تُضِيءُ مَعَاني الرُّوحِ في كُلِّ مَوْلِدِ
وَأَيُّ نَعِيمٍ في مَقَامِ مُحَمَّدِ؟!
تَخيَّرَ كُلٌّ لَفْظَهُ زُمَرًا خَلَتْ
وَسِيقَتْ لِتَحْظَى بِالرِّضَا المُتّجَدّدِ
فَسَلْ أَيُّهَا المُفْضِي إِلَى خَطَرَاتِه
فُؤَادَكَ تُعْطَهْ مِنْ أَمَانٍ وَسُؤْدُدِ
لِأَنَّ لِسَانَ الصِّدْقِ مَا زَالَ نَاطِقًا
فِدَاكَ أَبي أُمِّي وَكُلُّ مُوَحِّدِ
وإنْ كَانَ للْمُشْتَاقِ بُدٌّ مِنَ الْفِدَى
فَإِنَّ حَيَاتِي فِي رِضَاكَ وَمَوْعِدِي
أَلَسْتَ الَّذِي لَوْلَاهُ لَمْ نَعرِفِ الهُدَى
فَكَيْفَ لَنَا أنْ لَا نَمُوتَ وَنَفْتَدِي
وإنْ كانَ بي ضُعْفٌ فَمَدْحُكَ قُوَّتي
بِحَقِّ صَلَاتِي عنْدَ كُلِّ تَشَهُّدِ
وإنَّ سَلَامًا مِنْ سَلَامِكَ لِلْوَرَى
يَعُودُ عَليْنَا بِالسَّلَامِ المُؤَبَّدِ
وَحَوْضُكَ نِعْمَ الْوِرْدُ يَا سَاقيَ الْوَرَى
بِحَوْضٍ تَجُودُ الدَّهْرَ مِنْ بَاطِن الْيَدِ
وَظَاهِرُهَا مَجْدٌ وعِزٌّ ونُصْرَةٌ
وَآيَاتُهَا تَزْهُو مِنَ الْكَرَمِ النَّدِي
لَعَلَّ نِدَاءً أَنْ يؤذِّنَ فِي الْمَدَى
هَلُمُّوا إِلى فَيْضِ الجَمَالِ الْمُحَمَّدِي
فَلَيْتَ لَنَا مِنْ ذلِكَ الصَّوْتِ بَهْجَةً
نَؤُمُّ بِها نَحْوَ السَّمَاءِ وَنَهْتَدِي
مُحيَّاكَ وَالقَلْبُ الَّذِي أنْتَ رُوحُهُ
سِرَاجَانِ لِلْأكْوانِ وَالْمُتَعَبِّدِ
فَأَمَّا الْمُحَيَّا وَهْوَ بُشْرَى لِمَنْ رَأَى
فَأَلْطفُ نُورٍ بِالْعُلَى مُتَجَسِّدِ
تَهَاوَتْ لَهُ الأَبْصَارُ حَسْرَى وَأَهْلُهَا
أُسَارَى حَبِيبٍ خَالِصٍ مُتَفَرِّدِ
وَلَكِنَّهَا مَحْفُوفَةٌ بِكَرَامَةٍ
إذَا مَا سَقَتْ أنْوارُهُ جَوْفَهَا الصَّدِي
فَكَيْفَ بِقَلْبِ الْمُصْطَفَى لَوْ رَأيتَهُ
وكَوْكَبُه الدُّرِّيُّ فِي كُلِّ مَوْقِدِ
ومِصْبَاحُه الّذْ مِنْهُ يُوقَدُ نُورُه
بِمِشْكَاةِ أَضْوَاءٍ عَلَى كُلِّ مَشْهَدِ
فَطُوبَى لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكَ فُؤادَهُ
فَإنْ قرَّ عَيْنًا طَابَ نفْسًا لِيَبْتَدِي
فَإنَّكَ لِلْإيمَانِ فِينَا وَسِيلَةٌ
تَرُوحُ بها الْأَنْفَاسُ دَوْمًا وَتَغْتَدِي
وإنْ كَانَ حظُّ المرْء غَايَةَ سَعْيهِ
فَحَسبيَ ذِكْرُ الله ثمَّ مُحَمَّدِ