا ينعمون بالسعادة و الطمأنينة الداخلية أبدا فتكون جميع علاقاتهم اما سطحية أو مسمومة –أيضا يكونون حزينين أو مهمومين أو أعداء لأنفسهم في بعض الأحيان.

ولذا التغير الى الأفضل شيء ضروري في الحياة فهو مصدر السعادة المطلقة.

بقلم الأستاذة حنان الشلّي

  • روائية وشاعرة تونسية
    حنان الشلي هي كاتبة وشاعرة تونسية معاصرة، تُعرف بإسهاماتها الأدبية في مجالي الرواية والشعر. أبرز أعمالها: رواية "ذكريات لينا": سلسلة روائية نشرت منها عدة أجزاء على موقع نيابوليس ماغازين. تدور أحداث الرواية في أواخر التسعينات، وتتناول قصة فتاة تُدعى لينا، حيث تستعرض الرواية تفاصيل حياتها اليومية وتفاعلاتها الاجتماعية، مع التركيز على الجوانب النفسية والشخصية. قصيدة "وعود المغيب": قصيدة نثرية نشرتها الشلي في نوفمبر 2024، تتميز بصورها الشعرية الرقيقة التي تعكس مشاعر الحب والفقد، مستخدمةً رموزًا من الطبيعة مثل الغروب والبحر والقمر. النشاط الثقافي: بالإضافة إلى كتاباتها، تشارك حنان الشلي في الفعاليات الثقافية والأدبية في تونس، حيث تلقي قصائدها وتشارك في مناقشات أدبية، مما يعزز حضورها في المشهد الثقافي المحلي. للاطلاع على أعمالها ومتابعة كتاباتها، يمكن زيارة صفحتها على موقع نيابوليس ماغازين، حيث تنشر مقالاتها وقصائدها بانتظام.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا