الصفحة الرئيسية الشعر الحر محمد هادي عون يقول “ماذا فعلتم بها؟”

محمد هادي عون يقول “ماذا فعلتم بها؟”

537 مشاهدات 0 دقائق اقرأ

حافيةُ القدمين
تمشي
على الجمر،
تتقدّم.

على ظهرها
جراح،
وفي عينيها
الحزن.

خطواتها تسرقها
الأيام،
ويمر بها
العمر.

وفي يديها ماءُ
الحياة،
وقوتُ أطفالها
تحتضن.

تتهادى بين
الحقول،
وأيام الصبى
تتفكّر.

تنظر إلى الرُبى
كسجينة،
إلى الحرية
ترنو.

ماذا فعلتم بها؟
كيف استعبدتموها
تلك الأمة؟

ماذا اقترفت
في بلادي؟ ومن
حقها تُحرَم؟

تمشي في حقولٍ
أزهرت، وعلى طفولتها
كانت تشهد.

واليوم ذبلت،
وباتت لجراحها
تعدِّد.

زهرةُ الحقول
كانت ترتع
بين الأشجار،
تلعب.

كغزالٍ حرٍّ
بين الورود
تمرح.

واليوم تحمل
حطبًا،
وبثقله
تترنّح.

ولأجل القليل
تجمع الزيتون،
وعلى الطريق
تُقتل.

ويلٌ لكم من الله،
أصحابَ المعالي،
وويلٌ لمن
يصمت.

فوالله، جراحها
وقتلها،
سنحاسب عليه
ونُسأل.

هي المرأة في
بلادي،
وبشقائها
أشعر.

وأرجو أن تنعم
كلّ النساء
في وطني،
وترفل.

المرأة
في بلادي،
رغم ما حقّقته،
تتعب.

ورغم كلّ
الصعاب،
نساءُ بلادي
تصمد.

وللأمّ،
والزوجة، والابنة،
والأخت:

لكم كلُّ الاحترام،
ولقلبكم
الحب.

  • شاعر تونسي
    محمد الهادي عون هو شاعر تونسي معاصر وناشط ثقافي، وُلد في 21 ديسمبر 1974 بمدينة نابل، تونس. إلى جانب اهتمامه بالأدب، يمتلك خلفية أكاديمية في مجالات الإعلامية وتطوير البرمجيات، ويعمل في مجال التسويق الإلكتروني، حيث يدير عدة مشاريع ومواقع إلكترونية من بينها مجلة "نيابوليس" الثقافية التي تُعنى بالأدب والفكر والإبداع التونسي والعربي. يُعرف محمد الهادي عون بإسهاماته الواسعة في تنشيط الحركة الثقافية والأدبية بالجهة، فقد أطلق وشارك في تنظيم العديد من الفعاليات والمبادرات الأدبية من أبرزها: ملتقى "عشاق الشعر"، وسلسلة "مجالس الأنس والأدب"، و"منبر الأنس والأدب"، إلى جانب مشاركته في لقاءات ثقافية نظّمتها المكتبة الجهوية ودار الثقافة بنابل. كما نُشرت له قصائد في مجلات أدبية تونسية وعربية، ما جعله يُعد من الأصوات الشعرية الحاضرة في المشهد الثقافي الحديث. من أبرز أعماله الشعرية قصيدة "اللؤلؤة"، التي كتبها بمناسبة عيد الأمهات ونُشرت في ماي 2023. تحمل القصيدة بُعدًا وجدانيًا عميقًا، حيث يصوّر فيها مشاعر التقدير والحنان تجاه والدته، ويُشبّهها بالحورية والملاك، موضحًا عجز اللغة عن الإحاطة بعظمتها، ليُهديها في النهاية "لؤلؤة" رمزية تعبّر عن محبته ووفائه. وقد لاقت القصيدة صدىً واسعًا وتأثرت بها والدته تأثرًا كبيرًا عند سماعها. يمزج عون في كتاباته بين الشعر والنثر بأسلوب شفاف وعاطفي، ويهتم بمواضيع الأسرة، الذاكرة، الحب، الوطن، والحنين، مما يجعل شعره قريبًا من القارئ، صادقًا في التعبير، ومرتبطًا بالتجربة الإنسانية اليومية.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا