771 وجئتك غيمة مشبعة بالأملأرتشف من رذاذك ملح الحياةأراقب المغيب كيف يغفو على صدرك المتراقصكحلم يتلاشى في المدى.يسافر بي الزمن، بين أزقة الذاكرةفيشدني الحنين إلي.أتذكرني، طفلة تركب الريحتخبئ فرحها بين نجمتين.تبكي، كلما قرأت الوجع في العيون العابرةوترسم على الجدران ابتسامة دافئة.خفيفة كنت، كظل زنبقة في بركة ماءثقيلة صرت، كحزن قديم يسكن السماءجئتك …أغنية يرددها المهاجر في سرهوأمنية تطفو بين موجتين.على رمالك، حفرت اسمي بين محارتينوتركتني هناكللنوارس والزبد.علي اولد من رحم الدجى فراشة من ضوء.أو أطفو حلما، كل ليلة حين ينام النهار. جئتكقصيدة حبلى بالغضبمجروحة الجنان، ولسانها ثورة من اللهب.حروفها الجائعة، قد تمردت على القافيةفكانت الطعنة، على الخاصرة وفي عيون الذاكرةومشيت على رمالك النديةاخبئ صمتك في جيوب الزمن.أوروبورس يعض ذيل الحقيقةوأنا المحمومةانتظر معجزة، من فم القدر.وتأبطت خيبتي، ومضيت، أعتصر قلبي نبيذايسكر جسدا أثقله عبء الحياةأمشي على زجاج الأمس، بأقدام الحيرةوأقف على أطلال ذاكرة، تعاندها عواصف الروحويكسرها صقيع الدهشة. أمضي وأنا أعتق الصمت الموحش شراباأحتسيه، كلما راودتني الحروف، لأكتب للسلام والحبلست …متشائمة ولا سوداوية الرؤىلم أقرأ الكثير من الكتب، لأصير شيخا من شيوخ الحكمةولم أستدفئ بين دفتي كتاب، لأصحو من وهم الكلمات المحبوكة بنياط القلبوإنما تتلمذت على يد الواقع، وكسرتوكبرت مع السرب أكتشف ما حولي، كفراشة تتذوق عسل الحقولباسطة ذراعي، لعبير الروابي وحفيف الرياح.. ما عدت الطفلة، التي تصدق الأحجياتوترتمي على سريرها المزركش بالأمنيات. واحدضرعنا الشحيح، ودمنا الممزوج بجرعة خوف.واحدة أسماؤنا المتراصة، على مقصلة المجهول.متشابهة أيامنا الرتيبةمستهلكة، كلماتنا المحروقةشلل، ملل، كسل، فشلونتساءل، ما العلة؟أنا الآن …فوق الماء أطفوفارغة، خفيفة.أتبخر، تحت الشمس