يستوي عندي الثلج والنار
كلاهما يلسع أطرافي..
يستوي عندي الحبر والدم
كلاهما ينزف من أثر الوجع..
لا… لست أنا من يستوي عنده الحب والحرب…
في الحب الذل مباح..
وفي الحرب لا ذل ولا العرض يستباح…
تستوي عندي الغيمات والنجمات..
كلاهما تحمل حلما بمعانقة نور وطهارة القداسة…
يستوي عندي الضوء والعتمة…
في الضوء أرسم قصص التيه
وعند العتمة أبحث عن ضوء داخل التيه…
لا… لست أنا من يستوي لديه الخرافات والحقائق..
أنا الذي أمزج الطين بالضوء
والماء برحيق الورد…
فتتشكل لوحة السعادة والفرح
أنا الذي أسكب ريقي فوق شفاه الأوراق
فتتشكل قصائد الغزل…
وتنمو شقائق النعمان والبنفسج
ببستان الألق…
تستوي عندي الخمرة و الشفاه
كلاهما تسكر العاشقين…
الأولى قد حرمت والثانية جزاءها حمى وأرق…
تستوي عندي السيوف والقصائد
كلاهما تنحر الأعداء وتقطع الرؤوس
تستوي عندي العذراى والحيارى
كلاهما في أرق وقلق…
أنا الذي سرقت الأضواء من الكواكب…
وسكبت عرقي ودمعي وريقي في أكواب الزمن
فغدت القصائد باكية والكلمات موجعة…
وتألمت الأوراق وحزنت مواكب الغسق…
وصار الليل وحيدا يداعب نجمة وغيمة سوداء..
الشاعر وليد عبد الحميد العياري
تونس
أضف تعليق