رئيسية » قصيدة للشاعر التونسي محمد هادي عون بعنوان “قصيدتي هل مازلت حيّة؟”
الثقافة

قصيدة للشاعر التونسي محمد هادي عون بعنوان “قصيدتي هل مازلت حيّة؟”

حضنتُ قصيدة روحي الشهيدة
نظرتُ إليها بدموع حارة عنيدة

حملتُها بين ذراعي، فتحتُ عينيها
أفيقي، قصيدتي، هل ما زلتِ حيّة؟

حروفي بين الحروف تموت همّا
شعري بين القاتل والمقتول ضيما

انقهرتُ لما رأيتُ في ناظريها غما
تسأل الموءودة لما قتلت ظلما؟

رماني شعري بكلمات العروبة والعزة
هممتُ بالتكبير، لم يقدر لساني نطقا

طلبتُ من قصيدتي الصفح والعفو
أنا الذي تخليتُ عنها، هربتُ خوفا

عفرانكِ روحي، قادتنا ذبحوكِ ذبحا
أنتِ البراءة، حكم عليكِ قتلوكِ قتلا

سامحيني، خذلتكِ الإنسانية جمعاء
سرقوا طفولتكِ وضحكاتكِ عنوة

هم قرروا قتلكِ في هامش صفقة
قرروا ردم القضية وخيانة الأمة

زعماء العرب، أيديكم ملطخة دما
بسكوتكم عن قتل أطفالنا في غزة

مالي أراكم خانعين للغرب خوفا
وتجدكم لشعوبكم قاسين جلف

لما قتلتم فينا العزة والأنفة؟
لما حرقتم قصائدنا عن الكرامة والنخوة؟

بعدكِ، فلسطين لن يسمع لنا شعرا
بعدكِ ستبقى رؤوسنا خانعة ذلا

أردتُ شعري طلب المغفرة ليس إلا
قد ظلمناكِ منذ خمسة وسبعين حولا

فلسطين، أنتِ كنتِ للبشرية درسا
بك سقطت الإنسانية بل هي كذبة

قدس يا قدس لن يكون لنا عذرا
فأما رجال حماة عرض أو لا شرف لنا

غزة كشفت وجوه أنصاف الرجال كشفا
هم باعوا القضية هم من اغتالوا الطفل

ها قد لفّفت صغيرتي في كفنها لفّا
دفنتها في قبر جماعي كان يوما لها ملعب

سمعت في الدجى صوت ضحكاتها في السماء
تقول لا تحزن جدي فكل الشهداء مع هنا

روح الروح لأجلك أحببت هذه الدنيا
وبدونكِ لن يبقى لي إلا الحزن والعناء

جدي، أنا مع الأطفال تحت سدرة المنتهى
انتظرك بشوق، فلا تحزن، فلنا لقاء

وداعاً طفلتي، وداعاً لكل من قضى
شهيداً في أرض فلسطين وغزة

فلا تحسبنّ قتلانا ذهبوا للفناء
بل هم شهداء في جنات الحسنى

الشاعرة محمد هادي عون
تونس