الصفحة الرئيسية القصيدة العمودية د. عامر شارف: قصيدة بعنوان “مفاتيح الرواق النـــائي”

د. عامر شارف: قصيدة بعنوان “مفاتيح الرواق النـــائي”

143 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

تتشرّف المجلة الثقافية نيابوليس بنشر قصيدة بعنوان “مفاتيح الرواق النـــائي” للشاعر الجزائري القدير عامر شارف الذي شارك بها في مجلس الأنس والأدب في دورته الرابعة تحت شعار: “الشعر يجمعنا… والحلم يوحدنا” بتنظيم من مجالس الأنس والأدب بنابل وذلك يوم الأحد 29 جوان 2025 بالفضاء العائلي بروكس بنابل

القصيدة:

من يا ترى تبكي لهُ الأحزانُ ويظَلّ يغمُرُ نعــشَهُ الرّيحانُ
وأنا على لهب الوجود مغنّيًاُ أبكي.. رَبابُ غنائيَ الخَفَقَانُ
أطلقتُ قافيتي تجُرُّ أنينَهَا نحو الذين مزاجهم مَيْسانُ
الحزنُ أبدعَ في مفاصلِ مهجتي وعلى فمي يتسامرُ الهذَيَان
الوشوشاتُ فتَحْنَ لي بابَ المدى فجرا أغوصَ وموعدِي عصيانُ
أنَّى الحياةُ لتشتهي ما أشتهي وجميعُنَا للمُشـتهَى قُربانُ
من سوسنِ الأحلامِ أنسِجُ معطفًا كم بي أتيهُ حذائي التَّـيهانُ
نِصفُ القوافي صوتُها أرجُوحةٌ وصدى الحُرُوفِ نشيدُهَا الهَيَجَانُ
صفصافتيٌ كم عانقتْ دمَ روحها وأنِينُها الأطلالُ.. والـطّوفانُ
طفلٌ بِرَابِ القلبِ يركبُ زورقًا وأنا الــمَتَاه.. مراكبي الخُلجَانُ
فَطَفِقْتُ أرسُمُ في المصابيح ِ التي انكَسَرتْ.. وماءُ فصاحتي نيرانُ
يا رحلةَ العُمُرِ الجــميلِ تـجرَّدي منّي … أنا الإفصاحُ والكـتمانُ
أأنا الغريبُ … ديارُهُمْ من أهلِنَا كانتْ.. وكـانَ الحـبُّ والإنسانُ
قلبي مزارعُهُ تفــــيضُ محبّةً ويَرِقُّ في أحـضانِهِ الصّوًانُ
تعِـبتْ بلاغَتُنَا … بأيِّ قصيدةٍ أشـهى ترتّلُ بوحَها الأجفانُ
أُفُقٌ أنا.. ونـــــوافذٌ مشروعةٌ زَمَنٌ أنا …. ومشاعري أوطانُ
فتصُبُّ فاكهة الـمجَازِ رحيقَهَا غدقًا… وسرّ فيوضِهَا أفنانُ
وأَهِيلُ في الفصحى الجميلةِ أضلُعِي كي لا يُعيدَ ملامحي عنوانُ
فتراقصتْ حـولي القوافي عندما أهوَى على عِنَبِ الرُّبَا قِطعانُ
ظنّي تهاطـلَ موْسِمًا من مشتهى بيقينِ من ْ غنـّتْ لَهُ الغِــربانُ
في كلّ حـرفٍ ظلّ ذكري راكضًا تنأى معي بصهيلِها التِّيــجَانُ
لا النّخلُ تَعرِفُ صهوةَ قامتي فأنا النجوم.. وعـمْريَ الأزمانُ
تأتي الأماني تســتبيحُ مراسمي بغوايةٍ … ويعـُودُ بِـي الإيـمانُ
يا أوّلَ الـعزْفِ البـَهِـيِّ بداخلي أأنا العتابُ والمُتــْعَبٌ الْولهـانُ؟؟
نَايُ القصيدةِ من دُوار جراحِنا الظّمآى.. ونارُ رَوِيِّـها أشــجانُ
لي ما أقولُ.. ولي سخاءُ غمامةٍ هلا يُــــــغنّــي في دمي الحرمَانُ
إيهٍ … محَافِلُكُمْ تُعيدُ طفولتي وطُقُوسَها… إنْ ضمّـَني إحسانُ
رتِّلْ جـــــراحَكَ للُّـغات تلَعْثُمٌ خفِّــفْ مجـازَكَ أيُّها الهيفانُ
أنا كلّما جئتُ الــمدينةَ شاكيًا تَخْفَى الطّيورُ … وتهرَبُ الألوانُ
وتجيئ قارعة الطّريقِ بخفِّها نحـوي وتزحــفُ حوْليَ الكُثْبانُ
سرْ فالـمسيرُ سرابُهُ بِدُرُوبنا تُهنا فلا أُفُقٌ… ولا أمزانُ
كلٌّ على نهرِ الجفافِ مردّداً يحيا الأنَا.. ولْتُعبَدِ الأوثانُ
فاحذفْ شفاهَكَ من حرُوفِ قصيدة وقعُ المعاني بيننا أسنانُ
واحذِفْ حضورَكَ من سِجِلِّ مقامنا إنّ الـمقامَ تُجِلُّهُ الرُّكبانُ

  • شاعر جزائري
    عامر شارف شاعر وأكاديمي جزائري وُلد سنة 1961 ببلدية الفيض في ولاية بسكرة. اشتغل لسنوات في ميدان التخدير والإنعاش بعد تخرّجه من معهد الصحة بباتنة عام 1984، ثم حصل على الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة بسكرة، وتفرغ لاحقًا للكتابة والتدريس. بدأ تجربته الشعرية في الثمانينات، ونشر أعماله في عدد من الصحف الجزائرية. أصدر عدة دواوين منها "الظمأ العاتي"، "رائحة الملامح"، "أغاني عام الجمر"، و"تنهيد النهر"، إلى جانب كتب نقدية تناولت الشعر الشعبي والجاهلي، وقصيدة النثر، والعلاقة بين الشعر والطب. نشط ثقافيًا من خلال عضويته في اتحاد الكتاب الجزائريين وتأسيسه لجمعيات أدبية ببسكرة. في السنوات الأخيرة، أصدر ديواني "آيات السحر" و"عبق الطين"، وكتابًا نقديًا بعنوان "شعرية الأنثى" قدّم فيه دراسة حول تجارب شاعرات عربيات معاصرات، ما رسّخ مكانته كصوت أدبي فاعل في الجزائر والعالم العربي.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا