الصفحة الرئيسية قصيدة النثر هذيان!! تكتب مجيدة محمدي

هذيان!! تكتب مجيدة محمدي

209 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

خَطَرَتْ ببالي فكرةٌ مجنونة،
تسلّلت من خيوط المصلِ … المتشابكة

لِمَ لا تتخلّى عن هذا الجسدِ المتخشّبِ كجدارِ صمتٍ قديم،
وتنضمّ إلى السّربِ؟

سِربُ الفراشاتِ لا يشيخُ،
ولا يُوقِظُهُ وجعُ المفاصلِ،
ولا يسألهُ أحدٌ عن بطاقةِ الصِّحّةِ،
ولا اوراق التأمين..

لِمَ لا تَتَخارج من لحمِكَ المريضِ،
تتسرَّبُ من شقٍّ بين ضلعين،
وتصيرُ شيئًا خفيفًا،
كالنَّسمةِ التي تتطفّل على أحاديثِ البناتِ حين يُخبئنَ أسرارَهُنَّ
في زجاجاتِ العطرِ،
أو حين يكتبنَ على المرايا أسماءً محظورة؟

لِمَ لا تُطارِدُ الأطفالَ في لهوِهم،
تُمسكُ بظلٍّ سقطَ منهم،
تضحكُ من سذاجةِ العالم،
وتنحني لتُقبّلَ جبهةَ الضحكةِ قبل أن تشيخ؟

أريدُ أن أتنصّلَ من ثقلِ الـ”لا”،
من كلِّ النواهي التي تربطني كحبالٍ إلى شوك الإدراك،
أن أُفرغَ رأسي من معنى العُمر،
وأملأَهُ برفيف الأجنحة.

يا جسدي،
كفى نواحًا على ما فَسَد،
سأُهجرُك الليلةَ كما يهجرُ الحلمُ عَينِ النائم،
وأترُكُكَ هنا،
لأتعافى في فضاءِ الفراشات،
حيثُ لا مواعيدَ للألم،
ولا قيدَ لعمر الصباح….

  • شاعرة وكاتبة تونسية
    مجيدة محمدي شاعرة وأديبة تونسية، تكتب الشعر، والقصة القصيرة والمقالات الأدبية والاجتماعية، متحصلة على شهادة المدرسة الوطنية للعلوم الاعلامية ENSI متحصلة على عدة شهائد تقديرية ودكتوراه فخرية، من مختلف المؤسسات الثقافية العربية والدولية متابعة للشأن الثقافي العربي اشتغلت سابقا مديرة العلاقات العامة بوكالة سيروس الإعلامية الالمانية وصحفية رئيسة القسم الادبي بها، موظفة، زوجة وأم لثلاث أطفال. لها إصدار شعري بعنوان " انا واخرياتي ومخطوط ديوان آخر بعنوان " نص خارج النص" ومخطوطة كتاب مقالات ودراسات بعنوان "العين الثالثة

اقرأ أيضا

أترك تعليقا