الصفحة الرئيسية قصيدة الزجل عبد الحكيم زريّر يقول “هدرة وخنّار”

عبد الحكيم زريّر يقول “هدرة وخنّار”

75 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

تتشرّف المجلة الثقافية نيابوليس بنشر قصيدة زجلية بعنوان “هدرة وخنّار” للشاعرة الزجّال القدير عبد الحكيم زريّر الذي شارك بها في مجلس الأنس والأدب في دورته الرابعة تحت شعار: “الشعر يجمعنا… والحلم يوحدنا” بتنظيم من مجالس الأنس والأدب بنابل وذلك يوم الأحد 29 جوان 2025 بالفضاء العائلي بروكس بنابل

القصيدة:

الحالْ شْهيلي
دْخلتْ لْقهوة لْقيتْ زَميلي
رغْم الِّي ماهوشْ من جيلي
نفرحْ بيه ويفرحْ بِيَّ

هْدَارِيهْ مَسُّوني
جْبدْنا من غادي ومن هوني
بأُسْلوبو هيَّجلي محوني
بْدا يْعَدِّدْ وِيفَكّر فِيَّ

هدْرة بْهدرة
وهدرة أخرى تِجْبِدْ هدرة
وجْبِدنا حتّى خالد بدْرة
واسْتدرجْني رْجَعْ بيّ

بَعدْ احْوالي
رْجَعْ بيَّ بعيد لْتالي
وخْذاني لِسْنينْ خَوالي
وطُولْ تْحَلْ يِسْئِلْ فيّ

لْبِسْتِشْ جُبَّة؟
هديّة كانشْ لِلِّي تْحِبَّه
بابا عزيزي عليها تْرَبَّى
قيمة وْوَهرة وفنطازيّة

الجُبّة حيّة
معاها فَرْمْلَة وبِدْعيّة
والبَكيتة بيِدْ فِضِّيّة
لْجُمْعة،لْعرْسْ وَلاَّ وْطيَّة

شيْ ما فاتك.
لْبْسْتْ الجبّة هايْ واتاتِك
فرصة باش تنسى كْرافاتك
وتعيش النّخْوة التّقليديّة

والبَرْنوسْ
لْبِسْتو كيف دْخَلتْ عروس
وَهْرة ومْعاه الكَبّوسْ
مِالقهوة وْزيري رَوّحْ بيَّ

تقولْ شاشيّة؟
اسْطَمْبولي ولاّ ليبيّة
لْيوم لِبْسِتْها مْرا وْصْبِيّة
بالكُبّيطة مِتْدَلّيّة

والقَشّابيّة
نِسْجِتْهالي أمّي البيّة
معاها عْبانَة وفرّاشيّة
ما عْرَفتو بَرْدِ الشّتْويّة

لَبْسَة جميلة
تحتها مَرْيولْ فَضيلة
مَلْيَة واسْمْها التَّخليلة
حمرا تْشَعْشَعْ في السّهريّة

ونقول يا ناري…
على سِرِّ الْحايِكْ والسّفساري
والْخامة الكحلة تزيد تْداري
تَحفظ مِالعين البلديّة

بْلُوزَة وفوطة
وْريحانة بْخُمْسة وبَلّوطة
وضْفيرة هابطة مَمْشوطة
وفولارَة عَكري باريسيّة

حَمّام لَعْروسة
لْبابِ الدّارْ بِالكَرّوسة
بِسْناجِقْ ترجعْ مكبوسة
بْالاهْلْ والجيران مِحْذِيّة

العروسة تُحفة
توصِلْ بَعْلْها في جَحْفة
يِسْتقبلها بْجُبّة ولَحْفة
هَكّا العادة الصّحراويّة

في كَرْنَفال
عْروبي وْنَخَّة على الطّبّال
وْرَقْصَة جِرْبي بْسبْعة قْلال
ورنّةِ الخُلخال يا اوْخيَّ

الكلّو غابْ
عَنبرْ وْحنَّة وسْخابْ
وريحةِ الحَرقوص للبابْ
تأخُذ عقلي تِشْرِد بيّ

حْضَرْتْ طْهور
موزيكا وعَجْعاجي بخور
وكَبشْ وسط الدّار يدور
وسهرة بْنُوبِةْ سُلاميّة

طهور وليدي
بْشاشْيَّة حمرا مَجيدي
محافظ عليها لِحْفيدي
لتوّا في ﭪَلْصي مْخبّية

مِالتّراث
مِطُّبْڤة بْلِيَّة وكُرّاث
وزايْلة وراها مِحراثْ
وخدمة بقلبْ صباح وعشيّة

في رمضان
طاولة بِصْنوف تِزْيان
شُرْبة وكسكسي بمِسلان
وِالْبريكة دَنّونِيّة

نْعبّيها مْليح
سْويعَة المِعدة تستريح
ودُغْري لِصلاةِ تْراويح
وفي القهوة اللّمّة تِكْملْ بيّ

نْسيت لَعْياد؟
طْبَقّاتْ حْلُو لْكوشِةْ ميلاد
وكبشْ يدورو بيه لَوْلاد
وعْصايِدْ عَرْبيّة وبلديّة

خوك يْموت
عالبقلاوة والبَشكوت
والمقروض بْعزّ زيوت
صُنْعِ صْوِيبْعاتِ البَيّة

والبَناضِج
مِحْشي تْمرْ وما يكون ناضج
يِتزيِّن بِعْضيمَة تْعالج
يْجي للقهوة كلّ عشيّة

الصّيف يْبَشّرْ
كُسْكُسْ وُسطِ الدّار مْنَشَّر
وفولْ لِلْبْسيسة مْقَشّر
عولِةِ الحُرّة المِقْديّة

آش تْبقّى؟
القمحْ والشّعير يِتْنَقّى
ويتْقْلَى بِشْوَيّة مْشَقّة
ويتْرْحَى بْسيسة زمنيّة

آه يا خال
ويني رقصةِ الغُربال
وتْكَرْكيبةِ القَلْقال
وشْرِيحة بِطْماطم ورديّة

والقَطّارْ كيف ناشِكْ
بريحة ذكيّة مْلاتْ خْشاشك
وروّحْتِلْها بزوزْ افَّاشِك
عولة زْهرْ وعطرشيّة

العطش؟ محال.
ماجلْ مَاء تحتِ البُرْطال
وجَرّة وقُلّة مْعَ بوقال
وشْكارَة تْبَرّدِ الشّربيّة

الخال ممحون
بْنَصْبِ العالة والكانون
وتْرَكْريكْ برّادْ مَجنون
وكاسْ طرابلسي لِرْقَيّة

تُراثِ جْدود
عْوايِدْ وخُنّار مَڤدود
سُمْعِتْها فاتِت لَحْدود
وتبقى عْوايد أبَديّة

الله يَرحَمْهم
وتْلِينْ التّرْبَة تحتْ عْظمهم
إن شاء الله بالجنّة يُكْرِمْهم
ويحْفظها تونِسْنا البيّة

  • شاعر زجّال تونسي
    وُلد الزجّال التونسي عبد الحكيم زريّر (حكيم) سنة 1950 بأكودة، ونشأ بحمّام الأنف حيث تلقّى تعليمه وتخرّج من دار المعلّمين بالمرسى سنة 1970. قضى خمسةً وثلاثين عامًا في التعليم، وظلّ موازاةً لذلك فاعلاً في الحياة الثقافية من المسرح المدرسي إلى الجمعيات والنوادي الأدبية، وهو عضو باتحاد الكتّاب التونسيين. أصدر أعمالًا لغوية مثل المنجد الطريف والمتجد الشامل، وأخرى شعرية وزجليّة منها مرايا الكلام، عيون الكلام ورحيق الكلام، مع مخطوطات تنتظر النشر. يجمع زريّر في نصوصه بين روح العامية التونسية وعمق التجربة الإنسانية، في قصائد تمزج السخرية بالحنين، والهمّ الاجتماعي بجماليات الكلمة.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا