124 لي عادةٌ تشبهُ صلاةً سرّيةًأؤدّيها حين يثقلُ الليلُ على نوافذِ الروح.أجمعُ بقايا الشموع،التي بكتْ حتى القاع،أصابعَها المبتورة،أعمارَها القصيرةَ التي انطفأتْقبل أن تُكملَ معنى الضوء أضعُها في إناءٍ زجاجي ساخن،أتركُها تذوبُكما تذوبُ القناعاتُ القديمةحين نكفّ عن الدفاعِ عنها. أصبُّ الشمعَ المنصهرَفي قالبٍ جديد،كمن يسكبُ قلبَهفي هيئةٍ أخرىأكثرَ احتمالًا للحياة. حين تتصلّبُ الشمعةُأدركُ أننينجوتُ مرّةً أخرىمن تعريفٍ جاهزٍ لليأس. شمعةٌ جديدةتنهضُ من رمادِ أخواتِها،متعدّدةُ الألوانكمدينةٍ نجتْ من الحصار،لا تسألُ عن ماضيها،ولا تعتذرُ عن اشتعالها. أشعلُهافتتراجعُ الجدرانُ خطوةً،ويستعيدُ الهواءُ ذاكرته،وتصيرُ الظلمةُ مجرّدَسوءِ تفاهمٍ عابر. أصوّبُ نظري في قلبِ السواد،أثقبه بإبرةِ المعنى،وأتركُ للضوءِ أن يتعلّمكيف يولدُ من حطامه. الشاعرة والكاتبة مجيدة محمدي