الصفحة الرئيسية الشعر الحر هادية السالمي دجبي تكتب “نَضيت ثِقال الكُدى”

هادية السالمي دجبي تكتب “نَضيت ثِقال الكُدى”

116 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

كأنّ وشاح السّراب يُوَشِّي سديم المدى.
كأنّ مداه جراحُ الغياب ومَهْوَى الرّؤى.
كأنّ صهيلَ السّراب سحابٌ يَسُحُّ الصّدى.

و إنّي اُنَمِّي ضياء الكروم
بأغنيتي.

و أغرس في الرّملِ نَوْلِي
و أوْتارَ أجنحتي.

و إنّي أُعَتِّقُ ثوبَ النخيل
لِيَعْتِقَني.

و أَرْتق وجه المرايا بجفني
لِيَجمعني.

و أقطفُ من دَخَنِ الماء سقفا
يُدَثِّرُني.

و هذي المداخن حوْلي
تُهَجِّرُ أكوام أحذيتي
تُهَجِّنُ عطري و أرغفتي،
و خرائطَ لي.

و توغل في نهش قوْسي
وإعطاب أمتعتي…

كأنّ وشاح السّراب يُوَشِّي سديم المدى
كأنّ مداه جراحُ الغياب و مَهْوَى الرُّؤى.

وما مِنْ ضمادٍ لِشَرْخِ شراعي
و أعمِدتي.

و ما أوْقَدَتْ لي على الطّينِ أَيْدٍ
لِأَقتنِصَ البِشْرَ مِنْ وحشتي.

و ما مِنْ يَدٍ أَسْرَجَتْ فَرَسي
لِأُعَمِّدَ صَرْحَ غدي.

و أبحث عنكم،
عساني أُسَرُّ بمرأى المدى…

كأنّ صهيلَ السّراب سحابٌ يَسُحُّ الصّدى،
و همْسُ التّراب شهيق شريد،
صَلاه الدُّجى…

يقول:

” أَ يا مَنْ جَذَلْتُم بذاك الفحيح
وبسمةِ ذئبٍ عوى،

و قلتُمْ: ” نراكَ غَوِيًّا،
و إنّكَ مِمَّنْ غوَى،

و إنّكَ رُغْتَ،
و ما أيْقَظَتْكَ صُكوكُ الهدى… “

و قلتمْ: ” أيا أرضُ! طيبي،
حَبَتْكِ الحشودُ بِنُعْمَى،
و طوْقِ ندى،

و وجهُكِ بالوَجْدِ يَمَّمَهُ
الباشقُ الْوَلِهُ،

و أنَّى تُصَدُّ له نَشَوَاتٌ
وما قد نَوَى؟؟؟ “

و إنّي لَأَدْري
بِأنَّ النَّقِيقَ دعاه لِمَا قد هوَى…

وها قد رَضِيتُ بِمَا قد رَضِيتُمْ
مِنَ المنتدى…

و إنّي أَنَخْتُ نِيَاقي حِذاكُمْ
لِأَجْلِ السُّرى.

و لَسْتُ رَضِيتُ قُعُودًا،
و لَكِنْ نَضَيْتُ ثِقالَ الكُدَى…

الشاعرة هادية السالمي دجبي

  • شاعرة تونسية
    هادية السالمي دجبي أستاذة لغة عربية وشاعرة تونسية. صدر لها ديوان شعري بعنوان «قلادة في عنق الرياح» الذي عُرف بانتشاره وترجمته إلى اللغة التركية، كما تستعد لإصدار ديوان شعري جديد. أسهمت بنصوص شعرية في أعمال جماعية وموسوعية، وكانت لها مشاركات ثقافية وأدبية متعدّدة أكّدت حضورها في المشهد الشعري. تواصل تجربتها الإبداعية بثبات، جامعـةً بين العمل التربوي والإنتاج الشعري، ومكرّسةً صوتًا شعريًا يحمل حسًّا إنسانيًا وجماليًا واضحًا.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا

سجّل اسمك وإبداعك، وكن ضيفًا في محافلنا القادمة

ندعو الأدباء والشعراء وسائر المبدعين إلى أن يُضيئوا حضورهم بيننا بتسجيل أسمائهم وتعمير الاستمارة التالية، ثم النقر على زر «أرسل» ليكون اسمكم ضمن قائمة الدعوات إلى تظاهراتنا الثقافية القادمة — حيث يلتقي الإبداعُ بنبض الحياة، وتُصاغ الكلمةُ في فضاءٍ يليق بكم وبأحلامكم.