هذا النص الشعري يفيض بروح العشق الموحش والمستحيل، إذ يتجلّى فيه صوت عاشقٍ مكلوم يعلن أن منطقه الوحيد هو الحب، وأن لسانه – بلغتين – لا يعرف إلا البوح بالهوى. يخاطب المحبوب الذي يصدّ، فيبدو كأنه الداء والدواء معًا، فيما القلب لا يملك إلا أن يهذي باسمه ويتمتم بذكراه. النص مشحون بمفارقة الوجد والجفاء، حيث يقف العاشق بين نار التوق وبرود الإعراض، مترنحًا في صورة شعرية غنية بالانفعال والتكرار، لتجعل القارئ شريكًا في حرقة العاطفة ووهجها… [نيابوليس الثقافية]
نص القصيدة:
كم شاعرٍ
أَلجَمتُ فاهُ بمَنْطِقِي
وما للِّساني مَنْطِقٌ
غيرُ حُبِّهِ المُحكَمِ
أفصَحتُ بالعربيّةِ
والإنجليزيّةِ معا
عَساهُ يَعلَمُ أنّي
بهَواهُ مُتَيَّمِ
فلو كلَّمتُ ميْتا
مِن الخَلْقِ لاستَوى
وقامَ مِن قَبرِهِ
يُجيبُ ويَتكلَّمِ
إلّا هُوَ،
عن حُبِّي له مُعرِضٌ
كأنِّي داءٌ بهِ،
أو سقَمٌ يُسقِمِ
فما لسِواهُ
في فؤادي حَظوةٌ
كأنَّ فؤادي
عن سِواهُ مُحرَّمِ
أهذي بهِ حِينًا،
وحِينًا أتمتِمُ
وهوَ عند المشارِقِ والمغارِبِ
بُلبُلٌ يُرنِّمِ
أَيُحبُّني
ويُداري هواهُ ويَكتُمُ؟!
وخافِقي مِن عِشقِهِ
يَتَوَقَّدُ ويضرِمِ
فلا القَلبُ يَنساهُ،
ولا هوَ يَرحَمُ
وسيأتي عليهِ يومٌ فيُؤلِمِ