الصفحة الرئيسية القصيدة العمودية قصيدة للشاعر التونسي عمر الشهباني بعنوان “غوث طالوت”

قصيدة للشاعر التونسي عمر الشهباني بعنوان “غوث طالوت”

943 مشاهدات 2 دقائق اقرأ

تتشرّف المجلة الرقمية نيابوليس بنشر قصيدة “غوث طالوت” للشاعر التونسي عمر الشهباني التي شارك بها في تظاهرة منبر الشعر والأدب بنابل في دورته الثانية وذلك يوم الأحد 10 نوفمبر 2024 بالمكتبة الجهوية بنابل
.
يَا غَوْثَ “طَالُوتَ” لَوْ يَعْبُرْ بِنَا زَمَنًا *** إنَّا اغْتَرَفْنَا مِنَ الْإِرْجَافِ وَالْفِتَنِ
.
هَذِي الطَّرِيقُ التِي قَدْ كَانَ سَطَّرَهَا ** أهْلُ الضَّوَاحِي مِنَ الإِذعَانِ لِلْخَشِنِ
.
رُغْمَ اللَّيَــــالِي وَكَانَ الدَّهْرَ صَبَّحَنَا *** عِنْدَ الرَبِيعِ وَقَدْ أَزْهَتْ عَلَى الْفَنَنِ
.
ثُمَّ اعْتَلاَهَا شُحُوبٌ وَهْيَ طَالِعَةٌ *** فِعْلُ الْمَشَــاتِي على الْأَوْرَاقِ بِالْغُصُنِ
.
أَزْرَتْ بَشَــائِرُهَا مِنْ وَقْعِ صَدْمَتِهَا *** حَتَّى كَسَتْهَا خُطَى الْإِهْمَالِ بِالدِّمَنِ
.
مَا كَانَ مِنْهُمْ وَحَبْلُ الْوَصْلِ مُنْقَطِعٌ **إِلاَّ اسْتَدَارُوا عَلَى الْإِصْبَاحِ بِالشَّجَنِ
.
كانوا فِرَاخًا وَكَانَ الذِّئْبُ حَارِسَهُمْ *** مَنْ كَانَ يُحْمَى مِنَ الذُّئْبَانِ كَمْ يَهُنِ
.
طَالَتْ عَلَيْهِمْ سَبِيلُ الْمَجْدِ فَانْقَطَعُوا***مِنْ كَفِّ طَاغٍى إِلَى دِيرِالْخَنَى النَّتِنِ
.
عَمُّوا جَمِيعًا عَلَى الْإِرْشَـــادِ فَرَّقَهُمْ *** خَبْطُ الضَّلاَلِ وَرَأْيُ الْمَاجِنِ الْعَفِنِ
.
صـَارُوا شَتَاتًا وَكَانَ الْأَجْدَرُ إِلْتَحَمُوا *** بِالثَّائِرِينَ عَلَى الْأَوْغَادِ وَالْمُجُنِ
.
حتَّى الشَّيَـاطِينِ بَاتُوا يَهْمِسُونَ لَهُمْ *** لاَ تَدْخُلُوا الْيَمَّ..وَقْتُ الْيَمِّ لَمْ يَحِنِ
.
كَانُوا قَرِيبًا، رَأَوْا ثُعْبَــانَ مُـوسَهُمُ *** تَلْقُفْ جِهَارًا عَصَى الْبُهْتَانِ بِالْعَلَنِ
.
وَالسِّبْطُ مِنْهُمْ يَنَــالُ الذُّلَّ فِي مُدُنٍ *** فِيهَا الْفَرَاعِينُ سَاءَتْ سَاكِنَ الْمُدُنِ
.
عَاشُوا طَوِيــلاً وَذُلُّ الْحُكْمِ يَمْهُرُهُمْ *** عَيْشَ النَّوَاطِيــرِ خُدَّامٌ لِذِي الْمِنَنِ
.
غَنُّوا الْخُوَارَ وظَنُّوا الْعِجْلَ فِي سَعَةٍ *** يَمْدُدْ يَدَيْــــــهِ سَخِيًّا دَائِمَ الْحَسَنِ
.
يَوْمَ اسْتَفَــــاقَ الْحَوَارِيُّونَ لَمْ يَجِدُوا *** أَرْضًــا لِدِيـــــنٍ وَلاَ أَمْنًا لِمُؤْتَمَنِ
.
وَلاَ بُرَاقًا وَلاَ قِطْمِـيـــــرَ يَحْرُسُهُمْ *** وَلاَ عُرَوشًا لَهُمْ فِيهَا الفَتَـى الْفِطَنِ
.
زَاغَتْ قُلُــوبٌ وَقَدْ رَدَّتْ نَوَاظِرَهَا *** نَحْوَ الْفُلُولِ الَّتِي دَارَتْ عَلَى الْوَطَنِ
.
هَا قَدْ شَرِبْنَا مِنَ النَّهْرِ الَّذِي عَبَرَتْ***مِنْهُ الْحَيَارَى وَلَمْ تَرْجِعْ إِلَى الْمُدُنِ
.
كُنَّا عَبَرْنَا وَهَذَا التِّيـــــــهُ يَنْزَعُنَا *** سِرْبَالَ مُوسَى وَهَا عُدْنَا إِلَى الْوَهَنِ
.
أَلْوَاحُ مُوسَى بِهَا الَمَعْنَى غَدَتْ مِزَقًا *** لَمَّا عَكَفْنَا عَلَى عِجْلٍ!.عَلَى وَثَنِ
.
كُلُّ الْحَلِـــــــــــيِّ الذِي جِئْنَا نُجَمِّعُهُ *** أَوْدَتْ سَجَــاحٌ بِهِ فِي غَيْهَبٍ وَهِنِ
.
خَوْفُ هَـارُونَ وَغَدْرُ السَّامِرِيِّ بِنَا *** قَدْ أَوْثَقُـــــونَا إِلَى أُرْجُوحَةِ الزَّمَنِ
.
هَا قَدْ قَسَتْ رُوحُ أَهْلِينَا وَقَدْ عَمِهَتِ***أَعْيَانُ أَهْلِي عَلَى التَّشْغِيلِ وَالسَّكَنِ
.
مِنْ أَيْنَ نَمْضِي وَطَالُوتٌ بِهِ احْتَرَقَتْ**أَرْضُ الْبَوَادِي وَهُدَّتْ أَشْرُعُ السُّفُنِ
.
مَنْ كَـانَ “طَالُوتُ” فَلْيَحْزِمْ غَرَائِبَنَا *** عِنْدَ التَّوَابِيـتِ رَاحَ الْأَهْلُ بِالْمُتُنِ
.
أَرْضُ الْعُرُوبَـــــةِ والإِسْلاَمِ مُشْرَعَةٌ *** لِلْحَــــائِميِنَ لِأَجْلِ النَّفْطِ والْضِّعَنِ
.
حـَـــــــــاذِرْ عِرَاقًا إِذَا جِئْتُمْ مَدَاخِلَهُ *** وَالْقَيْــرَوَانُ بِهَا خَوْفٌ عَلَى عَدَنِ
.
بغدادُ تَشْكُو تَتَــارًا مِثِلَ جَارَتِهَا *** صَنْعَاءُ عَادَتْ لِعَصْرِ السَّيْفِ ذِي يَزِنِ
.
صــَــارَتْ مَوَانِئُنَا بَــابًا لِنَاهِبِنَا *** وَالْقُدْسُ نَسْيًا وَنِصْفُ الْأَهْلِ فِي الْكَفَنِ
.
مـَـــا فِي بِلَادِ لَهَا بِالْعُرْبِ وَاصِلَةٌ *** إِلَّاَ سُيُــــــــــــوفٌ وَأَحْزَابٌ لِمُفْتَتَنِ
.
الْجَوُّ قَرٌّ وريحُ القدسِ مُحْتَبِسٌ *** والعيشُ ضَنَكٌ على غيضٍ وَ مُحْتَقِنِ
.
لولا أراها تنادي نخلةٌ بسقتْ *** عند المحيطيْن من قرطـــــــاج كالسُّفُنِ
.
لا بدَّ يأتي ففجر المجد صبحنا *** فـــــــــي كلِّ فجٍّ من الأوطانِ صبَّحني

بقلم / عمر الشهباني
تونس

قصيدة للشاعر التونسي عمر الشهباني بعنوان “غوث طالوت”
قصيدة للشاعر التونسي عمر الشهباني بعنوان “غوث طالوت”
  • شاعر وناقد تونسي
    أبو البيرق عمر الشهباني، شاعر وكاتب تونسي، وُلد يوم 2 ماي 1966 بقبلي الجنوبية في الجنوب التونسي. نشأ بين رمال الواحة ومناخ الصحراء، فتشرّب من بيئته روح الانتماء، وتدرّج في مساره التعليمي بين المدرسة الابتدائية بشارع الحبيب بورقيبة بقبلي والمعهد الفني، ليحصل على شهادة الباكالوريا شعبة الآداب سنة 1987. تنقّل بين تونس والمغرب في مساره الجامعي؛ درس الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس وصفاقس، ونال منها إجازة سنة 1996، كما درس بجامعة محمد الخامس بالرباط وحصل على إجازة في التصرف اختصاص الإدارة العامة من المدرسة الوطنية للإدارة العمومية، إلى جانب تدرّجه في دراسة القانون العام بالمرحلة الثالثة. زاول العمل الصحفي ككاتب ومحرر لوكالات أنباء وصحف تونسية، ورافق نشاطه الأدبي بانخراط واسع في الحياة الجمعياتية؛ من الكشافة التونسية حيث نال الشارة الخشبية سنة 1985، إلى الاتحاد العام التونسي للطلبة، وجمعية صوت نفزاوة التنموية، وغيرها من الإطارات التي أسهم في تأسيسها. أصدر سنة 1996 ديوانه الفريد المساجلات الشعرية (أجب الثورة يا علي...)، وهو عمل عربي متميّز جمع 23 سجالًا شعريًا في 2600 بيت عمودي بمشاركة أكثر من 40 شاعرًا من مختلف أرجاء الوطن العربي. إلى جانب ذلك نشر مقالات وقصائد في الصحف والمجلات التونسية، منها مجلة الاتحاف. وما يزال يعمل على إصدار دواوين جديدة في مجالات اجتماعية وسياسية وثقافية وحضارية.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا