الصفحة الرئيسية قصيدة النثر لطيفة الشامخي تقول “ما عاد هناك رواة للأقاصيص والحكايات”

لطيفة الشامخي تقول “ما عاد هناك رواة للأقاصيص والحكايات”

نثرية بعنوان "رسائل الخريف"

141 مشاهدات 0 دقائق اقرأ

هذا النص الشعري ينسج خطابًا حميميًا مع الفصل الحزين، فتحمله الشاعرة رسائل مثقلة بالخذلان والانكسار، تتهاوى عند العتبات خاوية كأمسيات بلا حكايا. تمتد الصور لتجعل الريح والغيوم والفصول شخوصًا حيّة تتحرك بين الذكرى والنسيان، فيما تتبدّد الحكايات كما تتبعثر الأوراق في مهبّ الريح. قصيدة مشبعة بالرمزية والحنين، تُحوّل الفقد إلى مشهد كوني، يتردّد صداه بين الطبيعة والذاكرة.
[نيابوليس الثقافية]

النص الشعري:

يا فصلي الحزين…
هذي رسالاتك.. تطرق الباب
تتسوّر الشرفاتِ
وتسقط متهاوية على عتباتي
لاهثة الأنفاس
متقطّعة… ذاوية
خاوية.. كأمسيات بلا حكايا
لفظتها الغصون
سلَّمتها إلى الريح
تلهو بها..
تبعثرها… تجمعها
ثم تنثرها… شتاتا
أستحضر اللحظة الفارقة
بين الريح والماء
تنتفض الغيمات بين الفصول
ما عادت الطواحين تحكي
قصص الأمس
وما عاد البيدر يغتسل
بمطر الصيف
ما عاد هناك رواة للأقاصيص والحكايات.

  • شاعرة وكاتبة تونسية
    ولدت سنة 1956، وتحصّلت على شهادة الباكالوريا شعبة الآداب عام 1977، ثم تخرّجت من المعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي. شغلت رتبة أستاذة مميزة استثنائية، قبل أن تحال على التقاعد لتتفرغ أكثر للإبداع الأدبي. هي عضوة في اتحاد الكتّاب التونسيين، تكتب الشعر النثري والومضة والخاطرة والقصة القصيرة. صدر لها ديوان ضجيج الغياب، وديوان كلمات تولد من ضلع حواء، إضافة إلى مشاركات عديدة في دواوين وأنطولوجيات عربية وتونسية مثل: في رحاب الوجدان، مرافئ الإبداع، بكاء الجبل، الشرف العربي، طوفان الأقصى، شموع تونسية، وترتيل الحب بوحي البلاد. كما أنجزت مسودات لمجموعة قصصية وأخرى في الخواطر. تنشط في عدد من الجمعيات الثقافية على غرار جمعية الحرف الأصيل، ولها حضور في مجلات أدبية إلكترونية منها همس ونجوى العاشقين، قرطاج الإلكترونية، روافد الأدب، جامعة ملوك الحرف، وإيزيس. شاركت في ملتقيات شعرية وأدبية كبرى داخل تونس، منها الملتقى العربي للأدب بصفاقس، وملتقى على درب القصيد بالبقالطة، وفعاليات تونس تقرأ، وملتقى الأدباء العصاميين بسوسة، والبحر ينشد شعراً بالمنستير، وغيرها من اللقاءات التي رسّخت حضورها في الساحة الثقافية. وهي كذلك ناشطة في المجتمع المدني والجمعيات الخيرية، تجمع بين الكلمة المضيئة والعمل النبيل.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا