819 ها قد كتبتُ بجانب التوقيعِ أنا ملحدٌ كمواجعي و شيوعي لا تعجبي إن لم تكن مقروءة فلقد كتبتُ شهادتي بدموعي مليون جرحٍ أسّسوا لولادتي و استنزفوا الصلصال في تصنيعي كفسيلةٍ في الريح أرجف مرهقاً و تنام في البرد الشديد جذوعي و كعشبةٍ عذراء طار وشاحها شبعت نيوب الليل من تقطيعي أنا كالخريف مع الرياح مبعثر لا ترهقي كفّيكِ في تجميعي أخشى عليك البرد إن لملمتِني أخشى عليك عواصفي و صقيعي يدك الصغيرة إن تعرّت مرة سيكون يوم العري للتوديع لقد اعترفتُ.. و قد ختمتُ بأدمعي ما قلتُ في ديباجة الموضوع أنا يا صديقةُ عشت كل تجاربي متسكّعا في حظّيَ المقموع برد الرصيف لديه كل حقيقتي و شوارع الإسفلت تعرف جوعي و أزقّةٌ في الليل كنتُ أجوبها كم حاولتْ أحزانها تركيعي الشعر لو تدرين آخر معطف خبّأتُ فيه أصابعي و ضلوعي و دفنتُ فيه مع المواجع شاعرا ودّعتهُ في هيبة و خشوع هو ذا أنا.. جرحٌ قديم غائرٌ لم تنفع الأيام في تطويعي لا شيء يتّسع الفضاء كأدمعي لكنّ دمعي.. هادئ.. و طبيعي… محمد أمين بن علي قصر هلال-تونس 26/10/2023