الصفحة الرئيسية الشعر الحر قصيدتي هل ما زلت حيّة؟

قصيدتي هل ما زلت حيّة؟

130 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

حضنتُ قصيدة روحي الشهيدة
نظرتُ إليها بدموع حارة عنيدة

حملتُها بين ذراعي، فتحتُ عينيها
أفيقي، قصيدتي، هل ما زلتِ حيّة؟

حروفي بين الحروف تموت همّا
شعري بين القاتل والمقتول ضيما

انقهرتُ لما رأيتُ في ناظريها غما
تسأل الموءودة لما قتلت ظلما؟

رماني شعري بكلمات العروبة والعزة
هممتُ بالتكبير، لم يقدر لساني نطقا

طلبتُ من قصيدتي الصفح والعفو
أنا الذي تخليتُ عنها، هربتُ خوفا

عفرانكِ روحي، قادتنا ذبحوكِ ذبحا
أنتِ البراءة، حكم عليكِ قتلوكِ قتلا

سامحيني، خذلتكِ الإنسانية جمعاء
سرقوا طفولتكِ وضحكاتكِ عنوة

هم قرروا قتلكِ في هامش صفقة
قرروا ردم القضية وخيانة الأمة

زعماء العرب، أيديكم ملطخة دما
بسكوتكم عن قتل أطفالنا في غزة

مالي أراكم خانعين للغرب خوفا
وتجدكم لشعوبكم قاسين جلف

لما قتلتم فينا العزة والأنفة؟
لما حرقتم قصائدنا عن الكرامة والنخوة؟

بعدكِ، فلسطين لن يسمع لنا شعرا
بعدكِ ستبقى رؤوسنا خانعة ذلا

أردتُ شعري طلب المغفرة ليس إلا
قد ظلمناكِ منذ خمسة وسبعين حولا

فلسطين، أنتِ كنتِ للبشرية درسا
بك سقطت الإنسانية بل هي كذبة

قدس يا قدس لن يكون لنا عذرا
فأما رجال حماة عرض أو لا شرف لنا

غزة كشفت وجوه أنصاف الرجال كشفا
هم باعوا القضية هم من اغتالوا الطفل

ها قد لفّفت صغيرتي في كفنها لفّا
دفنتها في قبر جماعي كان يوما لها ملعب

سمعت في الدجى صوت ضحكاتها في السماء
تقول لا تحزن جدي فكل الشهداء مع هنا

روح الروح لأجلك أحببت هذه الدنيا
وبدونكِ لن يبقى لي إلا الحزن والعناء

جدي، أنا مع الأطفال تحت سدرة المنتهى
انتظرك بشوق، فلا تحزن، فلنا لقاء

وداعاً طفلتي، وداعاً لكل من قضى
شهيداً في أرض فلسطين وغزة

فلا تحسبنّ قتلانا ذهبوا للفناء
بل هم شهداء في جنات الحسنى

الشاعرة محمد هادي عون
تونس

  • شاعر تونسي
    محمد الهادي عون هو شاعر تونسي معاصر وناشط ثقافي، وُلد في 21 ديسمبر 1974 بمدينة نابل، تونس. إلى جانب اهتمامه بالأدب، يمتلك خلفية أكاديمية في مجالات الإعلامية وتطوير البرمجيات، ويعمل في مجال التسويق الإلكتروني، حيث يدير عدة مشاريع ومواقع إلكترونية من بينها مجلة "نيابوليس" الثقافية التي تُعنى بالأدب والفكر والإبداع التونسي والعربي. يُعرف محمد الهادي عون بإسهاماته الواسعة في تنشيط الحركة الثقافية والأدبية بالجهة، فقد أطلق وشارك في تنظيم العديد من الفعاليات والمبادرات الأدبية من أبرزها: ملتقى "عشاق الشعر"، وسلسلة "مجالس الأنس والأدب"، و"منبر الأنس والأدب"، إلى جانب مشاركته في لقاءات ثقافية نظّمتها المكتبة الجهوية ودار الثقافة بنابل. كما نُشرت له قصائد في مجلات أدبية تونسية وعربية، ما جعله يُعد من الأصوات الشعرية الحاضرة في المشهد الثقافي الحديث. من أبرز أعماله الشعرية قصيدة "اللؤلؤة"، التي كتبها بمناسبة عيد الأمهات ونُشرت في ماي 2023. تحمل القصيدة بُعدًا وجدانيًا عميقًا، حيث يصوّر فيها مشاعر التقدير والحنان تجاه والدته، ويُشبّهها بالحورية والملاك، موضحًا عجز اللغة عن الإحاطة بعظمتها، ليُهديها في النهاية "لؤلؤة" رمزية تعبّر عن محبته ووفائه. وقد لاقت القصيدة صدىً واسعًا وتأثرت بها والدته تأثرًا كبيرًا عند سماعها. يمزج عون في كتاباته بين الشعر والنثر بأسلوب شفاف وعاطفي، ويهتم بمواضيع الأسرة، الذاكرة، الحب، الوطن، والحنين، مما يجعل شعره قريبًا من القارئ، صادقًا في التعبير، ومرتبطًا بالتجربة الإنسانية اليومية.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا