هذا النص الشعري ينسج خطابًا حميميًا مع الفصل الحزين، فتحمله الشاعرة رسائل مثقلة بالخذلان والانكسار، تتهاوى عند العتبات خاوية كأمسيات بلا حكايا. تمتد الصور لتجعل الريح والغيوم والفصول شخوصًا حيّة تتحرك بين الذكرى والنسيان، فيما تتبدّد الحكايات كما تتبعثر الأوراق في مهبّ الريح. قصيدة مشبعة بالرمزية والحنين، تُحوّل الفقد إلى مشهد كوني، يتردّد صداه بين الطبيعة والذاكرة.
نيابوليس الثقافية
النص الشعري:
يا فصلي الحزين…
هذي رسالاتك.. تطرق الباب
تتسوّر الشرفاتِ
وتسقط متهاوية على عتباتي
لاهثة الأنفاس
متقطّعة… ذاوية
خاوية.. كأمسيات بلا حكايا
لفظتها الغصون
سلَّمتها إلى الريح
تلهو بها..
تبعثرها… تجمعها
ثم تنثرها… شتاتا
أستحضر اللحظة الفارقة
بين الريح والماء
تنتفض الغيمات بين الفصول
ما عادت الطواحين تحكي
قصص الأمس
وما عاد البيدر يغتسل
بمطر الصيف
ما عاد هناك رواة للأقاصيص والحكايات.