الصفحة الرئيسية قصيدة النثر قصيدة للشاعر التونسي وليد عبد الحميد بعنوان “فصول في الشوق”

قصيدة للشاعر التونسي وليد عبد الحميد بعنوان “فصول في الشوق”

425 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

سأعلمك الشوق
وأنثر فوق جبين ليلك ياسمين البهجة..
أرتق جراح الزمن بقلبك.
بخيوط من نور الأمل المنبثق من تفاصيل الذكرى..
ارسميني غيمة بيضاء تقتات من عبق العتمة..
تتجمل كل صبح بكحل الأسى لتعانق عبير النرجس..
وتصافح أنامل الريح ذات عاصفة..
سأعلمك الخيانة زمن الولاءات الزائفة المدنسة بالنفاق الممزوج بعلقم الكذب..المعطر ببهرج جنون العظمة..
سأعلمك الرقص عارية على أوتار الجنون..
والعزف على ربابة الدهشة…
من خاصرة العجب تولد مأساة الوصل..
لا تتعجبي من ألق اللجين على خدود كتابي..
وجفاف حبري فوق شفاه الرعشة..
لا تتعجبي من خفقان القلم بين أناملي المتشنجة..
وانبثاق عاطفة غريبة بين جناحي رجفة..
سأعلمك البوح بشفاه الصمت ٫ذات همس في آذان الورد..
ولد الوداد ذات هزل …
لا تخبئين الشوق في سراديب الروح..
وأنين البوح بين ضلوع الخوف..
حتما سينفجر عشقا روحيا لحظة اللقاء..
سأجعلك مجنونة مثلي..
تخيطين من نسيج الحروف دواوينا للبوح..
ترسمين على جدار الصمت أرق أفكارك..
تألفين من وشوشة المعاني أنغاما للهمس…
سأعلمك الغوص في بحر عيناي..
لعلك تقرئين آيات الحسن في نظراتي الموسومة بالتدبر والحكمة..
ستسافرين في يم رواياتي المعطرة بعنصري التشويق والإثارة.. بلا زورق..
أتريدين أن نلتقي فوق ربوة الفكر..
ونؤسس مجلس شراكة روحية..
ونسن قانون الإقامة الجبرية لروحينا بزنزانة الوله…
أرى الفيروز بعينيك قد مزج فستقا وعسلا..
فغدا لوحة من رحيق السحر قدت..
أبدعتها ريشة فنان..
أنا بحار بلا صنارة..
وشاعرا تخونه أحيانا الكلمات..
تهرب من فكره العبارة..
أدمنت معاقرة اللغة منذ الصبا..
واضحت العبارات بأناملي محارا ومرجانا..
لا تتعجبي من جلوسي فوق هضبة النسيان..
كلما وخزني وجع أصنع ألما جديدا ينسيني أرقي..
من دموعي وخمرتي تسكر حروفي.
فتبدو القصيدة مترنحة تتمايل عن يميني وعن شمال وجداني…

بقلم / وليد عبد الحميد العياري
تونس

  • شاعر وكاتب تونسي
    وليد عبد الحميد العياري هو شاعر وكاتب وفنان تونسي، من مدينة قرمبالية، يبلغ من العمر حوالي 42 سنة . يعمل موظفًا حكوميًا وله حضور إعلامي من خلال قناة "الإنسان" التونسية ومداخلات إذاعية عديدة تتنوّع مواهبه الأدبية بين الشعر الحر وقصيدة النثر والقصة القصيرة والمقال، وقد شارك في عدة كتب مشتركة مع شعراء عرب وعالميين، ما يعكس انفتاحه على الثقافات المتنوعة . كما نشط في المجال المسرحي، بدءًا من المسرح المدرسي في نابل عام 1998، وتأثر بتجارب تعليمية أثمرت عنه كتابات نثرية وشعرية غنيّة صدر له في بداية 2024 مجموعته الشعرية الأولى، ويعمل حاليًا على: رواية، ومسرحية كوميدية، وكتاب حوارات صحفية، إضافة إلى تأليف حول تاريخ الأجداد، مع تعاطٍ عميق للقضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية بأسلوبه الواضح والمجازي العميق، يصوغ العياري قصائده التي تتناول الذات والوجود والمرأة والظروف العربية الراهنة، كقصيدته “لن نلتقي” و"موسم الوجع" من مجموعته "سمفونيّة الوجع"، والتي نالت تحليلات ناقدة أكدت قدرته على توليد صور شعرية تبدأ من الحزن وتمتد نحو الأمل باختصار، يجمع وليد العياري بين الأصالة والمعاصرة، يحمل تجربة متنوعة تؤهله لأن يكون من أبرز الأصوات الشعرية في تونس والمنطقة.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا