الصفحة الرئيسية قصيدة النثر مجيدة محمدي: تقّدم نصّا نثريا بعنوان “لُوبانية!!”

مجيدة محمدي: تقّدم نصّا نثريا بعنوان “لُوبانية!!”

38 مشاهدات 0 دقائق اقرأ

لا أدري كيف صعدت “لُوبانيّةُ” الطفولة
من قاع النسيان…
حلوى مطاطيّةٌ بيضاءُ
كانت تتدلّى من أصابع البائع المتجوّل
مثل خيطٍ من نورٍ
يُساقط على أفواهنا
ابتسامةَ الكون الأولى.

كنتُ أقفُ أمام المدرسة
وأرى العالمَ يُطوى
في تلك القطعة الناعمة،
قطعةٍ تلمعُ كروحٍ
لم تُمسّ بعدُ
بخدوش الحياة.

واليوم،
بعد عمرٍ يفيضُ بالظلال،
استدعيتُ مذاقَها إلى فمي
يا للعجب
كأنّها لم تغادرني يومًا،
كأنَّ ذاك البياضَ
ما زال يحرسُ طفولتي
من الصدأ.

ربّما لأنّها كانت حلوةً
كحلمٍ لا يعرف الخوف،
ورقيقةً
كالخطوة الأولى نحو ضوءٍ لا ينطفئ،
وناصعةً
كقلبٍ لم يختبر بعدُ
موتَ الكلمات.

وربّما…
لأنّ الإنسان، حين يشيخُ قليلًا،
يبحث في فمه
عن طعمٍ يعيد إليه اسمه،
ويعيد إليه تلك اللحظة
حين كان يظنّ
أنّ العالمَ
قطعةُ حلوى
تذوبُ ببطءٍ في القلب.

الشاعرة والكاتبة مجيدة محمدي

  • شاعرة وكاتبة تونسية
    مجيدة محمدي شاعرة وأديبة تونسية، تكتب الشعر، والقصة القصيرة والمقالات الأدبية والاجتماعية، متحصلة على شهادة المدرسة الوطنية للعلوم الاعلامية ENSI متحصلة على عدة شهائد تقديرية ودكتوراه فخرية، من مختلف المؤسسات الثقافية العربية والدولية متابعة للشأن الثقافي العربي اشتغلت سابقا مديرة العلاقات العامة بوكالة سيروس الإعلامية الالمانية وصحفية رئيسة القسم الادبي بها، موظفة، زوجة وأم لثلاث أطفال. لها إصدار شعري بعنوان " انا واخرياتي ومخطوط ديوان آخر بعنوان " نص خارج النص" ومخطوطة كتاب مقالات ودراسات بعنوان "العين الثالثة

اقرأ أيضا

أترك تعليقا

سجّل اسمك وإبداعك، وكن ضيفًا في محافلنا القادمة

ندعو الأدباء والشعراء وسائر المبدعين إلى أن يُضيئوا حضورهم بيننا بتسجيل أسمائهم وتعمير الاستمارة التالية، ثم النقر على زر «أرسل» ليكون اسمكم ضمن قائمة الدعوات إلى تظاهراتنا الثقافية القادمة — حيث يلتقي الإبداعُ بنبض الحياة، وتُصاغ الكلمةُ في فضاءٍ يليق بكم وبأحلامكم.