تتشرّف المجلة الثقافية نيابوليس بنشر قصيدة “عصفور… وعصفورة” للشاعر المصري القدير محمد المصري الذي شارك بها في مجلس الأنس والأدب في دورته الرابعة تحت شعار: “الشعر يجمعنا… والحلم يوحدنا” بتنظيم من مجالس الأنس والأدب بنابل وذلك يوم الأحد 29 جوان 2025 بالفضاء العائلي بروكس بنابل
القصيدة:
وكان لدى عصفور وعصفورة
برغم الأسر …
يحتضنان .. يبتسمان للصورة
ويقتسمان أوجاعي .. بزقزقة
لها طعم الغناء المر ..
وكم صنعا …
حكايات عجيبات لأمتاعي
وكم جمعا …
حبوب القمح مقشورا لإشباعي
وعند الليل .. يشتكيان .. ينتحبان
من قفصي وقضباني
فأفتح مشفقا بابي واحضاني
فيفترشان أكتافي
ويغتالان أحزاني
ويستمعان فى شغف
لأناتي وأشعاري
وكأنا يكتبان الشعر مثلي ..
فوق دفاتري …
وعلى شباك أفكاري
تمازجنا .. فلم أعرف ..
هل العصفور كانا هما …
أم انا .. حين لجأت للطيران
وهل كانا هما نفسي …
لأنهما …
على الشباك قد كتبا …
كثيرا من مناجاتي وأشعاري
ومن هول الذي كتبا …
فقد بكيا على كتفي
وراح يذرفان الدمع
فى شجن بأحضاني
وفى غدنا …
يخون عهودنا العصفور
يطير إلى الفضاء والنور
ويلعن زهر بستاني
فتبكيه .. وترثيه العصافير التى ..
جاءت تعزيني
فأهتف والفراق المر …
يسري بين أوردتي
ويصرخ فى شراييني
ايا عصفورتي الثكلى ..
كفى حزنا .. على من باع أيكتنا
كفى دمعا .. عل من خان عشرتنا
ونقرأ ألف فنجان
ونقصد ألف عنوان
وننشر ألف أعلان
لعصفوري لكى يأتي .. ولا يأتي
ونغلق كل شباك .. فتحناه
ونهمل كل بستان .. زرعناه
ويبقى الباب مفتوحا .. بداخلنا
لكي يأتي لنا يوما …
وبالأحصان نلقاه
وعند عشائنا يوما ..
يدق الباب دقات لها معنى
ونعلم أنه العصفور …
أتى يبكي وقد ضاعت جناحاه
ويحكى قصة الدنيا التى ذهبت …
بيمناه … ويسراه
ولم يدرك بفطرته
بأن النار غير النور
ويبكى عشه المهجور
وتهدأ زقزقات الحزن …
فوق شفاهه الثكلى
ولم يكمل حكايته ..
وفوق صدورنا اغفا
وقد ماتت أغانيه
وقد هدأت جناحاه