259 رحلت الممثلة الجزائرية باية بوزار، المعروفة باسم بيونة، تاركة خلفها فراغًا واسعًا في الساحة الفنية الجزائرية والمغاربية. كانت وفاتها نتيجة صراع مع المرض، بعد فترة علاج تنقلت خلالها بين مستشفيات جزائرية متخصصة، حيث تلقت رعاية طبية مكثفة في قسم أمراض الرئة. أثار خبر رحيلها حزنًا عميقًا في الوسطين الفني والجماهيري، خصوصًا بعد فترة من الجدل التي سبقت الإعلان، حين كانت شائعات وفاتها تظهر بين حين وآخر، قبل أن يتأكد الخبر هذه المرة معلنًا نهاية رحلة فنانة ارتبط بها الجمهور لعقود. عرفت بيونة بجرأتها الفنية وأسلوبها الخاص الذي جعلها واحدة من أبرز أيقونات الكوميديا في الجزائر. بدأت مسيرتها منذ سنوات مبكرة، وتألقت خصوصًا في الأعمال التلفزيونية التي أحبها الجمهور، من بينها الأعمال الكوميدية التي صنعت حضورها القوي في البيوت الجزائرية. كما خاضت تجارب سينمائية داخل الجزائر وخارجها، وكان حضورها في بعض الإنتاجات الأوروبية لافتًا، مما أتاح لها مساحة أوسع للتعريف بموهبتها أمام جمهور عالمي. شكلت أعمالها مزيجًا من البساطة والعمق، وكانت قادرة على تمثيل شخصية المرأة الشعبية القوية بكل واقعية وصدق. لم تكن ممثلة فحسب، بل فنانة متعددة الوجوه، جمعت بين الأداء المسرحي والغناء والظهور التلفزيوني، وبين حسّ كوميدي ظلّ ملازمًا لها طوال مسيرتها. عند رحيلها، عبّر عدد كبير من الفنانين والجمهور عن حزنهم الشديد، مستذكرين ما قدّمته للساحة الفنية طيلة عقود. وبهذا الفقد، يخسر الفن الجزائري واحدة من أبرز علاماته النسائية، صوتًا وحضورًا وروحًا صنعت البهجة في زمنٍ كانت فيه الضحكة حاجة يومية. رحلت بيونة، لكن أعمالها ستظل شاهدة على طاقتها الفنية وصدق عطائها. نيابوليس الثقافية