201 في لَيلِ أَشجانٍ تَزاحَمَت بِهِ الأَلمُوَحَرَقُ الشَوقِ في الأَحشاءِ كَالحُطَمِ وَنارُ حُبٍ تَلَظّى في فُؤادِهِوَقَلبُهُ في مَضاعِ الشَوقِ وَالغَمَمِ يَشكو إِلَيكَ مِنَ الأَيّامِ ما جَنَتوَقَهرُ الزَمانِ في صَدرٍ وَفي كَمَمِ هِيَ الأَماني وَما أَدراكَ ما نَوالُهاإِنَّ الأَماني كَذوبٌ لا يَصِلُ الأَمَمِ يُضيءُ لَهُ في ظَلامِ اللَيلِ بَيضُهاوَيَبقى الدُرُّ في الأَصدافِ كَالنُظُمِ فَيا لَيتَ شِعري إِذا ما قُلتُ أَسمَعَنيأَم هَل يُجيبُ وَلا أَسمَعُ مِنَ الكَلِمِ هَذا الحَبيبُ وَأَينَ المُستَقَرُّ بِهِهَذا المُحِبُّ وَأَينَ الأَينُ وَالخَدَمِ يَطوي عَلى الزَفراتِ الشوقِ مُضطَرِبًاوَيَدمى مِنَ الوَجدِ قَلبٌ وَفيهِ رَمَمِ مَجروحُ قَلبٍ لا يَبَرُّ بِجُرحِهِمَدى الزَمانِ وَلا يَنسى مِنَ القِدَمِ هَذا وَلَم يَشكُ مِنَ الأَوجاعِ مُصطَبِرٌفَكَيفَ مَن يَشكو مِنَ الأَوجاعِ وَالآلمِ وَأَدمُعٌ تَجري كَجَريِ المُزنِ مُختَلِفٌبَينَ الرُضابِ وَبَينَ النَملِ في القممِ وَقَلبٌ يَضطَرِبُ الرُعبَ وَهوَ مُطمَئنٌوَحالَةُ الحُبِّ لا تَخفى عَلى الأُمَمِ فَيا لَيلُ كَم مِن حُبٍ قَد أَرَدتَ بِهِوَأَنتَ لَيلٌ طَويلُ الظَلمِ وَالكَرَمِ تَطولُ بِنا وَتَمُرُّ بِنا الساعاتُ كَالدُمىوَالعاشِقونَ عَلى أَشجانِهِم قُدُمِ وَصُبحُ بَدرِ التَمامِ مُضيءُ وَجهِهِكَالشَمسِ تَطلُعُ مِن بَعدِ الظَلامِ الظُلَمِ فَنَمضي وَنَدَعُ الأَقمارَ تَجرَحُنادُموعُنا وَتَرى مِن جورِنا الأُمَمِ وَنَشكو إِلَيكَ مِنَ الأَيّامِ ما جَنَتوَنَستَجلِبُ البَرقَ في الصاعِقِ الرُعَبِ فَسُبحانَ مَن جَعَلَ الحُبَّ مُصيبةًوَقَد جَعَلَ الصَبرَ في الصَبرِ عَلى النِقَمِ. الشاعر عصام أحمد الصامت