الصفحة الرئيسية الشعر الحر جميلة بلطي عطوي تقول “متى يصدح الطّير المُعافى فوق أيكك!!”

جميلة بلطي عطوي تقول “متى يصدح الطّير المُعافى فوق أيكك!!”

قصيدة بعنوان "يا بلادي"

509 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

هذا النص الشعري يتّخذ صيغة المناجاة للوطن، فيناديه الشاعر بصدقٍ وحرقة، مستعملاً أسلوب التكرار “يا بلادي” ليؤكد على الارتباط العاطفي والروحي. تتناثر في القصيدة صور حزينة: النخل يبكي، والسما تمسح الجراح، والشباب يعلّق أحلامه على خيط من ضياء لا يستقر. الوطن هنا فضاء متوتر بين الأمل والانكسار، بين النواح والفجر المرتقب.

يتجلّى البعد الرمزي في جعل الطبيعة (النخل، السماء، الطير) شاهدة على معاناة البلاد، وكأنها تتألم وتبكي معها، بينما تبقى شمس الخلاص غائبة تنتظر ميلادها. نبرة النص تجمع بين الرثاء والرجاء: فهو يرصد الخسارات والآلام، لكنه لا ينفصل عن الحلم بعودة الفرح، وهدوء العصف، وولادة الفجر الجديد… [نيابوليس الثقافية]

النص الشعري:

هل سمعتم ذا المنادي
يا بلادي
مذ متى بتّ ذبيحهْ؟
صار فيك النائحات
صار فيك النّخل يبكي
والسّما تمسح الهام الجريحهْ
يا بلادي
إن أحلام الشّباب
تركب ظهر الرّياح
تمسك خيط الضّياء
تتأرجح
وتغنّي للفلاح
هل سمعت الصّوت يدوي
وصداه نوتة فوق الجبال
في الوهاد تنثر عطر الصّباح
يا بلادي
ضاق صدر العالمين
وغدا الحزن رفيقا
يمطر الألم الدّفين
فمتى تشرق شمسك
ومتى يصدح الطّير المُعافى
فوق أيكك
يا بلادي
مات في العين الضّياء
والصّبايا
بعن أحلام الهناء
فمتى يهدأ عصفك؟

  • كاتبة وشاعرة تونسية
    جميلة بلطي عطوي، كاتبة وشاعرة تونسية، حاصلة على الأستاذية في اللغة والآداب العربية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية 9 أفريل بتونس، وشهادة تكميلية في الفرنسية العصرية ولغة الصحافة. تعمل أستاذة للغة العربية والترجمة، وهي متزوجة وأمّ وجدة. تشغل عدّة مسؤوليات ثقافية، من أبرزها رئاستها لنادي "في رحاب قرطاج للثقافة" وعضويتها في اتحاد الكتّاب التونسيين، ونوادي السرد والشعر. أصدرت عدداً من الدواوين الشعرية مثل أحلام ومراكب ووشم على ذاكرة البياض، ومجموعات قصصية منها فيوض الدلاء وهمس المرايا، إضافة إلى روايات مثل عند غروبها أشرقت ومدارج الانعتاق. شاركت في مهرجانات وأمسيات أدبية داخل تونس وخارجها، وأسهمت في لجان تحكيم ومسابقات أدبية، كما نشرت نصوصها ودراسات عنها في الصحف والمجلات الورقية والإلكترونية.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا

سجّل اسمك وإبداعك، وكن ضيفًا في محافلنا القادمة

ندعو الأدباء والشعراء وسائر المبدعين إلى أن يُضيئوا حضورهم بيننا بتسجيل أسمائهم وتعمير الاستمارة التالية، ثم النقر على زر «أرسل» ليكون اسمكم ضمن قائمة الدعوات إلى تظاهراتنا الثقافية القادمة — حيث يلتقي الإبداعُ بنبض الحياة، وتُصاغ الكلمةُ في فضاءٍ يليق بكم وبأحلامكم.