144
أيها العابر في أعماقي
كم كنت تنمو في صمت
وتنكسر في صمت
وتحلم في صمت
وأنا مجبر على الصمت
أيتها الأحلام الباردة
أيها الفضاء الخانق الرافع
كم همس الأفق في صدري نيرانا
وكم حلمت بداخلي سقوطا في كل شارع
تتساقط أوراقي … باهتة
تسكن جميع الزوايا كسائر النساء
ويغرب الصباح على نصف السراب
فتدق النواقيس من جديد
تستوعبك اللحظة خارج الزمن المنسي
وأنت تستوطن جسدا لا يؤمن بالفراغ
يضيق السقف علينا
يخنقنا الصمت من كل الجهات
فتتساقط جدائل الحب على كل تسحب الساعة
في كل وقت
وأنا على ضجر أنهب وجه الشيطان
وأنحت فوق الإنحناء شظايا الصدأ
وأنهش المكان حيث كنت جالسا
فلا تنتظري أن أتواطأ معك مرة أخرى
وأن أسرق من مواسم المطر زمنا مبحوحا
بقلم توفيق العرقوبي / تونس