الصفحة الرئيسية القصيدة العمودية قصيدة للشاعر التونسي عمر الشهباني بعنوان “غوث طالوت”

قصيدة للشاعر التونسي عمر الشهباني بعنوان “غوث طالوت”

590 مشاهدات 2 دقائق اقرأ

تتشرّف المجلة الرقمية نيابوليس بنشر قصيدة “غوث طالوت” للشاعر التونسي عمر الشهباني التي شارك بها في تظاهرة منبر الشعر والأدب بنابل في دورته الثانية وذلك يوم الأحد 10 نوفمبر 2024 بالمكتبة الجهوية بنابل
.
يَا غَوْثَ “طَالُوتَ” لَوْ يَعْبُرْ بِنَا زَمَنًا *** إنَّا اغْتَرَفْنَا مِنَ الْإِرْجَافِ وَالْفِتَنِ
.
هَذِي الطَّرِيقُ التِي قَدْ كَانَ سَطَّرَهَا ** أهْلُ الضَّوَاحِي مِنَ الإِذعَانِ لِلْخَشِنِ
.
رُغْمَ اللَّيَــــالِي وَكَانَ الدَّهْرَ صَبَّحَنَا *** عِنْدَ الرَبِيعِ وَقَدْ أَزْهَتْ عَلَى الْفَنَنِ
.
ثُمَّ اعْتَلاَهَا شُحُوبٌ وَهْيَ طَالِعَةٌ *** فِعْلُ الْمَشَــاتِي على الْأَوْرَاقِ بِالْغُصُنِ
.
أَزْرَتْ بَشَــائِرُهَا مِنْ وَقْعِ صَدْمَتِهَا *** حَتَّى كَسَتْهَا خُطَى الْإِهْمَالِ بِالدِّمَنِ
.
مَا كَانَ مِنْهُمْ وَحَبْلُ الْوَصْلِ مُنْقَطِعٌ **إِلاَّ اسْتَدَارُوا عَلَى الْإِصْبَاحِ بِالشَّجَنِ
.
كانوا فِرَاخًا وَكَانَ الذِّئْبُ حَارِسَهُمْ *** مَنْ كَانَ يُحْمَى مِنَ الذُّئْبَانِ كَمْ يَهُنِ
.
طَالَتْ عَلَيْهِمْ سَبِيلُ الْمَجْدِ فَانْقَطَعُوا***مِنْ كَفِّ طَاغٍى إِلَى دِيرِالْخَنَى النَّتِنِ
.
عَمُّوا جَمِيعًا عَلَى الْإِرْشَـــادِ فَرَّقَهُمْ *** خَبْطُ الضَّلاَلِ وَرَأْيُ الْمَاجِنِ الْعَفِنِ
.
صـَارُوا شَتَاتًا وَكَانَ الْأَجْدَرُ إِلْتَحَمُوا *** بِالثَّائِرِينَ عَلَى الْأَوْغَادِ وَالْمُجُنِ
.
حتَّى الشَّيَـاطِينِ بَاتُوا يَهْمِسُونَ لَهُمْ *** لاَ تَدْخُلُوا الْيَمَّ..وَقْتُ الْيَمِّ لَمْ يَحِنِ
.
كَانُوا قَرِيبًا، رَأَوْا ثُعْبَــانَ مُـوسَهُمُ *** تَلْقُفْ جِهَارًا عَصَى الْبُهْتَانِ بِالْعَلَنِ
.
وَالسِّبْطُ مِنْهُمْ يَنَــالُ الذُّلَّ فِي مُدُنٍ *** فِيهَا الْفَرَاعِينُ سَاءَتْ سَاكِنَ الْمُدُنِ
.
عَاشُوا طَوِيــلاً وَذُلُّ الْحُكْمِ يَمْهُرُهُمْ *** عَيْشَ النَّوَاطِيــرِ خُدَّامٌ لِذِي الْمِنَنِ
.
غَنُّوا الْخُوَارَ وظَنُّوا الْعِجْلَ فِي سَعَةٍ *** يَمْدُدْ يَدَيْــــــهِ سَخِيًّا دَائِمَ الْحَسَنِ
.
يَوْمَ اسْتَفَــــاقَ الْحَوَارِيُّونَ لَمْ يَجِدُوا *** أَرْضًــا لِدِيـــــنٍ وَلاَ أَمْنًا لِمُؤْتَمَنِ
.
وَلاَ بُرَاقًا وَلاَ قِطْمِـيـــــرَ يَحْرُسُهُمْ *** وَلاَ عُرَوشًا لَهُمْ فِيهَا الفَتَـى الْفِطَنِ
.
زَاغَتْ قُلُــوبٌ وَقَدْ رَدَّتْ نَوَاظِرَهَا *** نَحْوَ الْفُلُولِ الَّتِي دَارَتْ عَلَى الْوَطَنِ
.
هَا قَدْ شَرِبْنَا مِنَ النَّهْرِ الَّذِي عَبَرَتْ***مِنْهُ الْحَيَارَى وَلَمْ تَرْجِعْ إِلَى الْمُدُنِ
.
كُنَّا عَبَرْنَا وَهَذَا التِّيـــــــهُ يَنْزَعُنَا *** سِرْبَالَ مُوسَى وَهَا عُدْنَا إِلَى الْوَهَنِ
.
أَلْوَاحُ مُوسَى بِهَا الَمَعْنَى غَدَتْ مِزَقًا *** لَمَّا عَكَفْنَا عَلَى عِجْلٍ!.عَلَى وَثَنِ
.
كُلُّ الْحَلِـــــــــــيِّ الذِي جِئْنَا نُجَمِّعُهُ *** أَوْدَتْ سَجَــاحٌ بِهِ فِي غَيْهَبٍ وَهِنِ
.
خَوْفُ هَـارُونَ وَغَدْرُ السَّامِرِيِّ بِنَا *** قَدْ أَوْثَقُـــــونَا إِلَى أُرْجُوحَةِ الزَّمَنِ
.
هَا قَدْ قَسَتْ رُوحُ أَهْلِينَا وَقَدْ عَمِهَتِ***أَعْيَانُ أَهْلِي عَلَى التَّشْغِيلِ وَالسَّكَنِ
.
مِنْ أَيْنَ نَمْضِي وَطَالُوتٌ بِهِ احْتَرَقَتْ**أَرْضُ الْبَوَادِي وَهُدَّتْ أَشْرُعُ السُّفُنِ
.
مَنْ كَـانَ “طَالُوتُ” فَلْيَحْزِمْ غَرَائِبَنَا *** عِنْدَ التَّوَابِيـتِ رَاحَ الْأَهْلُ بِالْمُتُنِ
.
أَرْضُ الْعُرُوبَـــــةِ والإِسْلاَمِ مُشْرَعَةٌ *** لِلْحَــــائِميِنَ لِأَجْلِ النَّفْطِ والْضِّعَنِ
.
حـَـــــــــاذِرْ عِرَاقًا إِذَا جِئْتُمْ مَدَاخِلَهُ *** وَالْقَيْــرَوَانُ بِهَا خَوْفٌ عَلَى عَدَنِ
.
بغدادُ تَشْكُو تَتَــارًا مِثِلَ جَارَتِهَا *** صَنْعَاءُ عَادَتْ لِعَصْرِ السَّيْفِ ذِي يَزِنِ
.
صــَــارَتْ مَوَانِئُنَا بَــابًا لِنَاهِبِنَا *** وَالْقُدْسُ نَسْيًا وَنِصْفُ الْأَهْلِ فِي الْكَفَنِ
.
مـَـــا فِي بِلَادِ لَهَا بِالْعُرْبِ وَاصِلَةٌ *** إِلَّاَ سُيُــــــــــــوفٌ وَأَحْزَابٌ لِمُفْتَتَنِ
.
الْجَوُّ قَرٌّ وريحُ القدسِ مُحْتَبِسٌ *** والعيشُ ضَنَكٌ على غيضٍ وَ مُحْتَقِنِ
.
لولا أراها تنادي نخلةٌ بسقتْ *** عند المحيطيْن من قرطـــــــاج كالسُّفُنِ
.
لا بدَّ يأتي ففجر المجد صبحنا *** فـــــــــي كلِّ فجٍّ من الأوطانِ صبَّحني

بقلم / عمر الشهباني
تونس

قصيدة للشاعر التونسي عمر الشهباني بعنوان “غوث طالوت”
قصيدة للشاعر التونسي عمر الشهباني بعنوان “غوث طالوت”
  • شاعر وناقد تونسي
    عمر الشهباني، شاعر تونسي يُعرف بلقب "أبو البيرق"، يعدّ من أبرز الأصوات الشعرية المعاصرة في الساحة الثقافية التونسية. تميز بحضوره اللافت في المنتديات الأدبية، لا سيما من خلال مشاركاته المنتظمة في "منتدى الشعر التونسي" وملتقيات شعرية محلية وعربية، أبرزها حضوره كضيف مميز في الدورة 39 للملتقى العربي لشعر المقاومة. كتب قصائد تعكس توازنًا دقيقًا بين الأصالة والتجديد، من أبرزها قصيدة "غوث طالوت" التي نُشرت في مجلة "نيابوليس"، وعرضها ضمن فعالية "منبر الشعر والأدب" بمدينة نابل. أسلوبه الشعري يتسم بالقوة التصويرية والرمزية العميقة، حيث يلامس قضايا إنسانية ووطنية بروح معاصرة. كما شارك في برامج إذاعية وثقافية، منها "المقهى الثقافي" على إذاعة Cillium FM، وكانت له إسهامات في قراءات نقدية لأعمال شعراء تونسيين آخرين. عمر الشهباني صوت شعري له مكانته، يُثري الساحة الأدبية بلغته المتفردة وحضوره المتواصل.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا