أضواء الطريق،
تترصّد سقوطها
المدوي،
وتحتضر ولادتها
على ظلّ الجدار.
خطوات
تائهة،
تموت،
خطوات هاربة،
تموت،
وعلى أوهام
نشيد الأوطان
نموت.
ننبش
بأصابعنا الذاكرة،
ننبش
تاريخ المكان،
ترتعش
أيدينا،
وتدمع أعيُنُنا،
ويعتصر
الوجعُ قلوبَنا،
كنّا ولم نَعُد،
كنّا وانتهت
أسطر الحكاية.
خزيٌ رهيب
يطفو
على مياه وجوهنا،
يجرّدنا
قيم الإنسان،
ويَسحق
أكاذيب البشر،
انتهت
هنا قصص
ملكات الحنين،
وفوارس الشهامة،
ورمز الأبطال،
وتحطّم
سقف الحديد،
وركن الحجر.
خطوات نخطوها،
وتخطونا،
بين الأجداث ترمينا،
تدهسنا وتدوس
على ظلالنا،
تصرخنا وتُبكينا،
جُثث يسارنا،
وأشلاء يميننا،
لم نَعُد نملك
ظلًّا يحمينا،
أكلَنا الجدار،
أكلَنا زماننا.
وأنا… وأنا
رأيت موتي،
رأيت حياتي
تُعاديني،
كنتُ مولودًا قتيلًا كنت،
قبل أن أحيَا أيّامي،
وُلِدتُ عربيًا،
أُعاقر ثدي الموت،
أمسك حبلي السرّي
وأبتسم لوجه
أمّي.
أغوص في
دمها العربي،
الشهيد
المنثور،
على جراح السنين،
وصمت القصور،
تُباد هناك الانسانية،
قبل التاريخ،
ويوم ميلادي،
وأيام الحج،
وصلاة
العيد،
ترويها
سماء الخيانة،
وتسقيها
روافد الخنوع.
جسدي الرضيع
يحتضر،
ينفجر،
يتفحّم،
ولحمه يُنهش
على مشاوي
الأئمّة،
وملوك العار،
وتجّار الدين.
رأيتُ موتي،
وموت طفلي،
رأيتُ كذبكم،
شهدتُ يوم
عيد العرش،
وشنق المعارضين،
خبرتكم
أيام الولائم،
وأكل لحم
إخوانكم،
ويوم الخذلان
العظيم.
على موائد
غزّكم،
وكرم سموّكم،
أكلتم لحم أطفال
فلسطين،
وشربتم
دم شهداء
فلسطين،
من مزارعكم
مزارع
خيانتكم،
ونهب
مال المسلمين.
كانت غزّة وستكون،
رجال مقاومون.
شعب يُباد،
أمام العالم اللعين،
كانت هنا
أسرة طبيب،
وشاعر وأديب،
كانت هنا أسماء،
وهنا أسماء،
وكانت هنا
ضحكات،
وهنا أغنيات،
وكان
فصل الربيع
مغدورًا مقتولًا
بأيدي جلالتكم،
بأيدي سيادتكم،
بأيدي عروبتكم،
ولكن رغمًا عنكم،
ستبقى هنا
فلسطين.
وسيكون،
وأقسم إنه سيكون،
وسيعود،
وأقسم إنه سيعود،
يوم العيد،
وضحكات الوليد،
سيعود بين الأشجار،
دلع الصبايا،
وستزهر الأرض
بكلّ جميل وسعيد.
لكن أملي
يكذّبني،
حرفي يسحقني
يحرقني، يعايرني،
يطلق رصاصة
على رأسي.
كتبتُ تاريخًا،
كتبت معاني،
أطلقت خيالي
لحرب العدوان
حرب العربان
حاربت كذبكم،
وذلًّا فيكم،
آل الخُضُوع وآل الهوان،
فنبح الكلاب،
وصمتُ البغال،
ونوّخوا بعيرًا
بحدّ النعال،
وكونوا حميرًا،
وكونوا غواني
بخدر الحريم،
بوطيء خنزير،
وكلّ يُواري،
وكلّ يُداري.
بلاد العروبة،
بلاد الأوهام،
ستبقى شتاتًا
دهورًا تعاني.