الصفحة الرئيسية الشعر الحر محمد هادي عون يقول “لم أنس عندما رأيتك يا ريحانة الدار”

محمد هادي عون يقول “لم أنس عندما رأيتك يا ريحانة الدار”

قصيدة بعنوان "قهوتي"

574 مشاهدات 0 دقائق اقرأ

عندما يقف الزمن
أطلب قهوتي.

أستعمل كل حواسي
وجوارحي
للوصول لقهوتي.

لا يهم هروب
الوقت مني،
فبعد الرشقة
الأولى،
أولد من جديد.

أنا، كل مرة،
أجدد تاريخ
ميلادي
بين قهوة وقهوة.

في مقهى الحي
لي طقوسي
وتقاليدي القهويّة.

النادل يعرف شهواتي،
ويعلم خياراتي
الخفية.

يقدّم لي قهوتي
في ثوب زفاف
أبيض.

فنجانٌ ناصع
البياض، يخطف
أبصاري.

أستقبل حبيبتي،
أداعب أذنها،
فتلتهب أشعاري.

تلثمني شفتاها
بخمرٍ،
يحملني لعوالم
أسراري،
فأغوص في تاريخي
وتاريخ هذه
الأمصار.

شهدتُ يومًا
كان هذا
مكان الأشجار.

تذكرتُ أيام
الشباب
وطيش الصغار.

ولكن لم أنسَ
عندما رأيتك،
يا ريحانة الدار.

رأيتك تنسابين
بين الأزهار،
تميل عليك للمس
خصرك الخلّاب.

ورودٌ تحزن
بعد انتهاء
لحظات الوصال،

تراها تطأطئ
الرأس، تنتظر
الغد لوصال،
حتى بالأنظار.

مع قهوتي، أجالس
القاصي والداني،
ولكن في الحقيقة
أجالس قهوة أفكاري.

أرمي على قهوتي
أحزاني وغضبي،
وفرحتي وكل أكداري،

فتذوب مع السكر
كل أحزاني،
وأرشفها، فأغوص
في أيامي الخوالي.

  • شاعر تونسي
    محمد الهادي عون هو شاعر تونسي معاصر وناشط ثقافي، وُلد في 21 ديسمبر 1974 بمدينة نابل، تونس. إلى جانب اهتمامه بالأدب، يمتلك خلفية أكاديمية في مجالات الإعلامية وتطوير البرمجيات، ويعمل في مجال التسويق الإلكتروني، حيث يدير عدة مشاريع ومواقع إلكترونية من بينها مجلة "نيابوليس" الثقافية التي تُعنى بالأدب والفكر والإبداع التونسي والعربي. يُعرف محمد الهادي عون بإسهاماته الواسعة في تنشيط الحركة الثقافية والأدبية بالجهة، فقد أطلق وشارك في تنظيم العديد من الفعاليات والمبادرات الأدبية من أبرزها: ملتقى "عشاق الشعر"، وسلسلة "مجالس الأنس والأدب"، و"منبر الأنس والأدب"، إلى جانب مشاركته في لقاءات ثقافية نظّمتها المكتبة الجهوية ودار الثقافة بنابل. كما نُشرت له قصائد في مجلات أدبية تونسية وعربية، ما جعله يُعد من الأصوات الشعرية الحاضرة في المشهد الثقافي الحديث. من أبرز أعماله الشعرية قصيدة "اللؤلؤة"، التي كتبها بمناسبة عيد الأمهات ونُشرت في ماي 2023. تحمل القصيدة بُعدًا وجدانيًا عميقًا، حيث يصوّر فيها مشاعر التقدير والحنان تجاه والدته، ويُشبّهها بالحورية والملاك، موضحًا عجز اللغة عن الإحاطة بعظمتها، ليُهديها في النهاية "لؤلؤة" رمزية تعبّر عن محبته ووفائه. وقد لاقت القصيدة صدىً واسعًا وتأثرت بها والدته تأثرًا كبيرًا عند سماعها. يمزج عون في كتاباته بين الشعر والنثر بأسلوب شفاف وعاطفي، ويهتم بمواضيع الأسرة، الذاكرة، الحب، الوطن، والحنين، مما يجعل شعره قريبًا من القارئ، صادقًا في التعبير، ومرتبطًا بالتجربة الإنسانية اليومية.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا