الصفحة الرئيسية قصيدة النثر وليد سرنان يناجي البحر ويقول “أيا بحر، قل لي”

وليد سرنان يناجي البحر ويقول “أيا بحر، قل لي”

234 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

أيا بحر،
قل لي…
من الذي علمك الحزن؟
من الذي أوصاك أن تحتفظ بالسر ولا تبوح؟
من الذي جعلك مرآة لقلوب العاشقين،
ثم تركك تبكي وحدك في آخر الليل؟

أيا بحر،
كم من دمعة بلعتها دون أن تئن؟
كم من صرخة خبأتها بين أمواجك؟
كم من سفينة وعدتها بالوصول…
ثم غدرت بها في عمق الغياب؟

قل لي،
لماذا تلوح لنا كل مساء؟
هل تودعنا؟
أم تدعونا للعودة إليك؟
أم أنك تعلمنا
أن لا وداع يدوم،
ولا مرفأَ يأوي كل الأماني؟

أيا بحر…
أتحب الليل مثلي؟
أتخاف من الوحدة؟
أتحن إلى اليابسة أحيانا
أم أنك ولدت لتبقى دون مأوى،
تتقلب بين المد والرحيل؟

أيا بحر،
لماذا تشبهني كلما تأملتك؟
لماذا حين أغوص فيك
أشعر أنني أقترب من نفسي أكثر؟
لماذا يشتد الصمت في حضرتك
حتى يصير نداءً؟

قل لي…
من أنا في عينيك؟
عابر؟
سائل؟
أم ظل حكاية لم تكتمل؟

أيا بحر…
أعطني منك حكمة،
أعطني منك اتساعا،
أعطني منك القدرة على احتواء كل شيء
دون أن أفيض،
دون أن أغرق،
دون أن أشتكي…

أيا بحر…
لماذا لا تهدأ؟
لماذا لا تهدأ؟
لماذا لا تهدأ؟

  • كاتب، شاعر وقاص مغربي
    الاسم: وليد سرنان البلد: المملكة المغربية – مدينة آسفي السن: 18 سنة الصفة: كاتب، شاعر، وقاص وليد سرنان، قاص وشاعر مغربي من مدينة آسفي، يؤمن بأن الأدب رسالة راقية تنير العقول وتوقظ الأرواح، وبأن الكلمة الصادقة قادرة على بثّ الحياة في مساحات الصمت. له إصدار قصصي فردي بعنوان "نبض الحياة"، ويشرف على مجموعة قصصية جماعية بعنوان "رحلة الكلمات" تضم نصوصا بثلاث لغات، كما أشرف على إعداد كتاب توثيقي مشترك بعنوان "الحوز: صدى الفاجعة في قلوبنا"، وهو عمل أدبي يخلد صدى زلزال الحوز في ذاكرة التلاميذ المتضررين، بلغة تنبض بالإنسانية والصدق. فائز بجائزة شعرية ضمن مهرجان ربيع الشعر بآسفي – دورة الشاعر محمد الأشعري، ومنسق لعدد من الندوات والتظاهرات الثقافية والتربوية بثانوية نجيب محفوظ التأهيلية. شارك في تحدي القراءة العربي، وفي المشروع الوطني للقراءة،

اقرأ أيضا

أترك تعليقا