269 المطرُ ذاكرةٌ معلَّقةٌ في السماءيغمرُ الطرقاتَ بالوحلويكتبُ على الأرضِ تاريخًا لا يقرؤه أحد أصواتُ صبيةٍ كأسئلةٍ مرتجفةوأمهاتٌ يفتحْنَ صدورهنَّ للريحليغسلنَ الحزنَ بماءٍ لا يعرف النهاية خيمةٌ مثقوبةتحملُ ذاكرةَ المنفىووطنًا مؤجَّلًا لم يولد بعد المطرُ يسقطُ كحكمٍ أبدييحوِّلُ الطرقاتَ إلى أنهارٍ موحلةوالخيمةَ إلى قاربٍ مثقوبيبحرُ في التيهويعودُ محمَّلًا بالغياب دمعٌ يعلنُ أن الحياةَ أضعفُ من الأرضوجرحٌ مفتوحٌ في ذاكرة المطر مدينةٌ تُصلّي تحت الركاموتعلّمُ الغيومَ أن البكاءَ شكلٌ من أشكال الحياة أصواتُ الأطفال أجراسٌ مكسورةدموعُهم ماءٌ يكتبُ تاريخًا لا يقرؤه أحدوخطواتُهم صرخةٌ أبديّةتقول إن الغيابَ وطنٌ مؤجَّلوأن الحضورَ ظلٌّ ناقص مدينةٌ تكشفُ قبحَ الأزمنةوتعيدُ تعريفَ المطرفلا يعود ماءً فقطبل سؤالًا عن معنى الحياةووصيّةً تُعلِّمُ الأرضَ أن الحريةَ ليست وعدًابل دمعةً تُقاومُ حتى آخر الغيوم النسوةُ خبأنَ وجوهَهنَّ في الغيوموالشيخُ رفعَ يدهُ المرتجفةوالعجائزُ حملنَ بقايا البيوتِ على أكتافِهنَّوذاكرةَ الأرض الزمنُ يذوبُ في الوحلالأحلامُ والأوطانُ تذوبُ في الغياب والمطرلكنَّ الأيدي تُرفعُ إلى السماءكأنها تطلبُ من الغيومِ بدايةً أخرى العالمُ مرآةٌ غائمةتعكسُ فراغًا بلا ملامحوتبيعُ أوهامًا في أسواقٍ من صمت الوحلُ يذوبُ بناوالبردُ يكتبُ تاريخًا لا يقرؤه أحدلكنَّه يظلُّ شاهدًا على قبح الأزمنة الغيابُ وطنٌ مؤجَّلوالحضورُ ظلٌّ ناقصإنسانٌ يفتِّشُ عن وطنٍفي قلبِ غيمةٍ لا تنتهي وأنا ابنُ الغيابأكتبُ المطرَ كي لا يذوبَ اسميوأترك السؤال الشاعر زاهر الأسعد