فجعت مصر والعالم العربي، مساء الأربعاء 30 جويلية 2025، بوفاة الفنان القدير لطفي لبيب، الذي توفّي عن عمر ناهز 77 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، حيث تدهورت حالته الصحية خلال الأيام الأخيرة ودخل إلى العناية المركزة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في أحد المستشفيات.
ولد الفنان في 18 أوت 1947 بمحافظة دمياط، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1970 بعد حصوله على ليسانس الآداب من جامعة الإسكندرية.
بدأ مشواره الفني بشكل متأخر نسبيًا بسبب الخدمة العسكرية وسفره ثم انطلق بحضور قوي في المسرح بدايةً بمسرحية «المغنية الصلعاء» عام 1981، قبل أن يسطع نجمه في التلفزيون والسينما والدراما والإذاعة.
اشتهر الفنان بتنويع أدواره ما بين الكوميديا والتراجيديا، وشارك في أكثر من 100 فيلم سينمائي و30 عملًا تلفزيونيًا، من أبرزها «السفارة في العمارة» مع الفنان عادل إمام، حيث أدّى دور السفير الإسرائيلي الذي أحدث بصمة لا تُنسى، بالإضافة إلى أفلام مثل «عسل إسود» وغيرها.
لم يقتصر عطاؤه الفني على الشاشة فحسب، بل كان رمزًا للأخلاق والتواضع والصداقة المخلصة. تعرف عنه دعم المواهب الشابة وحضوره الدائم في المناسبات الفنية برغم وضعه الصحي المتأزم.
في السنوات الأخيرة، عانى لبيب من مشكلات صحية حادة منها جلطة دماغية سبقت بها سنوات وأدت إلى شلل جزئي، إضافة إلى نزيف حاد في الحنجرة والتهابات رئوية متكررة، ما اضطره للدخول المتكرر إلى المستشفى قبل وفاته.
نعى نقيب المهن التمثيلية الفنان أشرف زكي الراحل، بوصفه “صاحب البهجة” ومثال الفنان المحترم، معبرًا عن حزنه العميق لفقدان رمز من رموز الفن المصري.
وانضمت إلى موجة الحزن نجوم ونجمات الفن، مثل الفنانة كندة علوش، التي وصفته برجل “من الطراز الرفيع، ذو موهبة وذكاء لا يُنسى”، والفنان نور النبوي الذي كتب: “وداعًا يا لطفي لبيب… ستبقى في القلوب”.
برحيله تنطفئ شمعة من أقدى الفنانين الذين آثروا السكون، لكن أعماله ستظل تتوهج عبر شاشاتنا وذاكرة الجمهور.
كان لطفي لبيب فنانًا بحجم إنسان: متواضعًا، مخلصًا، وراقيًا، وقدّم للدراما والسينما والمسرح شخصية وأسلوبًا راقٍ، لن يغادر المشهد الفني بسهولة، وسيظل إرثه حيًّا في قلوب محبيه على مدى الأجيال.
نسأل الله تعالى أن يغمر روحه الرحمة والمغفرة، وأن يلهم أهله ومحبيه جميل الصبر والسلوان.ً