الصفحة الرئيسية قصيدة النثر “وليد عبد الحميد العياري: نثرية بعنوان “عربي مع إيقاف التنفيذ

“وليد عبد الحميد العياري: نثرية بعنوان “عربي مع إيقاف التنفيذ

174 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

عرب إن أبدلنا العين بالكاف
أصبحت كرب..
وأعراب إن سقطت دمعة طفل
فوق العين
أصبحنا عن بعضنا أغراب..
أنا لست عربيا مؤقتا..
نكحوا عروبتي منذ أكثر من نصف قرن..
ولدت على صوت المدافع وأزيز الرصاص..
فلسطيني أنا.
والوجع يرتديني..
تتساقط أحلامي مع أوراق الخريف…
تصادر حريتي…
غربتي زنزانتي…
أرضي اليتيمة التي خضبت بالدماء
سينبت بها الزيتون والزعتر…
والثكالى اللاتي تكحلت بالأحزان..
ودموعها إمتزجت بالدماء
ستفرح قريباً بنصر تشرين..
هم يشربون نبيذا إحتفاء بصمتنا المريب..
ويتجرع أهلنا بغزة من العذاب أكواب..
يا أصحاب العمامة
أصحاب المعالي والفخامة
أصحاب السمو والنذالة والعمالة…
هل أنعشتكم رائحة شواء أطفال غزة…
هل أعجبتكم صورة حذاء مضرج بالدماء…
هل أعجبكم فيلم نكح العروبة…
هل أعجبكم سيناريو أمريكي وإخراج صهيوني..
اليوم أعرض عروبتي للبيع في السوق السوداء…
يا سادة العرب بل يا سادة الخنوع والخضوع والكرب..
يا عبدة الصنم ويا عشاق الذل والضيم…
أخيطوا لنا الأكفان..
قد مللنا انتظار الماء والدواء…
دعونا نعبر إلى الآخرة..
ما عدنا مثلكم نعشق هذه الحياة..
معبركم ما عاد يهمنا فتحه أو غلقه…
استوى لدينا الموت والحياة..
أصحاب الفخامة والعمالة والمعالي والنذالة…
مل الصبر من صبرنا عليكم…
ومل الصمت من صمتكم…
حتى الحروف هجرت أفواهكم الملثمة بالكمامة…
ٱه الوجع سكنت فكري وشعري ونثري..
صحا الندامى من سكرهم عند طوفان الأقصى ومذابح غزة…
نام المطبعون والخونة بين أحضان الغدر..
على وسادة العار والجبن والعمالة..
فلسطين سوسنتي والأقصى بوصلتي…
غزة يا جرحي الغائر المتمرد
سننتصر أو سننتصر..
سيندمل الجرح وسيشرق الفرح…
سنصلي في القدس
سينصفنا قدر رب العزة
لا نقبل الأيادي مثلكم
ولا لربكم الأعلى نسجد..
خلقنا من طين الأقصى
وأرواحنا إن رحلت
ففي نعيم الخلد تمرح..

  • شاعر وكاتب تونسي
    وليد عبد الحميد العياري هو شاعر وكاتب وفنان تونسي، من مدينة قرمبالية، يبلغ من العمر حوالي 42 سنة . يعمل موظفًا حكوميًا وله حضور إعلامي من خلال قناة "الإنسان" التونسية ومداخلات إذاعية عديدة تتنوّع مواهبه الأدبية بين الشعر الحر وقصيدة النثر والقصة القصيرة والمقال، وقد شارك في عدة كتب مشتركة مع شعراء عرب وعالميين، ما يعكس انفتاحه على الثقافات المتنوعة . كما نشط في المجال المسرحي، بدءًا من المسرح المدرسي في نابل عام 1998، وتأثر بتجارب تعليمية أثمرت عنه كتابات نثرية وشعرية غنيّة صدر له في بداية 2024 مجموعته الشعرية الأولى، ويعمل حاليًا على: رواية، ومسرحية كوميدية، وكتاب حوارات صحفية، إضافة إلى تأليف حول تاريخ الأجداد، مع تعاطٍ عميق للقضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية بأسلوبه الواضح والمجازي العميق، يصوغ العياري قصائده التي تتناول الذات والوجود والمرأة والظروف العربية الراهنة، كقصيدته “لن نلتقي” و"موسم الوجع" من مجموعته "سمفونيّة الوجع"، والتي نالت تحليلات ناقدة أكدت قدرته على توليد صور شعرية تبدأ من الحزن وتمتد نحو الأمل باختصار، يجمع وليد العياري بين الأصالة والمعاصرة، يحمل تجربة متنوعة تؤهله لأن يكون من أبرز الأصوات الشعرية في تونس والمنطقة.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا