عندما يقف الزمن
أطلب قهوتي.
أستعمل كل حواسي
وجوارحي
للوصول لقهوتي.
لا يهم هروب
الوقت مني،
فبعد الرشقة
الأولى،
أولد من جديد.
أنا، كل مرة،
أجدد تاريخ
ميلادي
بين قهوة وقهوة.
في مقهى الحي
لي طقوسي
وتقاليدي القهويّة.
النادل يعرف شهواتي،
ويعلم خياراتي
الخفية.
يقدّم لي قهوتي
في ثوب زفاف
أبيض.
فنجانٌ ناصع
البياض، يخطف
أبصاري.
أستقبل حبيبتي،
أداعب أذنها،
فتلتهب أشعاري.
تلثمني شفتاها
بخمرٍ،
يحملني لعوالم
أسراري،
فأغوص في تاريخي
وتاريخ هذه
الأمصار.
شهدتُ يومًا
كان هذا
مكان الأشجار.
تذكرتُ أيام
الشباب
وطيش الصغار.
ولكن لم أنسَ
عندما رأيتك،
يا ريحانة الدار.
رأيتك تنسابين
بين الأزهار،
تميل عليك للمس
خصرك الخلّاب.
ورودٌ تحزن
بعد انتهاء
لحظات الوصال،
تراها تطأطئ
الرأس، تنتظر
الغد لوصال،
حتى بالأنظار.
مع قهوتي، أجالس
القاصي والداني،
ولكن في الحقيقة
أجالس قهوة أفكاري.
أرمي على قهوتي
أحزاني وغضبي،
وفرحتي وكل أكداري،
فتذوب مع السكر
كل أحزاني،
وأرشفها، فأغوص
في أيامي الخوالي.