10 أَتَانِي مِن سَمَاءِ الرُّوحِ ضَيْفُ، عَلَى كَفِّي، بِهِ الأَحْزَانُ طِيفُ. أَلَا يَا طَائِرَ البُشرَى تَفَضَّلْ، فَجَوْفُ القَلْبِ مِنْ قِدَمٍ مُضِيفُ. لَهُ ريشٌ مِنَ الأَمَلِ المُنِيرِ، وَلَحْنٌ مِن صَدَى الوَعْدِ الغَرِيرِ. يُغَرِّدُ فِي فُؤَادِي كُلَّ صُبْحٍ، وَيُضْفِي النُّورَ فِي الدَّرْبِ العَسِيرِ. عُصْفُورُ السَّعَادَةِ، مَا أَحْلَاهُ، رَفيقُ الَّذِي ضَاعَت خُطَاهُ. يُعَلِّمُنِي الرِّضَا عِندَ المَنَايَا، وَيَنْفِي الضَّيْقَ إِنْ أَزْوَى سَمَاهُ. فَأَجْعَلُ بَيْتَهُ عِندِي حَنُوناً، بِحُبٍّ لَم يَكُنْ أَبَداً دَفِيناً. أَعِيشُ مَعَ الضِّيَاءِ وَلَا أُبَالِي، بِظِلِّ اليَأْسِ إِنْ عَادَ سَجِيناً. أَدِيمُ النَّظَرَ فِي عَيْنَيْهِ دَوْماً، أَرَى فِيهَا صَفَاءً لَن يَدُوما. فَكَمْ مِنْ قَلبٍ حَاوَلَ أَنْ يُجِيدَ، صِيَانَةَ مَا بِهِ العُمرُ اسْتَقَامَا. فَيَا مَنْ غَابَ عَنْهُ الطَّيرُ قُلْ لِي، أَتَاهُ الحُزْنُ أَمْ ضَاعَ التَّدَلِّي؟ أَطِعْ قَلبَكَ، لَا تَأْسَفْ لِشَيءٍ، فَسِرُّ البَهْجَةِ فِي الرُّوحِ الأَجَلِّ. الشاعر محمد المصري